حنان جميل حنّا: ارتويت من عذوبة نهر الفرات المترقرق و منظر النواعير العملاقة التي تسترسل في تناغم جميل مع خرير الماء المنسكب منها كأنها تعزف سمفونية تبهج الروح

No description available.

النشرة الدولية –

هي ابنة العراق، جذورها عميقة كعمق الأرض، ارتوت من عذوبة نهر الفرات.

تضيف الكاتبة والفنانة حنان جميل حنّا، رغم مغادرتي لها قسرا بسبب ظروف مؤلمة .. أحب كتابة الشعر وأقرأ كثيراً، أعشق الرسم والفنون الأخرى.

لا تخفي تأثرها بالشاعر بدر شاكر السياب والكاتب جبران خليل جبران.

النشرة الدولية حاورتها وكان هذا اللقاء

من هي الكاتبة حنان جميل حنّا؟

أنا أبنة العراق ، جذوري عميقة لبلدي كعمق الأرض. أرتويت من عذوبة نهر الفرات المترقرق الجميل، ومنظر النخيل المظللة على جانبيه و الريح تراقص قاماتها الميّاسة، ومنظر النواعير العملاقة التي تسترسل في تناغم جميل مع خرير الماء المنسكب منها كأنها تعزف سمفونية تبهج الروح والنفس. عشقت تلك الأرض ونسجت جذور عميقة لا تزال تربطني بها رغم مغادرتي لها قسرا بسبب ظروف مؤلمة .. أحب كتابة الشعر وأقرأ كثيراً، أعشق الرسم والفنون الأخرى.

No description available.

*متى كانت بداية الكاتبة حنان جميل بالكتابة؟

أحببت القراءة منذ نعومة أظفاري، بالنسبة لي كان موسم الصيف رحلة لا تنتهي في عالم المطالعة والقراءة والغور في بين صفحات أكبر عدد ممكن من القصص والرويات العربية والأجنبية المترجمة، ولم أزل لهذا اليوم أتذكر كم كانت سعادتي كبيرة آنذاك خاصة لما أقرأ الصفحة الأخيرة للكتاب فأغلقه سعيدة وأحتضنه كأنني كسبت صديقاً جديدا.

*بمن تأثرت الكاتبة حنان حنّا من الأدباء في بداياتها؟

قرأت لكثيرين وخاصة من يتركون أثراً وإنطباعاً قوياً في نفسي على سبيل الذكر الشاعر بدر شاكر السياب والكاتب جبران خليل جبران وكثيرون آخرون، ايضا أحب تواشيح نازك الملائكة و كتابات الشاعرة الراقية وداد الأيوبي التي وجدت ذاتي ومرآتي في روح كتاباتهم.

*هل لنا بنبذة عن مؤلفاتك؟

أعمالي هي نتيجة لبذور جيدة بذرتها منذ زمن بعيد، السنة الماضية 2021 أصدرت كتاب هو منجزي الأول بعنوان (عبثا .. يموت الحلم)، هي مجموعة نصوص شعرية وجدانية تتغنى بحب الوطن والحنين له و أيضا نصوص عن الغربة والحياة و الإنسانية  .. حاليا اعمل على انجاز كتاب جديد سيأخذ طريقه للنشر قريبا .. و سبق أن نشرت نصوصي الشعرية في خمسة دواوين مشتركة .. بالاضافة لذلك لي الكثير من المواضيع والمقالات تنشر على صفحات الصحف والمجلات العربية والعالمية.

No description available.

*هل لك ان تصفي لنا طقوس الكاتبة عندك؟

لا بد أن يكون وقت أنغماس الكتابة طقس مختلف، خاصة على الصعيد الروحي والأنفصال عن الروتين اليومي والأبتعاد عن الضوضاء والتشويش ، فلا يمكن أن يتضح بفكري شيء ما طالما كان الجو غير مناسب. الليل هو الوقت الملائم لخلق ولادة جديدة لنص كتابي وهو غالبا يشبه وإلى حد ما ولادة طفل جديد لعالمنا .. بعدها أشعر برغبة بالتحليق حرة مع فكرتي بعيدا .. وكما قال إيمرسون بعض الكتابة تجعلنا أحراراً.

* ما هو وصفك للحال الثقافي والأدبي بالوطن العربي عموما والعراقي خاصة؟

الواقع العربي يشهد حضورا كبيرا، أطراف الحركة الثقافية تحرص على أن تضيف وتجدد دائما .. و هناك تنوع في الأنجاز الأدبي مما يدعم مسيرة الثقافة في بلادنا العربية..

