الاعلام الاردني الطارد الأقوى للسياحة الطبية..!!
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
نشرتها سابقاً وقلتها عديد المرات بأن الإعلام الأردني يعتبر أكبر عدو للإستثمار في الوطن، لأن الإعلاميين يُطلقون التهم جُزافاً في طريقهم للبحث عن دور البطل الهمام، فيما هم يتسببون بتحطيم الاقتصاد الوطني من خلال ضرب مجموعات استثمارية تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، وفي مقدمتها القطاع الطبي والسياحة العلاجية، وتعرض القطاع الطبي لضربات مؤلمة لعامين متتاليين من مصاعب ومصائب كادت تتسبب في إغلاق بعض المستشفيات، حيث تم إصدار قرار بمنع استقبال مرضى من بعض الجنسيات العربية، وهو ما تسبب في الضغط على قدرات المستشفيات، وتوقعنا أن تتحرك وزارة الصحة بعد جائحة كورونا لإنقاذ المستشفيات التي شارفت على الإفلاس ، إلا ان ما جري من تداول قضايا لأخطاء طبية “كما يُقال عنها” في بعض وسائل الإعلام شكل عامل طارد للسياحة العلاجية وهذه الأخطاء حصلت قبل سنوات، ليكون الإعلام معول الهدم الذي يدعي البحث عن الحقيقة فيما يشكل الضغط على هذا القطاع ربما بتخطيط أو بسبب جهلهم بخطورة أفعالهم.
وتناسى الإعلاميون الباحثون عن دور البطولة والظهور بصورة المنتصرين ان الاقتصاد الاردني يتهاوى بسرعة، وأن وظيفة الإعلام الوطنية أن يقف على بُعد واحد من الجميع عند مناقشة أي قضية، والغريب أن قناة فضائية حين قررت مناقشة قضية خاصة بجراحة التجميل لم تستضيف اي مختص في هذا المجال لمناقشة القضية في البرنامج الفضائي، ليصبح الحديث بشكل شمولي وفوضوي استعراضي ودون الخوض في صميم الموضوع، لنجد أن العديد من الأقاويل التي سردها الضيوف كانت مُضللة ولا تمت للحقائق الطبية والعلاجية في الاردن، لنجد هنا أن الجرم الذي تحدث عنه ضيوف الحلقة بقيام طبيب ليس أخصائي بعلاج مريضة لا يختلف عن الجرم الذي وصموا به الطبيب المُعالج كونهم غير مختصين في مجال جراحة التجميل ونصبوا أنفسهم قضاة على الآخرين، وقاموا بنقل المشاهدين من نقطة لأخرى بطريقة ضعيفة، لتكون الرسالة تحمل في ثناياها محاربة الطب الاردني الذي يعتبر الأفضل في العالم العربي.
إن المطلوب في هذه المرحلة التنافسية ليس إخفاء الحقائق وعدم تضخيمها لتخرج عن النص الأصيل، والإنتقال من البحث عن تحسين الوضع إلى التشهير بالمستشفيات الاردنية والأطباء الاردنيين الذين يعتبرون الأفضل، وهذا بحد ذاته جريمة وطنية يقوم بها بعض الباحثين عن الشهرة حتى ولو على حساب قدرات الوطن، فما حصل من أخطاء يجب دراسة أسبابها قبل الخوض بها، وعندها سيجد المتحدثون ما تسبب في الحالة ليس بالخطأ الذي تحدثوا عنه، وهذا يعني أن الإعداد للمقابلة غير منطقي، وتسير الأمور حسب القانون بتقديم شكوى لوزارة الصحة التي تشكل لجان خاصة لمتابعة الأخطاء الطبية، وحصل هذا الأمر عدة مرات وفي غالبية القضايا يتم إغلاق الملفات لاسباب تعلمها الوزارة بشكل كامل.
ما يحصل في الأردن من صراع للفضائيات على إختلاق قضايا لإثارة الراي العام هو جزء من عملية الإفلاس الاعلامي، وهو أمر يتكرر يومياً تحت شعار تحسين وضع الوطن والمواطن ولكنها في الحقيقة صناعة للخراب وهروب راس المال والعملاء، وضربت في السابق مثلاً عن الإستثمار في الاردن حيث يأتي المستثمر لمطار الملكة علياء ثم يركب سيارة الأجرة، ليقوم السائق بوضع المذياع على المحطات المنتسرة والتي تبدا بسرد مصائب الوطن، ففي المنطقة تلك لا يوجد مياة، وفي أخرى يتم وصف الشوارع بأنها محطمة وفي منطقة ليست بعيدة تنتشر المخدرات والتهرب، ويكتمل الحديث عن مشاجرات جامعية لأسباب بلا قيمة، ويدخل المستثمر الفندق وقد اكتسى بحالة سلبية بسبب الرعب المنتشر في البلد “كما سمع من عباقرة الإعلام” ، ليكون طلبة الأول تخفيض قيمة استثمارة أو البحث عن دولة أخرى وقد يقوم بتغيير موعد رحلة العودة لبلاده لتصبح في اليوم التالي، كون البلد غير مناسب للإستثمار، بفضل المعوقات التي وضعها أمامه أمثال الدون كيشوت في الإعلام، فالوطن ليس حنفية مكسورة ولا لامبة كهرباء لا تضيء شارع ولا مشكلة تحدث في شتى بقاع العالم ولا خطأ طبي يتحول إلى مذبح نضحي بمستقبل بلد عليه.