الصين تحكم على عريس من الإيغور بالسجن 25 عاما… “بعد يومين من زفافه”!

النشرة الدولية –

لا تزال العديد من القصص والشهادات المؤلمة تتواتر بشأن معاناة أقلية الإيغور المسلمة في إقليم شينغيانغ بالصين، والتي وصفتها منظمات حقوقية وبعض البرلمانات الغربية بأنها نوع من “الإبادة الجماعية”.

من الشهادات المؤلمة التي نقلتها شبكة “سي إن إن” الإخبارية، قصة ميهري ميزسوف وزوجها ميرزات طاهر، فبعد يومين على ارتباطهما في العام 2016 وأثناء استعدادهما للسفر إلى أستراليا لبدء حياة جديدة هناك أقدمت السلطات الصينية على اعتقال الزوج الشاب ليختفي عن الأنظار ويحكم لاحقا عليه بالسجن لمدة 25 عاما.

وتقول ميهري في حديثها للشبكة الأميركية من منزلها في ملبورن، حيث كان الزوجان يأملان في العيش معًا، إنه  خلال السنوات الأربع الماضية،  كان زوجها طاهر قد سجن مراكز الاحتجاز في إقليم شينغيانغ ثلاث مرات منفصلة لعدة أشهر في كل مرة.

وفي أبريل من هذا العام، تلقت، ميهري، مكالمة هاتفية تقول إن زوجها قد جرت إدانته بتهمة ميول وأفعال انفصالية  ليحكم عليه بالسجن 25 عامًا،  وهنا تتساءل الزوجة: “كيف يمكن أن يكونوا بهذه القسوة، من أين لهم كل هذا الظلم؟ زوجي لم يقترف جرما، وقد عانى بالفعل كثيرا  في الأعوام الأربع الماضية”.

حذرت الصين، بلجيكا،  الأربعاء، من تدهور العلاقات بين البلدين بعد استنكار لجنة في البرلمان البلجيكي “خطر الإبادة الجماعية” في شينغيانغ في شمال غرب الصين.

وخلال السنوات المنصرمة، ظلت ميزسوف تلتزم الصمت بشأن معاناة زوجها خوفا من تأجيج الأمور، ولكن وبعد أن حُكم عليه بالسجن 25 عامًا، أكدت أنه لم يتبق لها شيء لتخسره.

وأضافت : “لقد فعلوا أسوأ شيء يمكن أن يحدث لزوجي، والآن لم يعد لدي خيار آخر .. وبغض بغض النظر عن مدى صعوبة الموقف فأنني لن لن أتخلى عنه أبدًا وسأكافح إلى أن يطلق سراحه”.

أما ديلسار أبليميت، البالغة من العمر 21 عامًا، والتي جاءت من مدينة أورومتشي بأقليم شينغيانغ  إلى تركيا بغية الدراسة قبل نحو أربعة أعوام، فقد انفجرت بالبكاء عندما كانت تشاهد في بيتها فيلما وثائقيا عن الإيغور.

وتقول إنها شاهدت في ذلك الفيلم والدها الذي لم تره منذ فبراير من العام 2017، موضحة أنه اكتشفت وبعد شهرين من مغادرتها الصين أن ثلاثة من أشقاء أبيها كانوا قد اعتقلوا في سبتمبر من العام 2017 قبل أن تلقي السلطات الصينية القبض على والدها في وقت لاحق.

وتوضح، ديلسار، أن والدتها كانت تحرص على إخبارها عندما تتصل بها هاتفيا أن والدها وأشقائه في رحلة عمل، مضيفة: “ولكني كنت أعلم أن الحقيقة هي خلاف لذلك”.

وتابعت حديثها وهي تبكي بحرقة: ” بالكاد تعرفت على والدي عندما رأيته في الفيلم، لقد تغير شكله كثيرا وفقد الكثير من وزنه وقد أجبر على ما يبدو على حلق شعر رأسه وشاربه الكث”.

وبحسب وما ورد في الفيلم فإن التهم التي وجهت إلى والد ديلسار هي المشاركة في “مؤامرة إرهابية” مما يعني أنه سيقضي أعواما طويلة خلف قضبان السجن.

وهنا تؤكد أبليميت إن أبيها وأشقائه غير مذنبين، مضيفة: “هذا افتراء والدي وأعمامي ليسوا سياسيين أو حتى متدينين.. هم ليسوا إرهابيين أو انفصاليين”.

وفي نفس السياق، يقول بعض الإيغور إن أقاربهم أو أصدقائهم الذين يقضون أحكامًا بالسجن لفترات طويلة في مراكز الاعتقال بشينغيانغ قد جرى عرضهم على محاكمات صورية وسريعة، دون تمكينهم من توكيل محاميين مستقلين، ودون عرض أدلة على إدانتهم.

ولطالما شكك نشطاء حقوق الإنسان في النظام القانوني بالصين، إذ يتجاوز معدل الإدانة بحق المعتقلين في إقليم شينغيانغ 99  بالمئة، فمن خلال قضايا تتعلق بمليون ونصف المليون إيغوري جرى تبرئة   656 شخصًا فقط أمام المحاكم في العام المنصرم.

وقالت نيرولا إليما، وهي منفية من الإيغور تعيش الآن في السويد، إن الدليل الوحيد الذي أرسل ابنة عمها إلى السجن كان ملفقًا تمامًا.

 

وأوضحت إليما أن قريبتها، مايلا ياكوفو، كان قد حُكم عليها بالسجن ستة أعوام ونصف في فبراير  الماضي عقب بعد اتهامها بتمويل الإرهاب.

وتابعت: “الجريمة الوحيدة التي اقترفتها ابنة عمي هو تحويل أموال من الصين إلى أستراليا لمساعدة والديها في شراء منزل”، لافتة إلى أن سجن مايلا قد ترك عائلتها محطمة وأنهم أصبحوا أمواتا وهم لا يزالون على قيد الحياة، على حد تعبيرها.

وكانت، مايلا، قد تمكنت في وقت سابق من تسريب رسالة من السجن كتبتها بخط يدها وذكرت فيها أنها أجبرت تحت وطاة التعذيب على التوقيع على اعترافات كاذبة تدينها.

وجاء في الرسالة: “لقد هددوني بأنه إذا لم أعترف بالذنب فسوف يأخذوني على الفور إلى قوات الأمن الوطني  ويستجوبوني باستمرار لمدة شهر آخر “.

ونوهت ياكوفو في رسالتها إلى إنها اعترفت ليس فقط لتجنب المزيد من التعذيب ولكن أيضًا لحماية بقية أفراد أسرتها الذين ما زالوا يعيشون في إقليم شينجيانغ، مضيفة: “ليس لدي القدرة لمقاومة مثل هذه القوة الغاشمة … أشعر حقا بالظلم ولكن لم يكن لدي خيار آخر سوى الإدلاء باعترافات كاذبة”.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button