«المرسم الحُر» يستعيد نشاطه بعد توقّف دام حوالي عام ونصف بسبب فيروس كورونا
النشرة الدولية –
بعد توقّف دام حوالي عام ونصف العام، بسبب جائحة كورونا، افتتح المرسم الحر أبوابه للفنانين من جديد، وسط إجراءات احترازية، وعاود الفنانون أنشطتهم، وخرجت أعمالهم التي عكفوا على إنجازها خلال فترة الحظر، أما البعض الأخر فبدأ بأعمال فنية جديدة، وهناك من الفنانين من استكملوا أعمالهم، والبعض الآخر يخطط لإقامة معرض شخصي. «الجريدة» التقت أعضاء المرسم، وسألتهم عن الشعور بعودة الأجواء إلى طبيعتها والأعمال التي ينجزونها في الوقت الحالي:
البداية كانت مع مسؤولة المرسم، سارة خلف، التي عبّرت عن سعادتها بعودة الأجواء الطبيعية، بعد أشهر من التوقف بسبب فيروس كورونا، ولفتت إلى أن الفنانين التشكيليين عادوا إلى مواصلة نشاطهم في المرسم، وسط إجراءات احترازية لمواجهة انتشار العدوى.
وأضافت أن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أصدر تعميما إداريا لما تقتضيه المصلحة العامة، ووفقا لقرار مجلس الوزراء الموقر، مؤكدة أنه كانت هناك جهود واضحة للفنانين أثناء الجائحة، ومبينة أن الفن سلاح ذو حدين، وترى من ناحية أخرى أن الحالة التشكيلية ستنتعش مجددا، بسبب حماس الفنانين للعمل وإقامة المعارض بعد فترة توقُّف كبيرة.
مكان هادئ ومنظم
من جانبها، قالت الفنانة ثريا البقصمي “أنا سعيدة لأن المرسم فتح أبوابه، فهو مكان هادئ ومنظم وجميل، وجوّه محفز للعطاء الفني، وأحب أن أكون هناك، رغم فترة الانقطاع الطويلة بسبب كورونا، التي حرمنا خلالها من المرسم، لكن الكل الآن سعيد بالعودة”.
وتابعت: “أتمنى أن تعود الحركة التشكيلية بالنسبة للمعارض ومنها لمعارض المجلس الوطني، وغيرها، خلال سبتمبر المقبل. والمرسم هو المكان الذي يحتوينا كفنانين تشكيليين، ويحتضن إبداعات الفنانين، سواء كانوا من الروّاد أو الشباب، ونلقي أنفسنا فيه، فهو غير أنه مكان لممارسة الفن، فهو شيء جميل فقدناه في العمارة الكلاسيكية الكويتية ذات الطابع التراثي، لاسيما نحن كفنانين ينتابنا الإحساس بأننا أسرة واحدة، وبيننا تقارب كبير، ونتبادل الآراء، ولدينا أحلام نشترك فيها كمجموعة، وحلمنا الكبير أن نرتقي بالحركة التشكيلية الكويتية، وأن تكون مزدهرة ومتألقة على المستويين العربي والعالمي، وكل فنان يحاول أن يحققه بطريقته”.
وختمت البقصمي قولها بأنها تحضّر لمعرض شخصي سيكون معرضا استعاديا في الحفر لأعمالها الجرافيك منذ عام 74 إلى 2021.
معرض شخصي
“الجريدة” تجولت في المرسم الخاص بالفنان علي نعمان، الذي ركّزت معظم أعماله الجديدة على البيئة البحرية الكويتية، وعلى وجه الخصوص مهنة صيد السمك، التي تخلّد ذكرى الآباء والأجداد وإبراز صور الماضي العريق وكفاح الشعب آنذاك.
وذكر النعمان أنه يحضّر لمعرض شخصي يبرز البيئة البحرية تبيّن عمليات صيد المحار، وهناك أعمال فنية تصوّر الصياد في بيئته الطبيعية على قارب الصيد التراثي.
التراث الكويتي
بدورها، قالت الفنانة ابتسام العصفور: “الحمد لله، عاد النشاط إلى المرسم الحر بعد فترة كبيرة من الإغلاق استمرت شهورا، وأنا حاليا أعمل على لوحة تجسّد التراث الكويتي، وتبيّن سيدة تغزل الصوف (السدو) يدويا باستخدام المغزل.
وتظهر الألياف التي سيتم نسجها على فلكة المغزل التي تحملها في يدها، وكما تعرفون الغزل هو فن نسيج المطرز، ويستخدم وبر الجمل أو شعر الماعز أو صوف الغنم لحياكته، وأحببت أن أوثّق هذه المهنة”.
وعن سبب اتجاهها إلى المواضيع التراثية، تجيب العصفور: “كانت بدايتي في المواضيع البيئية، واستخدمت الأسلوب الواقعي التأثيري، لكنّني أحببت التراث، لأنه يعبّر عن هوية الإنسان”، وأجهّز حاليا لمعرض مستوحى من التراث الكويتي.
استمرار الإبداع
وأكدت الفنانة شيخة سنان أن “إعادة فتح المرسم الحر حدث فائق الأهمية بالنسبة للفنانين الذين أجبرتهم جائحة كورونا على الانقطاع عنه لفترة طويلة جعلتهم يعيشون حالة من الملل، رغم أن معظم الفنانين لم يتوقفوا عن ممارسة الفن في فترة الانقطاع عن المرسم.
لكنّ المرسم يشكّل لهم هاجساً نفسياً فائقاً، فالفنان يعتبر المرسم الحر مكانه وبيته تربطه به علاقة حميمية، فقد احتوى هذا المكان لفترة من الزمن روّاد الفن في الكويت وسجّل بين جدرانه وأبوابه وفناءاته أجمل ذكرياتهم وإبداعاتهم، وسطروا بأعمالهم الفنية أجمل مراحل الفن التشكيلي وأصدقها”.
وأضافت أن “العودة إلى المرسم الحر أعطت الفنان دفعة من الأمل باستعادة الحياة الطبيعية فيه، وممارسة فنهم بروح من الحب والسعادة، ونأمل أن يستمر الإبداع والعطاء الفني في ظروف أجمل وأجمل، وأعمل هذه الأيام على تنفيذ عمل فني يعتمد تصميمه على عنصر الحرف العربي قياسه ٢ × ١٢٠ مترا، وهذه التجربة الأولى لي باستخدام عنصر الحرف العربي كعنصر بطل في العمل، وذلك بناء على طلب خاص مازال في طور التنفيذ. وأتمنّى أن ترجع الحياة إلى طبيعتها وتعود الأنشطة الفنية وتفتح صالات المعارض”.
أجواء مختلفة
أما في مرسم الخاص بالفنان عبدالرضا باقر، فأوضح أن أجواء العمل في المرسم تختلف عن أجواء العمل في البيت، وكل مكان له مميزاته، ففي المرسم الحر يلتقى الزملاء ويتبادلون الأفكار ويتحدثون عن الفن، لافتا إلى أنه يحضّر حاليا لمعرض ويعمل على مجموعة من اللوحات.
أما الفنانة نورة العبدالهادي، فقد عبّرت عن سعادتها بعودة نشاطها المعتاد في المرسم، ولفتت إلى أن الفن التشكيلي يعبّر عن ثقافة بلد، ذلك أن الفنان مهمته توصيل رسائل سامية بحواسه الفنية التي تركّز على واقع مجتمعه وهمومه وقضاياه، موضحة أن الفن مستمر، ولا يتوقف في أي ظرف أو أزمة كانت. وذكرت أنها تعمل حاليا على لوحة أطلقت عليها “مشاعر امرأة”.
أعمال إلى النور
أما الفنان عبدالله الجيران فقال: “أحمد الله رب العالمين على عودة الحياة إلى بيت الفن، المرسم الحر، بعد انقطاع أشهر بسبب “كورونا”، وهنا نحن نعود مجددا، إلى إنجاز الأعمال بمختلف أنواعها مع إخواننا الفنانين، وإن شاء الله ترى هذه الأعمال النور في أقرب المعارض”.
وقال الفنان د. وليد سراب: “هذا أنذا عدت إلى مرسمي وبيتي الثاني، وأنا سعيد جدا لأنّه تجمعني مع الفنانين ليست صداقة وزمالة فقط، بل أخوّة”، مضيفا: على الرغم من قساوة فترة كورونا فإنها كانت ذات فائدة، فقد رتبت أفكارنا كفنانين، وعلّق قائلا “أتوقع في الفترات القادمة حركة فنية نشطة بعد عودة الأمور الى طبيعتها”.
وأضاف: خلال فترة الإغلاق بسبب جائحة كورونا، أنجزت العديد من الأعمال الفنية وخضت العديد من التجارب الفنية الجديدة، مما أضاف رؤى جديدة في أعمالي الفنية، استعداداً للمعرض الشخصي القادم بإذن الله”.
بدوره، عبّر الفنان فهد الهاجري عن شعوره بالسعادة، وقال إنه شعور لا يوصف، كأنه شعور العودة إلى المنزل “ردّينا بيتنا”، لافتا إلى أن فترة الانقطاع كانت طويلة، لكن بإذن الله سنعمل ونبدع، ورجعنا أقوى من السابق إن شاء الله، ومضيفا أنه يعمل حاليا على عمل نحتي لجائزة الدولة التشجيعية، سيرى النور قريبا.