الإعلامية والشاعرة ماجدة داغر: وطن الأرز أجمل بلد في العالم والأعرق في التاريخ قبل أن يسطو عليه لصوص السياسة ويتركوه للمجهول

النشرة الدولية – حاورها طلال السُكّر –

الإعلامية والشاعرة اللبنانية، ماجدة داغر، من وطن الأرز “بيروت” أجمل عاصمة في العالم وأعرقها في التاريخ قبل أن يسطو عليها لصوص السياسة ويتركوها لمصير مجهول.

تعمل في الإعلام منذ عشر سنوات، تقدم برامج سياسية وثقافية في إذاعة الشرق، وكان لها مسار طويل في الإعلام بكافة أشكاله، بالصحافة المكتوبة، من لبنانية وعربية، كتبت عديد المقالات جُلّها بالحقل الثقافي، إضافة لتقديمها برامج تلفزيوينة.

شاركت الزميلة داغر بتقديم عديد المهرجانات في عدة مهرجانات (منها الأردن في مهرجان جرش لدورتين)، وألقيت محاضرات في صروح أكاديمية وثقافية مرموقة. وتُرجم بعض من أشعاري إلى أكثر من عشر لغات.

الإعلامية والكاتبة ماجدة داغر، تقول أنها تعرضت لسرقة نتاجها الأدبي هو “قصور ومتاحف من لبنان” بطبعة ثانية من دون اسمي. ولكن هذا الأمر بات معروفاً عند الجميع في الوسطين الصحافي والثقافي، والجميع يعلم انني المؤلفة.

هنا نص الحوار كاملاً

-بداية هل لنا ببطاقة تعريفية عن الإعلامية والكاتبة ماجدة داغر؟

أنا من لبنان وطن الأرز، من أجمل عاصمة في العالم وأعرقها في التاريخ، بيروت، قبل أن يسطو عليها لصوص السياسة عندنا ويتركوها لمصير مجهول.

أعمل في الإعلام المسموع منذ عشر سنوات، في إذاعة الشرق أقدّم برامج سياسية وثقافية. وكان لي مسار طويل في الإعلام بكل أشكاله. عملت في الصحافة المكتوبة في صحف ومواقع لبنانية وعربية ولي فيها عشرات المقالات معظمها في الحقل الثقافي. كذلك في الإعلام المرئي وقدمت برامج تلفزيونية.

كما عملت في مجال الإعلام الأكاديمي لمدة اثنتي عشرة سنة في الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا في بيروت كمديرة للدائرة الإعلامية والعلاقات العامة وقسم الأنشطة ودائرة المنشورات.

أمّا كتابياً فلديّ عدة مؤلفات في الشعر والبحث الأدبي والتاريخي هي: “آية الحواس” (شعر، دار المفيد/ بيروت)، “بيت الذاكرة والقامات العالية” (بحث أدبي، دار الفارابي/ بيروت)، “قصور ومتاحف من لبنان” (بحث تاريخي عمراني)، “جوازاً تقديره هو” (شعر، دار الفارابي/ بيروت)، “ملتئماً بالماء كغريق الطوفان” (شعر، دار ورد الأردنية للنشر والتوزيع).

إصدار جديد للشاعرة ماجدة داغر - جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة - El-Shark Lebanese Newspaper

بالإضافة إلى مؤلّف أفتخر به كثيراً صدر في جزأين من جامعة عبد المالك السعدي في تطوان/ المغرب، وهو عبارة عن دراسات نقدية معظمها أكاديمية، عن مجمل تجربتي الشعرية، تكرّم بها 25 ناقداً وناقدة من 11 دولة (لبنان، المغرب، تونس، الجزائر، مصر، السودان، اليمن، العراق، موريتانيا، فلسطين وإيران) والكتاب بعنوان: “فتنة الخطاب الشعري اللبناني المعاصر عند ماجدة داغر – مرايا نقدية) إعداد الباحثة المغربية فاطمة بوهراكة.

شاركت في العديد من المهرجانات الشعرية والملتقيات الأدبية والمؤتمرات الإعلامية في عدة دول عربية (منها الأردن في مهرجانات جرش لدورتين)، وألقيت محاضرات في صروح أكاديمية وثقافية مرموقة. وتُرجم بعض من أشعاري إلى أكثر من عشر لغات.

الشاعرة ماجدة داغر: كل الناس شعراء بفضل المنصات الافتراضية! | Laha Magazine

– متى بداية الزميلة ماجدة بالكتابة؟

الكتابة الاحترافية بدأت مع صدور أول كتاب لي، ومع أول مقالة نُشرت لي. أما كتابة الشعر وخوض غمار الأدب فكانت في سنّ مبكرة، أي على مقاعد الدراسة.

– هل تجدين تعارض بين الأدب والإعلام؟

هما مجالان يتكاملان إلى حدّ كبير، شرط أن نجيد إدارة الوقت ونعطي كل مجال حقه. ولكن في مجتمعاتنا للأسف الاشتغال بالأدب لا يكفي الكاتب أن يعيش بكرامة، لذلك يضطر أن يتفرغ لعمل آخر. في المقابل الإعلام ليس بعيداً عن الأدب وخصوصاً الإعلام الثقافي، لكنه يبقى مهنة المتاعب ويتطلب ممن يعمل فيه الكثير من الجهود والوقت، ويأتي ذلك غالباً على حساب الأدب.

– حدثينا عن إصدارك الجديد مُلتئماً بالماء كغريق الطوفان؟

هذا الإصدار بمثابة تجربة جديدة لي، أعني من ناحية النشر. إنها المرة الأولى التي أنشر كتاباً خارج لبنان، وكان شرف كبير لي أن يكون النشر في المملكة الأردنية الهاشمية العزيزة عبر “دار ورد الأردنية” مع التحية والشكر والتقدير لصاحب الدار الناشر العزيز الأستاذ محمد الشرقاوي الذي كان التعامل معه في قمة الرقيّ والاحترام والاحتراف.

كما أنه بمثابة تجربة جديدة لي بالنسبة إلى توقيت إصداره ومواضيعه، فهو ظهر في أصعب المراحل خلال جائجة كورونا. وفي الحقيقة كانت الجائحة دافعاً للإصدار وكأنني أتحدى الظرف الصعب وأقول لنفسي ممنوع الاستسلام. مع العلم أن مضمون الديوان كُتب سابقاً وكنت أنوي إصداره منذ سنتين لكن الظروف حالت دون ذلك. أعتز بهذا الإصدار لأنني تحديت نفسي فيه.

– لديك إصدارات في البحث الأدبي والتاريخي. أين يكمن شغفك، في القصيدة أم في الكتابة؟

لا كتابة تعلو فوق القصيدة، وكل أشكال الكتابة تنحني إجلالاً للشعر. القصيدة من دون أي تردد هي الشغف الأكبر والأعمق والحلم البعيد المنال. ومعه التوق الدائم  للارتقاء إلى فضاءات لا يستطيع الوصول إليها سوى الشعر فهو “يداوي الجراح التي يحدثها العقل” كما قال الفيلسوف الألماني نوفاليس.

– أين أنت والشعر اليوم؟

نعيش اليوم حقبة استثنائية من تاريخ البشرية، أقصد هنا الظرف الصحّي الذي ألمّ بالعالم أجمع. لذلك أمور كثيرة خفت وهجها بسبب الأزمات التي يعانيها العالم. ولأن الشاعر هو ابن بيئته ومرآة زمنه، لا يستطيع أن يدير ظهره ويغضّ الطرف عن المآسي، بل يكون في صلبها، إنما هذه المرة مختلفة كثيراً، حتى أنها تمكنت من مزاج الشاعر وجعلته يقف مذهولاً أمام ما يحدث. بالإضافة إلى الأزمات الأخرى التي نعاني منها في لبنان، لذلك كان ابتعاد قسري عن الشعر على أمل العودة إليه قريباً.

