حسرة وجدانية
النشرة الدولية –
( مركز النهوض)
الأديب الشاعر إبراهيم ديب أسعد
حسرة وجدانية
أعيدي شجوني وانْشُدي يا بَلابلُ
لعلَّ المآسي تَنْقضي وَالبَلابلُ
قلوبٌ عِجافٌ مِنْ رطيبٍ وناضرٍ
فَما أثْمرتْ بالحبِّ تلك السَّنابلُ
غدا القلبُ قفْرًا بالنَّوى ما أصابَهُ
مِنَ الوَصْل ريٌّ بالمحبة وَابلُ
فتِلك الصَّحارى ما بهنَّ قوافِلٌ
وتلك الشَّواطي مالهنَّ سواحلُ
سرابٌ هيَ الدُّنيا فما تبتغي بها
وما تَرْتَجي منها وإنكَ راحلُ
وماذا يُلاقي من جناها أواخِرٌ
بأكْثرَ ما لاقى لديها الأوائِلُ
وكم من ملوكٍ في قصور تنعَّموا
وهاهُمْ مَضَوا تحْتَ التُّراب جَنادِلُ
هَوَ الموتُ لا تَأمَنْ سُكونَ خبائِه
يُراوغُ مَكْرًا بالْورى ويُخاتلُ
يصيبُ منَ الإنسان مَقْتَلَ ضَعفهِ
وَأيْسُرُ هَوْناً أن تُصابَ المقاتِلُ
فوالله ما تُجدي لدَيْه تمائِمٌ
ولا دَفعتْ عنّاقناهُ النّواصلُ
نُصبَّحُ بالأعباء تنشُرها الغُدى
وتُمسي عَلينا بالرَّزايا الأصائِلُ
فما دفعَت عنّا المصائبَ سبحةٌ
ولا حقنت منّا الدماءَصَياقلُ
وَلَيس سوى أعمالنا نُجتزى بها
وكلُّ امرئٍ يُجزى بما هو عاملُ
وهذا هو العدلُ الصُّراحُ أراده
العليُّ وحُكْمُ اللهِ في الخلق عادلُ
وللهِ فيما شاءُ حكمةُ قادرٍ
وليس لنا فيما يشاء نسائلُ