وبالرغم من ظروف عدم الاستقرار السياسي التي حلت في العراق خلال الفترة المنصرمة و رغم ان موقف الكاتب العراقي ازاء ذلك لم يكن سهلاً ولم يكن انساناً وكاتباً محسوداً في ذلك على شيء، فقد رفع درجة الانذار لدى بعض المثقفين العراقيين حول صور المستقبل فظهرت أنجازات أدبية راقية جدا،

و الدليل على ما أقوله هو أحتفاء العديد من صروح الثقافة العراقية  بالمنجزات الثقافية للكثير من الأدباء والشعراء والشاعرات ..بالأضافة للمجالس الثقافية والمهرجانات الأدبية التي تقوم على قدم وساق .. و لا ننسى أيضا الفريق الأكثر حضوراً في المشهد الأدبي العراقي يبقى هو أدباء الخارج فقد عبروا في كتاباتهم اروع صور الحزن والحب والشوق ممتزجة مع حب الوطن.

*ما هي أبرز المؤثرات الثقافية في تشكيل وجدانك الأدبي؟

وجدان الإنسان حالة نفسية تجعله متأثرا بعواطفه أكثر من تأثره بفكره ، والنص الأدبي والنثري ما هو إلا صورة شعرية بما يحدث داخل ضمير الكاتب من أنفعالات وأتجاهات وميول يتأثر بها قد تكون لذة أو ألم. و ما أكتبه هو حديث الوجدان للوجدان و هو لا يستهدف العقل بل العاطفة. لذلك فأن القصيدة هي الرصيد الفني لأنفعال الشاعر بالحدث بصفته جوهر العمل الأدبي والشعري على وجه الخصوص.

* هل ترى الكاتبة حنان جميل أن المشاركات في المعارض والمؤتمرات الخارجية تثري تجربة الكاتب؟

المؤتمرات والمهرجانات فرصة مثالية لتبادل الأفكار وتعزيز التقارب الثقافي بين الأدباء في كل مكان، وهي تسهم في إثراء محتوى القراءة في بلادنا..  والجلسات واللقاءات الثقافية التى تقام على أرض الواقع تحتضن مجموعة متنوعة وغنية من الأنماط الأدبية والمواضيع التي تهم المثقفين ومحبي القراءة و تسليط الضوء على المشهد الثقافي العربي من خلال استقطاب نخبة من الكتّاب والأدباء العرب و تتيح لهم فرصة رائعة للتفاعل مع كتّابهم المفضلين. وتعارفهم وتبادل الخبرات بينهم .. أيضا لتشجيع الأقلام الواعدة ولتثير اهتمام الذين لا يقبلون على القراءة بشكل متواصل ..

بالأضافة لذلك ،  فإن أقامة مثل هذه المؤتمرات يشكل دافعاً مهماً لسوق الكتاب العربى ومحركاً لإعادة الحياة إلى الحراك المعرفى والإبداعى خاصة للأجيال الجديدة من الأطفال واليافعين والشباب.

*لماذا لا تستوعب الذائقة العربية الأنماط الحداثية في الكتابة بالسرعة ذاتها مثلما الحال في الغرب؟

الحداثة في الغرب سببها الدعوة لحرية الفكر و عدم التقيد بأي حدود دينية أو سلطوية، فقد أنتقد الكتّاب الطرق التقليدية في جميع الميادين مما جعلهم يبتكرون طرقا حديثة وأساليب جديدة وانـصب اهتمامهم على الدراسات الإنسانية للقيم الفردية والحرية.

أما بالنسبة لمصطلح الحداثة  للذائقة العربية ، فهو يعتبر من أهم المصطلحات التي أثارت الكثير من الجدل لـيس في النقـد الأدبي العربي فقط و لكن في الفكر العربي عموما، لكونه مصطلحا يتضمن الكثير مـن الالتباس والتعقيد، فهو يعبر عن رغبة الكائن البشري في الغوص في المستقبل البعيد و ركوب التطور المستمر ، بالأضافة للأفكار و الآراء الجريئة التي يطرحها حول كل القضايا التي ترتبط بالتراث العربي القديم.

ومع ذلك فأن لكل عصر حداثته، و برأيي الحداثة لا ترتبط بزمن أو بعـصر معين .. فمثلا امرؤ القيس كان حديثا في نظر السلفيين من أبناء عصره لحداثته في الشعر والخروج به على ما سلف.

ولعل (العقاد) في العصر الحديث كان من أبرز الداعين إلى التجديد في الشعر .. وأيضا تجلّى ذلك التجديد في اللغة عنـد جبران خليل جبران و نازك الملائكـة والـسياب بظهور قصيدة النثر.

*ما رأيك في موجة مواقع التواصل، وهل من الممكن أن تساهم في متابعة القارئ للإنتاج الأدبي؟

بالتأكيد، جميع المنصات وملتقيات التواصل الأجتماعي تقدم الدعم الكامل للكاتب والشاعر والأديب. ولها الدور الكبير في تنمية الوعي الثقافي وتعمل على بلورة التفاعل مع القارىء والمستخدمين لهذة المنصات بكافة الأعمال والأهتمامات الثقافية والأدبية والفنية. وبنفس الوقت تفتح المجال أمام العديد من الفرص الجيدة لأحتضان جهود الكتاب وتعزيز مكانتهم وشهرتهم و إحداث فرق في حياة إنسان أو حياة مجتمع أو مسيرة وطن .

*كيف ترى وظيفة الناقد من وجهة نظرك؟

تقديم الرأي الصادق والجريء يصب تماما في بودقة الشاعر، النقد والتقويم مهم للغاية خاصة ممن يمتلكون الرؤية النقدية اللغوية الراقية. قرأت مرة جملة رائعة ولكن لا تسعفني الذاكرة لمن بالتحديد ..تقول: إذا كان الشاعر هو صاحب قارورة العطر فإن الناقد هو الذي ينزع عن هذا العطر الغطاء ويتيح لأريجه الانتشار.

* ماذا عن دور المرأة في الإبداع الثقافي العراقي؟ وهل استطاع الأدب النسائي العراقي أن يكون له دور منافس على المستوى العربي؟

الشاعرة والأديبة العراقية تتميز بالوعي والرقي والأبداع الثقافي في جميع مجالات الكتابة، خاصة الفئة الشبابية والناشئة فهي نشيطة ومندفعة للغاية لتقديم أنطباع إيجابي عن المرأة العراقية خاصة وصورة مشرقة عن الأديبات العربيات أيضا.  المرأة لا تبحث عن الشهرة لأنه هامشيٌ مقارنة بطموحها وإبداعها الأدبي فهي كائن هش يعتمد البوح الكتابي وهي دوما تستخدم لغة عاطفية تعبر عن ذاتها الأنثوي وآلامها وأنكساراتها .. شخصيا أرى اليوم في فضاءات أفق العطاء الأدبي نماذج راقية مبدعة ، هناك تميز أنثوي يوازي ميزان الأبداع مع الرجل، الكاتبة أو الشاعرة الأديبة هي ذاتية المشاعر بالأساس، وهذا يعني أنها متواضعة لا تكتب من أجل أسترضاء الأخرين أو لفت أنظارهم بل هي صادقة بكل كلمة تكتبها.

* كيف ولجت إلى عالم الفن ، وبمن تأثرت الفنانة والكاتبة حنان ؟

عشقت الجمال والطبيعة منذ طفولتي، ترعرعت في دار كبير تكثر حوله البساتين والأشجار الوارفة والزهور اليانعة ، الحقيقة أن الطبيعة وحدها هي التي أثرت بي .. فقد كنت وما أزال أخترق أعماق الطبيعة لأفهم سر الحياة .. فأحببت  أن أنقل هذا الجمال على الورق، فعندما نتأمل في العالم من حولنا نجد أن كل شيء ينبع من الرسم ..

لقد تأثرت كثيرا بالمدرسة الشرقية للرسامين الصينيين، أحببت الرسم بالحبر الأسود لسنوات طويلة، رسمت لوحات كثيرة لزهور لا وجود لها وتفاصيل لوجوه كثيرة .. والحقيقة الهدف من رسومات الحبر الصيني ليس فقط لإعادة أنتاج المظهري للموضوع بل لألتماس روحه. ولرسم وردة ليس هناك حاجة لمطابقة البتلات والألوان بل جوهرها هو نقل الحياة والعطر الذان ينبعان منها.

No description available.

* ماذا يعني لك أن تكوني فنانة و ترسمين .. ومن أين تستوحي أفكارك ؟

الفن يعني لي الأبتهاج والغبطة والسرور .. أعيش الفن بحالة مليئة بالخيال والمشاعر و الوجدانية التي تدفع بروحي للتحليق في ملكوت أخر ..

عادة يستمد الفنان مواضيع لوحاته من أماكن وشخوص وتفاصيل حياته قريبة جدا لمخيلته، وقد تكون عادات وطقوس و تراث بلده .. بالنسبة لي قد أجسد لقطة غنية أوحت لي بحكاية ما، كما في الألهام الأدبي وكتابة الشعر .. اللوحة والشعر حالة واحدة في شخصيتي حكاية لابد من كتابة السطر الأخير فيها.

No description available.

No description available.

No description available.

No description available.

No description available.

 

 

Back to top button