-هل تعرضت لسرقة نتاجك الأدبي؟

نعم مررت بهذه التجربة القاسية مع الأسف، وذلك عبر حذف اسمي عن كتاب ألفته والسطو عليه من قبل الناشر سمير بساط الذي ادعى انه المؤلف وهذا الكتاب هو “قصور ومتاحف من لبنان”، وقام بطبعة ثانية من دون اسمي. ولكن هذا الأمر بات معروفاً عند الجميع في الوسطين الصحافي والثقافي، والجميع يعلم انني المؤلفة.

-هل ترى الزميلة ماجدة داغر انه ما زال موجوداً من يوصف بشاعر البلاط؟

للأسف هذه الظواهر موجودة في كل العصور، وإن كانت أقل، طالما أن هناك من يعتقد أن الشعر هو مجرد نظم وكلام مناسبات، لذلك يبقى هؤلاء موجودين إنما من دون أن يتركوا أي بصمة في فضاء الشعر. هم كالفطريات لا يشكلوا أي تأثير سلباً أم إيجاباً.

– كيف ساهمت سنوات النشأة الأولى في تشكيل وعيك الثقافي وذائقتك الإبداعية؟

كان ذلك في سنوات الحرب في لبنان التي أرخت بتأثيرها الكبير على هذا الوعي. فكان تشكيل الوعي مختلفاً واستثنائياً نظراً لدقة المرحلة والتغيّر الثقافي والاجتماعي الحاصل حينها. لذلك تكوّن أي وعي ثقافي وقتها كان مرتبطاً بمجتمع يعيش تجربة قاسية لا مكان فيها للإبداع إلا عند فئة ثقافية معينة رفضت الإذعان لتدمير تاريخ من الحضارة والثقافة والتنوير. عند تلك الفئة لجأت، ولو من بعيد، فتأثرت بأفكارها وتمسّكها بلبنان الأمل والإشعاع وانفتاحها على ثقافات الشرق والغرب. فكان أن وجّهت ذائقتي الإبداعية التي رسمت بعدها مساري الأدبي والثقافي.

-هل فكرت يوماً في الكتابة بغير العربية؟

محاولات في البداية باللغة الفرنسية لكنها لم تكتمل.

-من كان يدعم الإعلامية والكاتبة ماجدة داغر حتى ما وصلت إليه؟

مهما سعينا وتعبنا وحلمنا، تبقى كلها محاولات إذا كانت فردية. هناك دائماً ملائكة في حياتنا يدلوننا على الطريق وينيرون لنا دروبنا ويمسكون يأيدينا حتى نصل إلى برّ الأمان. وأنا الحمدلله حظيت بجوقة ملائكة كان لها دور في نجاحي بالمساعدة والدعم، وهم أصدقاء وأحباء وأساتذة وأهل.

-هل من مكان لوطنك في ما تكتبي؟

لا مكان من دون وطن، ولا روح للكتابة إذا لم يكن فيها الوطن. أحمل لبنان في قلبي ووجداني وأعماقي فكيف لا يكون في كتاباتي. لبنان هو الألف والياء، العشق الأبدي وندوب الروح، ومنه “أقرب الوصول إلى السماء” كما قال في وصيته ليدفن في لبنان الكاتب الروماني فيرجيل جورجيو. لبنان الذي ذُكر 72 مرة في الكتاب المقدس، أضعف الإيمان أن نذكره في كتاباتنا وأن نحمله أيقونة أبدية في أعناقنا، لاسيّما في هذه المرحلة القاسية والوجودية التي يمرّ بها.

-كيف تصف لنا الكاتبة ماجدة داغر المبدعين والأدباء في لبنان ومستوى النشاطات الثقافية مقارنة بالدول العربية الأخرى؟

أعتقد أن الوصف اليوم لا يجوزلأن المرحلة مختلفة كما ذكرت سابقاً. فكما تراجع الحراك الثقافي في عالمنا، كذلك في لبنان. ولا نستطيع المقارنة اليوم لأننا نمر بوضع ثقافي واجتماعي وسياسي استثنائي، وبالتالي المشهد الثقافي يكاد يكون متوقفاً إلا من بعض النشاطات القليلة. ولكن المرحلة اليوم ليست مقياساً للمشهد الثقافي الاعتيادي في لبنان الذي بقي على مدى عقود مختبراً ثقافياً لكل العرب، فيه النشر والمعارض والشعر والحرية والإشعاع الفكري. الوضع الراهن مختلف كلياً.

-هل لك من وصف لبعض المتسلقين على الأدب؟

ظواهر مريضة تسقط من غربال الزمن.

-كيف ترى الكاتبة ماجدة علاقة هذا الجيل بالثقافة والأدب، وما دورك في تعزيز هذا الموضوع؟

العلاقة ليست جيدة للأسف. العديد من العوامل ساهمت في هذا الأمر ولا مجال هنا لتعدادها، ولكن أبرزها سوء استخدام الثورات الرقمية والتطور التكنولوجي، رغم أن التكنولوجيا تستطيع أ تكون محفّزة ومشجعة على الثقافة والأدب. نرى الجيل اليوم مبتعداً كثيراً عن منظومة قيم ثقافية والعودة إليها شبه مستحيلة، لأننا دولنا لا تمتلك سياسات للمستقبل ولا أي رؤية أو خطة تساهم في استعادة الدور الثقافي للشباب.

على كل منا إيجاد مدخل ليساعد في هذا الأمر المهم، كل في مجاله. مساهمتي في هذا الإطار تكون من خلال عملي الإعلامي بتسليط الضوء على البعد الثقافي والعمل على تقريبه للناشئة وهذا ما أقوم به من خلال برامجي.

-هل أنت مع أن الكاتب أو الشاعر مُكرم خارج بلده أكثر من بلده نفسها؟

في أغلب الأحيان تصحّ هذه المقولة. للأسف نحن لا نقدّر قيمة ما نمتلك من قدرات وطاقات ومواهب أو ربما نعتبرها “تحصيل حاصل” كأنها موجودة لدينا وانتهى.

-ما هي الرواية القريبة على قلبك؟

روايات كثيرة أعتبرها من أعمدة قراءاتي وكان لها تأثير في نظرتي إلى الإبداع والحياة. أذكر منها مثلاً: الجميلات النائمات للروائي الياباني كواباتا، الأخوة كارامازوف للروائي الروسي دوستويفسكي، طواحين بيروت للروائي اللبناني توفيق يوسف عواد، المخطوط القرمزي للكاتب الإسباني أنطونيو غالا وغيرها…

-هل ترين أن بعض النقاد يجاملون ما تكتب المرأة… فقط لأنها امرأة بدون تقييم لمنجزها الأدبي؟

المجاملات موجدودة في الساحة الأدبية وليس فقط للمرأة إنما أيضاً للرجل، وذلك نتيجة العلاقات الاجتماعية والمصلحية. والساحة الأدبية فيها الكثير من أصوات النشاذ شعرياً ونقدياً. بالنسبة لي الزمن كفيل أن يفصل بين الغث والثمين، لذلك لا أقيم اعتباراً للطارئين على الشعر والأدب لأنهم سيتساقطون كأوراق الخريف عندما يحين الوقت، وما يبقى هو النص الجيد.

-هل أنت مع حرية التعبير في الإعلام؟ وكيف تؤثر هذه الحرية على الأدب والثقافة في لبنان والوطن العربي؟

حرية التعبير مقدسة وهي من المسلمات والبديهيات بالنسبة لي ولكل من يعمل في الإعلام. ومن المفترض أن تكون كذلك عند كل الناس. لبنان بلد الحريات ورائد الحريات في المشرق العربي، وصحافيوه هم روّاد في هذا الإطار ومؤسّسو الصحافة العريقة في العالم العربي. الحرية هي خبزنا اليومي ولا حياة من دونها بل عبودية.

ميزة لبنان أنه أول من حمل شعلة حرية التعبير، ومن هذا القبس أضأنا مشهداً رائداً في محيطنا لا تنطفئ أنواره، وانعكست هذه الأنوار على المشهد الثقافي برمّته.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى