لماذا دماء الفلسطينين وحدها تسيل؟
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

لهم الألم والمعاناة ومنهم الشهداء والأسرى، لهم شظف العيش وصعوبة الأيام، لهم الكوابيس لا الأحلام والاحزان لا الأفراح، لهم في كل يوم شهيد وألم تعجز عن حمله الجبال، لهم الحق في الدفاع عن الارض المقدسة وغيرهم ينفقون المال لأرض مقدسة بمعنى مغاير، لهم البطولة والتاريخ وعليهم تكثر المؤامرات والخيانات، لهم الشرف والعزة وغيرهم يسعى لبيعهم في مزادات الأمم، لهم وطن محتل يسكنه أحرار  أبطال ولتُجار  الدم أوطان مستقلة فيها عبيد مُستغلة، لهم نصيب من دمائهم يدفعونه للذود عنها ولغيرهم نخب الدم حتى ينسوا أن هناك وطن اسمه فلسطين.

لنجد أن هؤلاء التُجار يتصارخون لنصرة فلسطين، وفي الليل يشربون نخبها، والأسوء أن تكون السهرات مع جلاديهم ومحتليهم، ويكون القهر حين تهدر دماء الهاربين من نصرة فلسطين قصراً وبالاكراه في الشوارع دون داع، وفي سجون جلاديهم اذا قالوا الحق بأن فلسطين عربية ولن تكون عبرية، ولن  يعذب تُجار الأوطان المحتل بل ستنزل على أجسادهم سياط أبناء جلدتهم، فيما يقع  الظُلم الشامل في دول المور على المطالبين بصد الصهاينة ومقاطعتهم، وعندها تنتفخ أوداج التجار غضباً ويطلبون من ألسن الحق ان تصمت أو تُقطع، فعند التجار تتلخص وظيفة الآذان بالسمع والعقل يجب ان يستجيب ويُطيع، ففي دول الموز المترامية من الحدود للحدود  لا يسمح للشعوب الا باكل الموز والتسبيح بحمد الظالم، وفي دول الموز يعملون لأجل تاجر الجملة الذي يُتاجر بهم وبمزارعهم بعد أن باعوا مبادئهم وقيمهم وأخلاقهم، وتحولوا الى زُراع للموت على أطراف مزارعهم ، متناسين ان هناك شعب ووطن اسمه فلسطين حيث أنستهم التخمة كل شيء إلا الطعام.

وهنا يقفز للاذهان ألف سؤال وسؤال،  فلماذا يموت الفلسطينيون لاجل القدس والاقصى وحدهم دون غيرهم؟، لماذا يدفنون أبنائهم لاجل المقدسات؟، فهي ليست لهم وحدهم فهم ليسوا المسلمين الوحيدين في العالم، لماذا هم أبناء فلسطين من يذودون عنها؟، فهل الدماء الفلسطينية رخيصة للتضحية بها ودمائهم عزيزة مصانة؟، لماذا الاتراح والأحزان والموت في كل بيت فلسطيني؟، ولماذا الرقص والولائم الفاخرة في كل بيت طاغية في السياسة والمال؟ لماذا نحن نموت وهم يعيشون ..لماذا؟ ويهتف الحسد بألف سؤال تبحث عن إجابة، فهل هو قدر الفسطينين ان يكونوا في هذه البقعة المباركة في هذا الزمن الرديء؟، وهل هو قدرهم أن يبحثون عن الرفعة والحرية في عصر الخنوع والعبودية؟ وهل هو قدر الأسيرة خالدة جرار القابعة في السجن الصهيوني أن لا تشيع ابنتها لمثواها الأخير؟، وهل يحتمل العرب والمسلمين مثل هذا الظلم والقهر  وهل سيصمدون أم سيتحولون إلى عبيد مطيعين؟.

ينظرون عبر الفضائيات للفلسطينيات وهن يواجهن الصهاينة فينتقدون حجابهن ويوجهون لهن اللوم لمواجهة الرجال، فيصرخ أجهلهم فليجلسن في بيوتهن ولا يزاحمن الرجال ويتشابكن معهم، فيرتفع صوت خنزير مطأطأ الرأس قائلاً “يا للعار على هكذا نساء، فلتشاهدوا نسائنا حشمه وخجل”، وانتظرت الرد على  “مرزعة الحيوان” التي درسناها ونحن صغار، ليأتي الرد من طفل مبتسم بيده حجر والأخرى علم وفي القلب قدس الأقداس وعلى كتفه وطن، يبتسم وكأن الشمس أشرقت لحظتها، ويهتف بصوت يهز الجبال وكأن إسرافيل نفخ في البوق قائلا: قصرت أياديكم فأنتم بلا حول ولا قوة، وطالت أيادينا ولا يهمنا كم تقصر أعمارنا، نحن يا هؤلاء من نذود عن الأوطان ونحمي الدار من غدر اللئام، وما عرفنا غير الحرب طريق والكرامة سبيل والعزة لنا مكان والوطن لنا عنوان، فنحن هنا نموت ليحيا الجبناء على طريقة بني إسرائيل ” اي حياة”، ونحن هنا في السجون لنشتري حرية عبيد الدولار، ونحن هنا نهتف بأننا لا ننتظر عمر والمعتصم وصلاح الدين وقطز ليحرروا فلسطين من دنس المحتلين، فكل طفل فينا هؤلاء جميعا وكل طفل فينا أمة وكل طفل فينا ملاك يحيا على الأرض.. حقاً ألا تعلمون بأن نبي الله يحيى فلسطيني والشهيد يحيى عياش فلسطيني، لذا أكررها لعلكم تسمعون وتدركون بأن كل طفل فينا ملاك يحيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى