مستشفيات الموت تنتشر في الوطن العربي!
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
ترهل إداري وفساد مستشري في مؤسسات الدولة حتى النخاع هما اللذين تبسببا في قتل العشرات من مقيمي المستشفيات، واصبح المكان المخصص لعلاج المرضى ومنحهم الفرصة للعودة للحياة من جديد، ليجدوا أنفسهم في أحضان الموت ينتظرهم ، ولم نجد دولة افضل من أخرى إلا ما ندر، كون الوضع واحد والأخطاء متشابهة والحلول معدومة أو مرفوضة كون البنيان الطبي أقيم على خطأ وليس على أرض صلبة قوامها النظام والمعرفة والإدارة السليمة ومراعاة أولويات السلامة العامة.
فحريق في مستشفى الحسين في العراق قتل العشرات من مرضى وباء كورونا، كما تسبب بقتل عدد من المرافقين ليكون المشهد مؤلما وكارثياً، وليقرع جرس الخطر بضرورة إعادة تأهيل المستشفيات قبل أن يستفحل الوضع وتتزيد خطورته، ولا يقل هذا المشهد المرعب عما جرى في مستشفى الحسين في مدينة السلط بالاردن حين انقطع الأكسجين وتوفي العديد من مرضى كورونا، وهو ما حصل في مستشفى المنوفية في مصر وان حاولت السلطات إخفاء حقيقة الأمر، وفي تونس تسابقت المستشفيات في بحثها عن الأكسجين لإنقاذ مصابي كورونا في ظل النقص المتزايد للأكسجين، فيما توقف العمل في مستشفيات العاصمة اللبنانية بيروت لعدم وجود كهرباء، وفي السودان تم اكتشاف حوالي مئتي جثة مكدسة في مستشفى حكومي، وفي سوريا تكتظ المستشفيات بمصابي كورونا دون فرصة للعلاج فيما تم قصف مستشفى عفرين، وفي المغرب حدث انفجار لمادة الأكسجين في مستشفى خاص دون اصابات.
هذه الأحداث التي نشاهدها ونسمع عنها في الدول العربية لا نجد لها مثيلاً في بلاد الغرب المتقدمة، مما يُثبت بما لا يدع مجال للشك ان للفساد والمحسوبية أولية قصوى في التعينات وتولي الإدارة في دول عربية، حيث تعتبر حياة الإنسان ليست أولوية قصوى كون من يقوم على إدارة هذه المؤسسات دون المستوى كونهم يتعاملون مع إدارة المستشفيات بطريقة بيروقراطية، وبالتالي تهدد وجودها وتحولها من مستشفيات للعلاج إلى مراكز على فوهة بركان.
لقد تعرض النظام الصحي في بعض الدول خلال جائحة كورونا وبالذات الاوروبية إلى هزة عنيفة، ولكنه وصل لمرحلة الخطر في بعض المستشفيات العربية وبالذات العراق، لأن مقتل مئة إنسان يطلبون النجاة يعتبر كارثة كبرى ويوجب التحقيق فيه من جميع الجوانب وعلى أعلى المستويات، وتراجع النظام الصحي العراقي حتى اقترب من الهاوية بعد سقوط بغداد بيد قوات الولايات المتحدة الأمريكية، وقام الامريكيون بتسليم الحكومة لأشخاص ولاءاتهم خارجية ويعتبرون العراق مجرد مركز عمل لجمع المال، ليكون ما جرى في مستشفى الحسين أمر متوقع تأخر في الحدوث رحمة بالشعب العراقي الذي يعاني الأمرين.
ويتشابه ما حصل في العراق مع ما جرى في عديد الدول العربية التي بدأت أنظمتها الصحية تتهاوى تحت ضربات كورونا، الذي عاد للإنتشار بقوة قد تعيد الأخطاء القاتلة من جديد، مما يوجب على الحكومات أن تزيد من اهتمامها بالأنظمة الصحية لتنجوا بشعوبها من موت يُطارد الجميع بأشكال متعددة.