جفاف سويسرا ولهيب الكويت
بقلم: إيمان حيدر دشتي
النشرة الدولية –
«في غضون نحو أربعين سنة، قد تصبح سويسرا شبيهة ببلاد حوض البحر الأبيض المتوسط، بحيث ستزيد درجة الحرارة في المدينة على 40 درجة، وتطول فترات الجفاف ويفتقر الشتاء إلى الثلوج»!
هذا العنوان نشر في 2018 في إحدى المجلات، لم تقف السلطات المحلية في سويسرا مكتوفة الأيدي، بل تقدمت بخطة لخفض الحرارة في عدد من المدن الرئيسية، منها زراعة المزيد من الأشجار خصوصا المقاومة للحرارة والجفاف، إزالة آلاف الأمتار من الأسفلت، مع البحث عن أنواع أسفلت أقل امتصاصا للحرارة، والعمل على زيادة المسطحات الخضراء والنوافير، بمصاحبة قرار لمخططات البناء الجديدة بحيث لا تعيق المباني تدفق الهواء، علاوة على تغطية الثلوج في الجبال بشوادر وأغطية خاصة لمنع ذوبان الجليد.
أكرر كل هذا الحديث عن مواجهة ارتفاع درجات الحرارة في سويسرا البلد الذي يسوده مناخ معتدل ويبلغ المعدل السنوي لدرجة الحرارة 10 درجات، ويتميز بوجود طبيعة نباتية وزراعية من غابات ومزارع وتضاريس جغرافية وتتساقط فيه الأمطار والثلوج.
أما في بلدي الحبيب الذي ترتفع فيه درجة حرارة كل شيء وليس المناخ والجو فقط، فلا مخطط ولا خطة ولا حتى فكرة لمواجهة ظاهرة ارتفاع درجات الحرارة، التي تتجاوز الخمسين وربما تلامس الستين أحيانا، بالرغم من المخاطر العالية التي قد تتركه على صحة المواطن والمقيم إلى جانب استحالة القيام بأي نشاط خلال أوقات النهار هربا من لهيب النار، بل ما يزيد الطين بله الفكرة الأخيرة بالسماح بارتفاع المباني 20 مترا إضافيا مع السماح ببناء سردابين، النسب العالية في البنيان التي لم تترك مجال لا لزراعة ولا لتحرك الهواء ومروره، مع المبالغة بنسب الحديد المسلح والكونكريت في البنيان لا تستوجبها طبيعة الكويت المناخية أو الجغرافية، مع تصاميم بناء ونوافذ زجاجية وتكسيات معدنية لا تحدد بمقاييس ومعايير تواجه الظروف المناخية، فتستوجب زيادة أطنان من التكييف لمواجهة درجات الحرارة العالية داخل تلك المباني لتولد تلك المكائن درجات حرارة إضافية في وسط أجوائنا الملتهبة، وفي خضم رصف الأسفلت وإزالته مرة تلو الأخرى لم يتفتق ذهن القائمين على هذه العملية بصبغ الأسفلت بألوان تخفض من درجة الحرارة على الأقل وليس البحث عن أنواع اكثر ثباتا وأقل امتصاصا لدرجات الحرارة.
والملايين تصرف على هيئة الزراعة والبيئة دون زيادة الرقعة الخضراء.
سامحكم الله سنوات مضت وستمضي، تعلمون جيدا بارتفاع درجات الحرارة، تحضرون المؤتمرات الدولية الخاصة بالمناخ وبالكوكب، ولم تعدوا العدة لمواجهة هذا الخطر محليا!