أجبن من النعام
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

يصعدون للمناصب دون معرفة، يصبحوا يمتلكوا  ناصية الأمور دون خبرة, يهرفون بما لا يعرفون متدثرين بمن هم أعلى منهم، يختبئون وراء المناصب التي قفزوا عليها بمظلات الجهل والفساد، يتزاجمون حين التقاط الصورة ويسابقون الابطال على منصات التتويج، يمنحون أنفسهم ألقاباً لم يحصلوا عليها وكثيراً من الأحيان أكبر من قدراتهم، يعتقدون أنهم قادرون على إنزال المطر وصناعة الابطال، ففي قاموسهم لا معنى للعلم حتى ان حملوا شهادات الدكتوراه التي هي مجرد أسفار يحملونها، لذا تفشل الرياضة العربية وتتراجع من عام لآخر كون هؤلاء حولوا الإتحادات الرياضية إلى إقطاعيات خاصة يضعون الحراس على أبوابها، ويمنعون اهل العلم والمعرفة من دخولها.

 

هذا هو المشهد العام للرياضة العربي التي تسير صوب المجهول، ولن تتقدم حتى لو أنفقت الإتحادات الرياضية اضعاف ما تنفقه الدول الغربية، هذا هو الحال المؤلم حين نجد من هم أجبن من النعام يدعون بأنهم يحمون هذه الألعاب، فالنعامة يا سادة تضع راسها في الرمل لتحمي بيضها، فهل يقوم هؤلاء بحماية بيضهم؟، أم يجعلون لهيب الشمس وقر الشتاء يُلحقان به الضرر، حتى أصبح اللاعبون العرب مجرد عبيد يقفون على أبواب هؤلاء مطالبين بحقوقهم بأن يرتقوا ويتطورا، لكن اللئام لا يفتحون ابوابهم للكرام ليتم إيصادها أمام اللاعبين الذين ينتهون ولا يعودون، لتموت الألعاب ببطيء شديد فيما هم يصفقون للإنجازات الوهمية التي يحلمون بأنهم حققوها، لنجد أنهم صورة حديثة لمحارب طواحين الهواء.

 

الوضع الطبيعي المرضي في شتى الدول العربية يتشابه، فمن يقود الرياضات لا شأن لهم بالرياضة، ومن يسوس الأندية في غالبيتهم العظمى دُخلاء على الرياضة، بل من يكتب في الصحافة في غالبيتهم أيضاً لم يمارسوا اي لعبة رياضية، لذا وبحمد الله فإن هناك جهل شمولي يطبق على الرياضة العربية من جميع نواحيها، كما أن التخلف والجهل لا يختلف من دولة لأخرى إلا في اشكال المدنية وليس في عمق الثقافة الرياضية، لنجد أن لدى الدول العربية صورة رياضية بلا عُمق ولا استراتيجيات ولا تخطيط ولا قادة حقيقين، لذا فإن الرياضة العربية تأتي دوماً في نهاية الترتيب والتصنيف العالمي حتى إن وجدنا بعض العرب من غير الرياضيين يحتلون مراكز عالمية وقارية، ففاقد الشيء لا يعطيه وهذا هو حالنا في شتى المناحي بشكل عام والرياضة بشكل خاص.

 

آخر الكلام :

 

لا أقصد شخص بذاته إلا من قال أنا فهو أعلم بنفسه من الجميع ..!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى