حتى لو اعتذر الحريري عن تشكيل الحكومة اللبنانية…. التعطيل باق

النشرة الدولية –

لبنان 24 – هتاف دهام –

عاد الرئيس المكلف سعد الحريري إلى لبنان وتواصل رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لكن الأجواء التشاؤمية حيال الأزمة الحكومية لم تتبدد، فضلاً عن أن لا اتفاق بين القوى السياسية الأساسية على إيجاد مخرج يعوض الاخفاقات التي أصابت خطوط الاتصالات الحكومية التي وصلت إلى طريق مسدود، والتي يكاد معها رئيس المجلس النيابي أن ينعى مبادرته بعدما أطيح بها من المعنيين.

من المفترض أن تكون هذه الأيام حاسمة لتشكيل الحكومة، وفق ما أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، بيد أنه لم يتحدث عن ايام حاسمة ايجاباً، فحزب الله يتطلع إلى خلاصة الاتصالات الجارية بين الرئيس الحريري والرئيس بري، ونتائج مشاورات الرئيس المكلف مع رؤساء الحكومات السابقين، واجتماعه بكتلته اليوم، من دون أن يتوقع أي تقدم في مسار التأليف، كما تقول مصادره، لكن قلقه يكمن في أن خطوة اعتذار الحريري ستترك فراغا اذا لم يتبعها الذهاب سريعا إلى استشارات ملزمة تفضي إلى تكليف شخصية سنية تحظى بتوافق القوى السياسية وبدعم من الرئيس الحريري على وجه الخصوص، علما ان نقاشا يدور اليوم في الأروقة حول تشكيل حكومة انتخابات تحظى بجرعة محددة من الدعم الاقتصادي الدولي، في حال توجه الحريري لتقديم اعتذاره، وعندها ستطوى صفحة “حكومة المُهمة” مع ورقة الاعتذار عن التأليف.

وفق المعلومات المتوافرة من المعنيين، لم يحدث لقاء عين التينة الاثنين أي نقلة نوعية في المسار الحكومي، انما حصر في إطار الاخذ والرد حيال دوافع الحريري لتقديم اعتذاره، خاصة وان الاخير يعتبر ان لا أفق لتشكيل حكومة طالما أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يواصلان التحدي والكيدية في فرض الشروط التي تعكس عدم رغبتهما بعودته إلى السراي، فهما يتعطيان بمزاجية واستنسابية،في حين أن بري الذي لا يزال متمسكا بالحريري، طرح على الاخير في حال بقي مصمما على الاعتذار تقديم اسم بديل عنه ودعمه لتأليف الحكومة.

وهنا تشير المصادر المتابعة أيضاً الى وقائع خارجية لم تتبلور بعد سوف تدفع الحريري نحو تأجيل”الاعتذار”، فاللقاء الاميركي – الفرنسي – السعودي لم تتضح نتائجه حتى الساعة وبالتالي يفترض ترقب المشاورات الخارجية وما حملته زيارة وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الى المسؤولين في البلد، علما أن هناك وجهة نظر أخرى ترى أن كل هذه اللقاءات والاتصالات تجمع على دعم الجيش والاجهزة الامنية والشعب بعيدا عن دعم السلطة الحاكمة التي يفترض ان تعريها الانتخابات النيابية المقبلة.

في زحمة انتظار المحطات السياسية المحلية والخارجية، قد يعتذر الحريري اليوم او غدا او بعد غد او بعد شهر، اذا بقيت الامور على حالها، لكن من قال إن أحداً من الشخصيات السنية التي تحظى بدعم وقبول من ثنائي حركة أمل وحزب الله وبتأييد من تيار المستقبل يرغب بتأليف حكومة في عهد الرئيس عون؟

ثمة معلومات يتم التداول بها على نطاق واسع تؤكد أن هناك عدم حماسة من الكثير من الشخصيات السنية لقبول التكليف ومرد ذلك أن العهد لم يبد أي حسن نيّة في إدارة شؤون البلاد، فضلا عن أن شروطه وشروط باسيل ستبقى على حالها لناحية الثلث الضامن والحقائب وبالتالي لماذا الذهاب الى تكبد المعاناة في جلسات مجلس الوزراء في حال تم قطع شوط التأليف، فمن يعطل اليوم تأليف حكومة برئاسة الحريري، لن يسهل ولادة أي حكومة أخرى برئاسة اي شخصية مقربة من رئيس تيار المستقبل او تحظى بتأييده ودعمه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button