العطعوط من معتكف بـ«الأقصى» إلى هارب!
بقلم: رجا طلب
النشرة الدولية –
استفاق أهالي سلوان وتحديداً حي وادي حلوة على هزيمة نفسية ومعنوية كبرى أفقدتهم جزءا كبيراً من ثقتهم بأنفسهم في معركة الصمود والتصدي في مواجهة قطعان المستوطنين ومنظماتهم التي تنفذ مخططات تهويد الحي وتغيير هويته الدينية وتزييف تاريخه وذلك لاستكمال مخططات إفراغ القدس والاحياء المحيطة بها من أصحابها الفلسطينيين الأصليين.
بسرية تامة مغطاة بلباس التدين ومظاهر الورع وعلى مدى أشهر متواصلة كان المدعو وليد أحمد العطعوط يتفاوض مع أحد سماسرة الداخل الفلسطيني والمحامي نزار صلالحة من أجل بيع عقاره بمبلغ أربعة ملايين ونصف المليون شيكل أي ما يعادل مليونا وثلاثمئة ألف دولار والذي عادت ملكيته إلى منظمة «العاد» اليهودية – الاستيطانية، العطعوط وعائلته هربوا تحت جنح الظلام فجر يوم الخميس الفائت خوفاً من الغضب الفلسطيني المتوقع من قبل أهالي سلوان والحي نفسه، وشخصياً استمعت لتسجيلات صوتية على وسائل التواصل الاجتماعي لمقدسيين تناولت هذه الجريمة، أجمع المشاركون فيها على صدمتهم من أن البائع وليد العطعوط هو ذلك الشاب المتدين مدرس مادة التربية الإسلامية بإحدى المدارس في القدس والذي يقضي شهر رمضان كاملاً معتزلا متعبداً في المسجد الأقصى، وكانت التساؤلات المغمسة بمرارة العلقم والحنضل، تدور حول كيف يمكن أن يستقيم هذا السلوك «الخياني» مع مثل هذه الشخصية المتدينة الخلوقة، حيث ذهب البعض في تفسيره إلى أن وليد ليس إلا مجرد عميل صهيوني تستر بالدين، فيما تحدث البعض الآخر عن أن العطعوط هو رجل متدين ووفق عقيدة «حزب التحرير»، وأن هذا الحزب وحسب آرائهم لايؤمن أساساً بكل الانظمة القائمة ولا بفلسطين كقضية فلسطينية ولا يعتبر الذين يستشهدون في المواجهة مع الاحتلال «شهداء عند ربهم يرزقون»، وأنه وانطلاقاً من عقيدته هذه لا يعتبر ما قام به عملاً خيانياً، بل على العكس يرى فيه مصلحة له تساعده على مغادرة مكان لا يراه صالحاً له ولعائلته.
غادر العطعوط سلوان «مخزياً جباناً» وهرب إلى مكان ما داخل اراضي فلسطين المحتلة بحماية «الشين بيت»، فهو يحمل الهوية المقدسية المسماة الهوية الإسرائيلية الزرقاء التي تمكنه وتمكن كل من يحملها من دخول أي مكان داخل أراضي دولة الاحتلال والإقامة بها بكل يسر، وباعتقادي أن العطعوط وفي الأغلب يحمل بالإضافة للهوية الإسرائيلية الزرقاء جواز سفر أردني بلا رقم وطني أو جواز سفر أردني برقم وطني أسوة بعدد كبير من مواطني القدس، والإشارة إلى هذا الامر جاء في سياق التفكير الجدي في كيفية تغليظ العقوبات لمثل هذا النموذج وخاصة إذا كان أردني الجنسية، وأيضاً حتى وإن كان يحمل الجنسية الإسرائيلية أو أي جنسية، فمثل هذا النموذج يجب محاسبته بتهمة الخيانة العظمى.
معركة القدس تتفاقم واحد فصولها الخطيرة هذا النموذج البائس المدعو وليد العطعوط.