عودة وعي «عمار» مع فائق الشيخ
بقلم: أحمد الصراف

النشرة الدولية –

أرسل لي صديق وقارئ حلقة مثيرة للجدل والدجل من مقابلات الصندوق الأسود لمقدمه ومعدّه «عمار تقي» مع السياسي العراقي «فائق الشيخ علي»، وكأنه يقول لي: لن أتركك ترتاح من الكتابة اليومية.. وهذا ما حصل!

على ضوء كل الادعاءات، الصحيحة أو الباطلة، التي وردت على لسان السيد فائق الشيخ علي، على مدى 46 حلقة من برنامج «الصندوق الأسود»، التي حاول فيها ضيف الحلقة جاهداً إبراز دوره الحيوي والمحوري في معارضة صدام، وكونه رأس الحربة في أمور كثيرة، وصاحب علاقات متشعبة وعميقة مع كل رموز المعارضة، أو من كانوا رموزها، وأصبح بعضهم تالياً من لصوصها، إلا أن المقدم «عمار» وفي حركة تدل وكأنها «عودة الوعي»، فاجأ الضيف بالسؤال التالي:

«..هل تؤمن بأنك ظُلمت من قبل الساسة العراقيين بعدم ذكر اسمك كمعارض بارز كان له دور في مرحلة ما قبل سقوط صدام؟

فأجاب الضيف: نعم، وفعلوا ذلك خوفا من ذكر اسمي(!!)

لم يلتفت المقدم، لإجابته الغريبة، وأكمل متسائلاً:

في معرض البحث والإعداد لهذا البرنامج تبين لي التالي:

  1. لم يأتِ أحمد الجلبي (المعارض الأكبر والأهم والأكثر ثراء ورأس حربة المقاومة قبل سقوط صدام والأقرب لأميركا) على ذكر اسمك في أي مرحلة أو أي لقاء، قبل وبعد سقوط صدام، على الرغم من أنه ذكر أسماء الكثير من الشخصيات!!
  2. لم يأتِ عزيز الصمانجي في كتابه «قطار المعارضة العراقية»، على ذكر اسمك.
  3. كما لم يقم حسن الزبيدي في «موسوعة السياسة العراقية» المكون من 800 صفحة بذكر اسمك، على الرغم من انه أورد اسماء 1500 شخصية عراقية أخرى!
  4. ولم يورد إياد علاوي (الرمز المعروف في المقاومة)، اسمك في كتابه «في حقل الألغام».
  5. كما لم يتطرق بول بريمر الذي حكم العراق لفترة، بعد سقوط صدام، اسمك في مذكراته!

فكيف تناست كل هذه الشخصيات ذكر اسمك، وهم الأشهر في المقاومة وفي توثيق مرحلة ما قبل سقوط صدام؟

فرد الضيف:

أولاً: انا لا أعمل عم… لأية دولة. هؤلاء كلهم عم..، وعندهم علاقات مع دول عديدة.

(ولا أدري لحساب من كان يعمل بريمر؟ ولماذا كان يخاف من ذكر اسم فائق في مذكراته؟)

ثانياً: أنا مستقل وليس لدي أي ارتباط مع أية دولة، وليس لأحد دالة علي! (ما علاقة هذا بعدم ذكر اسمك في المذكرات والسير؟)

ثالثاً: أنا أبو المعارضة العراقية، وحامل لواء محاربة صدام، ورافع راسي، وحتى بعد موتي سأوصى من سيدفنني بأن يبقي رأسي مرفوعاً! (هاي اشلون ترهم؟).

رابعاً: لي شرف كبير في عدم ذكر هؤلاء لاسمي في كتبهم.

خامساً: سيخلدني التاريخ بأنني العراقي الشجاع والبطل الذي وقف في وجه صدام، الذي فاوضتني مخابراته، وعرضت علي شيك على بياض، فقط لعدم ذكر اسمه في المقابلات، فرفضت.

سادساً: التاريخ سيخلدني بعد 30 سنة من خلال رسائل الدكتوراه والماجستير التي سيكتبها الجيل القادم عني، وهو الجيل الذي أقوم الآن بتربيته في العراق(!!)

لعنت الصديق الذي أرسل لي حلقة المقابلة، ولمُت القبس في داخلي بشدة على دورها، غير المقصود، في تشويه شيء من تاريخ العراق الحديث!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى