“داعش” الإرهابي يشكل تهديداً متزايداً في كافة أنحاء إفريقيا
النشرة الدولية –
خلال الأسبوع الماضي، قال رئيس النيجر محمد بازوم إن بلاده بحاجة إلى مساعدة تكنولوجية من شركائها الأوروبيين لمحاربة المتطرفين، كما اشتكى من سيطرة تنظيم “داعش” والجماعات التابعة له على مساحات شاسعة في مالي والنيجر، وفق ما ذكرت شبكة “DW”.
وجاءت تصريحات بازوم في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن فرنسا ستبدأ إغلاق القواعد العسكرية في شمال مالي بحلول نهاية العام 2021، بما في ذلك قوة برخان التي يبلغ قوامها 51 ألف فرد.
وفي السياق، يقول المحلل السياسي النجيري بولاما بوكارتي لـ”DW”: “لسوء الحظ، فإن داعش منتشرٌ على نطاق واسع في إفريقيا اليوم، لدرجة أنه يمكنك القول إنه منتشرة في جميع أنحاء القارة”.
وسيطر المقاتلون المتطرفون على مناطق مهمة في منطقة الساحل وبحيرة تشاد، والتي تشمل أجزاء من مالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد ونيجيريا.
وفي العام 2018، أفاد مركز غرب إفريقيا لمكافحة التطرف (WACCE) أن ما يصل إلى 6000 شخص من غرب إفريقيا قاتلوا مع داعش، عادوا إلى ديارهم من العراق وسوريا بعد انهيار الخلافة المزعومة التي أعلنها التنظيم.
ويقول موتارو موموني مكثار، مدير مركز “WACCE” في غانا، إنّ “دول غرب إفريقيا ذات المؤسسات الوطنية الضعيفة ومعدلات البطالة المرتفعة بين الشباب قوضت مقاومة داعش”.
وحذر مقرر من أنه بينما تجنبت الدول الساحلية الواقعة في غرب إفريقيا حتى الآن الهجمات إلى حد كبير، فإن ذلك قد يتغير قريباً، لافتاً إلى أنّ “التهديد يزيد كلما طالت فترة تفاقم الجماعات التابعة لتنظيم داعش، وحشدها الموارد والقدرات في المناطق الخاضعة لسيطرتها حالياً.
وقال: “هذه هي اللعبة النهائية للتنظيم الإرهابي، ولهذا أعتقد أن المنطقة بأكملها معرضة لخطر إقامة خلافة جديدة كاملة”.
أما بوكارتي، فيقول إن “استراتيجية داعش المتمثلة في تجنيد قوات محلية متمركزة تعرف المنطقة جيداً، ساهمت في نجاح الجماعات ضد قوات الأمن الوطنية والإقليمية”.
وأثارت التقارير عن الهجمات الدموية التي شنتها القوات الديمقراطية المتحالفة (ADF) في شرق الكونغو مخاوف من انتماء هذا الفصيل إلى الدولة الإسلامية.
وفي الآونة الأخيرة، قُتل 50 قروياً في هجومين ألقي باللوم فيهما على القوات الديمقراطية المتحالفة، حسبما قالت مجموعة أبحاث “Kivu Security Tracker”.
وفي آذار الماضي، ربطت الولايات المتحدة رسمياً القوات الديمقراطية المتحالفة و “داعش” ببعضهما.
غير أن كريستوف فوغل من مجموعة أبحاث النزاعات بجامعة غينت ومقرها بلجيكا، قال إنه لا يوجد الكثير من الأدلة لإثبات ارتباط المجموعات.
ومع ذلك ، أقر الباحث بأن “داعش” لديه مصلحة في الحصول على موطئ قدم في المناطق التي تفتقر إلى التماسك الاجتماعي والرفاهية الاجتماعية والاقتصادية، مثل شرق الكونغو. وقال لـ “DW”: “السكان في الكونغو ليسوا منفتحين جداً على التطرف الديني بشكل عام. الصراعات تدور حول سياسات الهوية والأراضي والمشاكل السياسية، لكن من النادر أن تنجح التعبئة الدينية”.
ويصف فوغل الجماعات المسلحة العاملة في شرق الكونغو بأنها “عملية ومرنة”، لا سيما فيما يتعلق بالشراكات، وقال إن “ADF” أقامت تحالفات مع مجموعات محلية.
وأردف: “في السنوات القليلة الماضية، لاحظنا القنوات الإعلامية الدعائية الدولية لداعش تنشر بالفعل معلومات حول عمليات وهجمات القوات الديمقراطية المتحالفة في ساحة المعركة ثم تزعم أنها تحت عنوان داعش. لا نعرف ما إذا كان هذا مجرد اتصال فضفاض يهدف إلى الدعاية أو إذا كانت هناك روابط أعمق في ما يتعلق بالتجنيد أو الإمداد أو التدريب “.
ومع هذا، فقد لفت فوغل إلى أن “أساليب وهجمات ADF لم تتغير بشكل كبير على مر السنين”.