الحريري في مصر.. والازمة ابعد من تأليف حكومة لبنانية!
النشرة الدولية –
لبنان 24 – هتاف دهام –
لا يزال ملف تأليف الحكومة اللبنانية، أسير الصراعات الداخلية ولعبة المحاور الخارجية، فالكل يترقب ما ستؤول إليه الاتصالات الأميركية – الفرنسية مع المملكة العربية السعودية في محاولة لدفعها من أجل اتخاذ خطوات ايجابية تجاه لبنان، خاصة وان العلاقة الراهنة بين لبنان والسعودية أشبه بالمقطوعة لولا التبادل الدبلوماسي، فالرياض لم تشارك في الأونة الاخيرة في مؤتمرات دعم لبنان لحسابات واعتبارات تتصل بحزب الله ونفوذه في المؤسسات كما ينقل عن المسؤولين السعوديين.
يظن كثيرون أن مسعى واشنطن – باريس تجاه الرياض، يكمن في ضرورة تسهيل مهمة الرئيس المكلف سعد الحريري تأليف الحكومة وصولا الى تقديم المساعدات والدعم للبنان، بيد أن رأيا آخر يرى ان ما يجري يهدف الى الاطلاع على حقيقة الموقف السعودي ليبنى عليه مقتضاه تجاه الازمة الحكومية بعيدا عن شخص الرئيس الحريري.
المطلعون على حقيقة الموقف الأميركي تجاه المنطقة، يقرأون التطورات والاحداث بتراتبية ودقة وصولا الى ازمة الحكومة في لبنان، خاصة وان سياسة الادارة الاميركية الجديدة ارخت بظلالها على علاقة واشنطن مع الدول العربية والخليجية بشكل واضح. فبمعزل عن المصالح الحيوية للولايات المتحدة، فإن المقاربات الاميركية تبدلت تجاه أهمية بعض دول المنطقة، فبعدما كانت الامارات العربية المتحدة الدولة الأقوى خليجيا في عهد ادارة الرئيس دونالد ترامب لاعتبارات تتصل بمسألة “التطبيع”، أصبحت قطر اليوم هي الاقوى، أما عربيا،فإن بايدن يسعى أيضاً الى توطيد العلاقات مع مصر والاردن، وهو سيلتقي ملك الاردن عبد الله الثاني أول رئيس عربي برفقة ولي العهد الملك حسين في 19 الجاري للبحث في جملة ملفات تتصل بالعلاقات الثنائية والمسألة الفلسطينية والاوضاع في المنطقة.
من هذا المنطلق، تعتبر المصادر أن التحولات في علاقة الادارة الاميركية مع دول الاقليم، أبعدت الامارات الى الوراء، في حين أن الرياض لا تريد أي خلافات مع واشنطن، وبالتالي فإن الاتصالات الجارية بينهما حول الكثير من الملفات، ستفضي في النهاية الى أن تقدم السعودية تنازلا في ملف ما مقابل الحصول على مكاسب في مسائل اخرى، مع ترجيح المصادر ان يكون ذلك في لبنان، من خلال تليين موقفها تجاه الحكومة والدعم وفك الضغط عنه.
في خضم هذه التطورات المتسارعة في المنطقة عطفا على مفاوضات الاتفاق النووي ، فإن لبنان لن يكون بمنأى عن تداعياتها سواء الإيجابية ام السلبية، لكن المصادر نفسها تركز على أهمية الدور المصري تجاه لبنان ومؤشرات العلاقات المصرية – الأميركية الإيجابية، لتقول إن الرئيس الحريري الذي يلتقي اليوم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يحظى بدعم مصري كبير من أجل تأليف الحكومة العتيدة وعدم الاعتذار أو تسمية أي شخصية أخرى، عطفا على دعم روسي وأميركي، وبالتالي فإن الحريري يحظى بدعم خارجي على عكس ما يشاع ان هناك توجها غربيا لتأليف حكومة برئاسة شخصية أخرى.
وإلى أن يعود الرئيس المكلف بعد ظهر اليوم ويلتقي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حيث سيقدم له تشكيلة حكومية جديدة من 24 وزيرا تضم 6 أسماء جديدة مقبولة من الجميع فضلا عن الـ 18 اسماً الذين كان قد تقدم بهم سابقا، فإن الخبر اليقين سوف يعلن يوم الخميس في اطلالة الحريري التلفزيونية التي تتضارب معلومات بيت الوسط بشأن مضمونها. فثمة رأي يعتبر أن الحريري سوف يعتذر عن التأليف في حين أن رأيا آخر يظن أنه سيكتفي بتنفيد حقائق اللقاءات ومجرياتها والتشكيلات الحكومية التي طرحها ويعطي مزيدا من الوقت، خاصة وأنه قد يكون قد تلقى أجواء مصرية قد يبنى عليها، علما أن الرأي الأول يعتبر أن ما سيحيطه به الرئيس السيسي قد لا يصب في مصلحته.
ومع ذلك، فإن مصدرا بارزا مقربا من الحريري، يقول إن الازمة لم تعد في تأليف هذه الحكومة وفي الخلاف على وزيرين، فشيء لن يتغير إذا ترأس الحريري الحكومة أو سواه، فما يجري اليوم قد ينسحب على تأليف كل الحكومات المتعاقبة إذا جرى التسليم بشروط “التيار الوطني الحر” التي هي أشبه بانقلاب ملغوم على الدستور واتفاق الطائف وموقع رئاسة مجلس الوزراء وهذا ما يتطلع إليه بحذر رؤساء الحكومات السابقون والمرجعية الدينية السنية.