باسكال مشعلاني: لن نترك لبنان أبداً.. واسم السيدة فيروز يبقى الرقم واحد
الديار – جويل عرموني –
منذ إطلالتها الأولى هي نجمة استثنائية ومطربة من العيار الثقيل، بصوتها الرائع وكلامها الموزون، حيث شكلّت حالة فنية فريدة في تسعينيات القرن الماضي، إذ أبدعت باسكال مشعلاني في الحفاظ على مكانتها في قلوب جمهورها بالتحديث والتجديد الدائمين في الأغنيات والموسيقى و»اللوك» والكليبات، مكلّلة بألقاب عديدة، منها «ملكة جمال الطرب».
اكتشفها الملحن احسان المنذر، وانطلقت عام 1989، حين كانت في العشرين من عمرها. وقد تلقّت الدعم من شقيقها وأمها بسبب وفاة والدها مبكراً. أول ألبوماتها كان «سهر سهر» مع الملحن جمال سلامة والشاعر عبد الرحمن الأبنودي الذي صدر عام 1991 ولمع في المغرب العربي.
غنّت للحب والألم والرومانسية، وغنّت الفرح والحياة والأمل في ألبومات عديدة منها «نظرة عيونك» و»بنادي» و»قلبك قاسي» و»لما بشوفك» و»خيالة» و»نور الشمس» و»قلبي» و»شو عملتلك أنا» و»صعبة عيش من دونك» و «أكبر كذبة بحياتي» و»آخذ عقلي» وغيرها.
كما قامت بإحياء حفلات ومهرجانات في العديد من الدول العربية والعالم، أهمها قرطاج وتطوان وأغادير في تونس، وحفلات ليالي التلفزيون في مصر، ومهرجان المحبة في سوريا.
وبمناسبة مرور 30 عاماً على وجودها في الساحة الغنائية العربية، أجرت «الديار» حواراً من القلب مع باسكال مشعلاني، كشفت من خلاله عن كواليس أعمالها المقبلة، بعد أن قدّمت أغنية «جنان بجنان» وحققت فيها نجاحاً كبيراً، ملقيةً الضوء على الـ «ميني ألبوم» الذي يحمل طابع البوب الكلاسيكي والذي تغني فيه باللهجات المصرية واللبنانية والخليجية، معبّرة في سياق المقابلة عن رأيها في الحب وفي زوجها الملحن ملحم أبو شديد.
بعد النجاح الكبير الذي حققته أغنيتك «جنان بجنان» منذ أشهر قليلة، حاملةً البهجة والتفاؤل في ظل الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان، أخبرينا عن أغنيتك الجديدة «استنى» التي ستبصر النور قريباً.
بالحديث عن أغنية «جنان بجنان»، فهي صُوّرت على طريقة الرسوم المتحركة وأحبّها الصغار والكبار، اذ إنها تبث طاقة ايجابية وتضيف تجربة جديدة لي في مشواري الفني. كما أن تنسيق الشخصيات المختلفة التي أطللت فيها في الفيديو كليب كان من اختياري، سواء أكان ذلك في الملابس أم الماكياج أم التفاصيل كافة لكي تكون هذه الشخصيات تشبهني فعلاً. فأتت تجربة جديدة، حيث يحيط بنا الجنون من الجوانب كافة، تماماً كما يقول عنوان الأغنية.
أما بالنسبة الى الـ «ميني ألبوم» الذي أصبح جاهزاً منذ حوالى السنة والنصف، فقد تأخر إصداره بسبب الكورونا. فقمت بإصدار ديو «فرصة نرجع لربنا» مع إيساف، ومن بعدها «جنان بجنان».
وعندما قررت إصداره مجدداً، وقع انفجار الرابع من آب الذي لا ينتسى، حيث تعرض عدد كبير من أفراد عائلتي لأضرار جسيمة إذ كانوا يسكنون في منطقة الجميزة حيث عشنا أوقاتاً تعسة، فأجّلت إصدار الألبوم مرة جديدة.
تعاونت في الـ «ميني ألبوم» مع أسماء عديدة كـ وسام الأمير ومحمد الرفاعي وملحم أبو شديد ومنير بو عساف، مع تعدد الألوان واللهجات. وأنا في انتظار الوقت المناسب لإصداره، لا سيما أن الوضع الراهن يجعل من الصعب علينا أن نغني ونفرح، بينما الناس تتألم. إنما في النهاية، لا بد من أن نستمر، وسأصدر في نهاية تموز «استنى» من كلمات وألحان محمد الرفاعي وستكون أغنية مميزة حيث بإمكان الجميع متابعتها عبر قناتي على اليوتيوب وعبر مختلف القنوات التلفزيونية.
صرّحتِ سابقاً أن الألبوم يضم 7 أغنيات تجمع بين اللهجات الخليجية واللبنانية والبدوية إلى جانب اللهجة المصرية. وقد استقررتِ على طرح أغاني الألبوم بواقع أغنية كل 3 أشهر. لماذا اعتمدت هذا الأسلوب؟ وهل يعود ذلك الى الإنتاج أم الى سياسة التسويق المعتمدة منكِ؟
اعتمدت هذه الطريقة لأنه عند اصدار ألبوم كامل، سيتعرض بعض الأغاني للظلم. لذلك، قررت إصدار أغنية كل أربعة أو خمسة أشهر، حيث يتم تسويقها بشكل أفضل. وعند اصدار عدد من الأغاني، يكون بالإمكان إذّاك ضمّها في ميني ألبوم. لا علاقة لموضوع الانتاج بهذه السياسة كوني أنا من يُنتج ويتولى شخصياً هذا الموضوع.
كثيرون يرون أن ألبوم «نور الشمس» هو الأنجح في مسيرتكِ الفنية، حيث حفر في عقول الناس حتى اليوم. ما رأيكِ؟
«نور الشمس» كانت الانطلاقة القوية وكان الالبوم كاملاً وناجحاً من «نور الشمس» الى «نشفتلي دمي» وسواها.
كل فنان لديه أغنية مرتبطة باسمه، الا أن هنالك ألبومات عديدة نجحت بشكل كبير، مثل «بحبك أنا بحبك» و»شو عملتلك أنا» و»خيالة» و»يا طير الغرام»، الا أن هنالك بعض الأغاني الذي يترك أثراً أكبر من غيره.
بالعودة الى أغنية «جنان بجنان» الرومانسية، والتي قمتِ بتقديمها في فيديو كليب كارتوني مميّز. هل ما زلتِ تعيشين حالة «الجنون» في الحب؟
نعم ما زلت أعيش حالة الجنون في كل لحظة. أنا مؤمنة وإيماني يعطيني طاقة ايجابية أحاول توزيعها على أفراد عائلتي وجمهوري لزرع الابتسامة في حياتهم. كل ما مررنا به من حروب وكوارث تخطيناه وعادت الحياة واستمرت، وما زلت أتأمل خيراً بالمستقبل.
الى أي مدى يدعمكِ زوجك الملحّن والموزّع ملحم أبو شديد، فنياً؟ وما هو تقييمه لفنّك؟ وهل تأخذين برأيه؟
ملحم كل شيء في حياتي، هو يعيش كل ألحانه ويسمع كل الألحان التي آخذها ويعطي رأيه فيها، والذي غالباً ما يكون صائباً. أنا محظوظة جداً لوجوده في حياتي، فهو انسان حنون ومحترم ويمتلك كل الصفات الجميلة بفنه وأخلاقه وشخصه. ملحم عندما يستمع لألحان جميلة من ملحنين آخرين يشجعني على اختيارها، كما أنني أفرح بنجاح ألحان مع فنانين آخرين، إذ لا أنانية بيننا، بل دعم متبادل.
يقال إن أي فنان، مهما كان اسمه وحجم نجوميته، فإن الناس ينسونه بسرعة في حال ابتعد عن الساحة الفنية؟
اذا ابتعد الفنان لفترة طويلة طبعاً يصبح معرضاً للنسيان، الا أنه اذا عاد وأطل بأعمال جميلة وحضور مميز، فإنه لا ينتسى. فلو غاب لفترة قصيرة وعاد، فيكون بإمكانه العودة الى الساحة بقوة. طبعاً شرط ألا يطول غيابه لسنوات عديدة لأن العودة عندئذ تصبح أصعب.
من هو (هي) الفنان (الفنانة) الذي (التي) اختفى (اختفت) فجأة عن الوسط الفني وتتمنين رجوعه (رجوعها) بقوّة من جديد؟
لا يوجد اسم معين اختفى ولم يطلّ مجدداً، الا اذا هم أخذوا قرارهم بالابتعاد.
من هي مطربتك المفضلة في العالم العربي؟
تربينا ونشأنا على اسم وصوت السيدة فيروز التي تبقى هي الرقم واحد في كل الأوقات وكل الظروف.
أما من جيل اليوم، فأحب شيرين ونجوى كرم ونانسي وإليسا، وكل عمل ناجح يجذبك إليه، حيث هنالك العديد من الأعمال التي تحقق نجاحات كبيرة.
اذا سنحت لك الفرصة بإجراء ديو غنائي مع أحد الفنانين، فمن تختارين؟ ولماذا؟
حسب الأغنية. في حال كانت من اللون البلدي أو موالاً، فإني أختار فارس كرم أو ملحم زين. واذا كانت بوب، فإني أختار راغب علامة. أما إذا كانت رومانسية، فإني أختار وائل كفوري أو وائل جسار. وصوتي يساعدني في تأدية كل الألوان، لذلك أنظر الى نوع الأغنية لأختار على هذا الأساس.
ما رأيك في أغنية النجم وائل كفوري «البنت القوية»؟
أحببت «البنت القوية». انها أغنية مهضومة. هكذا على الفنان أن يقدم شيئاً جديداً. كما أن الأغنية مفعمة بالبهجة والسعادة.
كلمة أخيرة لقرّاء «الديار»؟
أحبكم وأتمنى من كل قلبي، في الأعياد المقبلة، من عيد مار شربل الى مار الياس أن يحميا لبنان هذا البلد الجميل بناسه وطبيعته وثقافته. لبنان سيعود أجمل من قبل بالرغم من المعاناة الكبيرة التي نمر بها. علينا أن نتفاءل وكلنا قناعة بأننا لن نترك لبنان. أتمنى لكم كل التوفيق، وانتظروا عملي الجديد «استنى» في آخر الصيف. كما أني بصدد تحضير حلقة مميزة عن مسيرتي طوال ثلاثين سنة، الى جانب تجديد عدد من الأغاني.
وكلّي أمل أن تستقر الأمور وتعود الأوضاع الى سابق عهدها، لكي نتمكن من الاستمرار وتقديم أعمال رائعة للجمهور.