صرخة مقهور ..كلنا في الهم عرب
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
نعيش بين القبور والقصور.. نهتف لعل صدى الصوت يصل لمن ينقذنا من الجور..نعيد الصراخ تلو الصراخ لعل السماء تتفتق وتريحنا من الهم والجروح.. فتتسابقوا صارخين أن إصمتوا.. ويخرج غضبكم وظلمكم وتقصفوننا بالطيور..وتطلبون من الصمت وتهددوننا بالمزيد من الشرور.. يا هؤلاء نحن لسنا جيش أبرهة الحبشي نبغي هدم الكعبة فاخلعوا عنكم جلد النمور .. ونحن لا نملك منجنيق الحجاج لنقصفها وأنتم لستم بصقور.. فنحن لا نملك إلا قلب يهتف للوطن ويحن للوطن وإن صمت عن النبض لا يصمت عن عشق الوطن دهور ودهور.. فلماذا ترسلون طيور الابابيل على شكل قرارات تقتلنا في اليوم ألف مرة وتبتسمون بفرح وسرور؟.. ولماذا تصدحون في الإعلام لتقنعونا بأنكم ملائكة الخير والوئام وأنتم أس الشرور.. فالملائكة لا تحدثنا لكنها بفعل الخير تحيطنا وتحتضننا بحبور..فيهطل المطر وينبت الزرع ويمتليء الضرع والصدور.. فيما أنتم .. فيما أنتم أكلتم الزرع وشربتم الضرع وتركتم لنا الجوع والقهر فارتفعت جدران قصوركم كما ارتفعت شواهد قبورنا وعلى الضعفاء كان أجبنكم جسور واتخذتم من الشعوب عبيداً وجُسور.
ويجلس يحلم بقطعة خبز أجنبية ذاك المقهور.. وبلباس عربي أصيل مستورد من بلاد غربية يستتر الغيور.. وقد يتمرد في ذاته ويتجاوز حدود المنطق والعقل ويحلم بوظيفة لابنه وابنته وهو فخور، وهنا يقفز في ذهنه خطاب لمسؤول كبير يصرخ بأعلى صوته وكأنه النفير، ألا تقولون شكراً لأننا تركنا لكم قطعة أرض تسكنوها وتقيكم حُر الصيف وقر الشتاء ثم تتكلمون بغرور، يا هؤلاء الخير قادم وقد منحتمونا ثقتكم واليوم امنحونا ما بقي لديكم من أبناء لنؤجرهم ومن بنات لنصنع منهم مصدر رزق موفور، وسنمنحكم الحياة التي ترغبون ونزيدكم خمور على خمور، وستكونون من أكابر القوم إذا ما خلعتم عنكم كل شيء طهور، ويبتسم ويقول :”صدقوني كلها شهور وشهور”.. وستعيشون في فرح وسرور.
حلُم ذلك الرجل بالخير القادم وهو يتناول لذيذ الطعام بلا أبناء ولا شرف.. استفاق من حلمه الذي تحول لكابوس بعد أن اختفت كل أكاذيب الرفاهية والزهور، وقال بأنفه وجسور: “حان موعد الموت بعد صبور.. فبلا أبناء ودون شرف تختفي معايير الحياة ويصبح تحت الأرض خير من فوقها فأنا بشرفي وفقري فخور، وإن مت أو قتلت فساظل حياً على مدى العصور.. وسيبقى أبنائي يدعون لي فأحيا بكلماتهم حتى يوم النشور، فيما أنتم يا من سبيتم أبناء وبنات الأمة وركعتهم خانعين لأعدائها لن تجدوا من يدعوا لكم بعدما قتلتم الأمل وزرعتم القهر والظلم فأنتم صُناع الجور وكلكم بربه مشرك مرتد كفور”.