في الجامعة الاردنية.. تكميم الأفواه قرار قطعي أشهرت سيفها بوجه من طالبت بحقها والإعتذار أولاً
النشرة الدولية –
ميديا نيوز – صالح الراشد
علقت الطالبة في كلية التربية الرياضية في الجامعة الأردنية يارا الديميسي الجرس بأهمية حرية التعبير للطلبة، وأنه يجب لا يصمتوا وأن لا يعاقبوا في حال أفصح اي منهم عن رأيه أو طالب بحقوقه، فالجامعات الاردنية في غالبيتها تدار بطريقة دكتاتورية لا يحق للطلبة فيها أن ينتقدوا أي شيء يخص الجامعة، ويعتبر هذا الأمر جريمة كبرى تصل عقوبتها الفصل، وبالتالي أصبح شعار الجامعات الأردنية الذي تُرسله لطلبتها.. ” اصمتوا وإلا تُفصلوا”، ليعم الظلم والقهر وتكميم الأفواه، ليصبح كل مسؤول في الجامعات مشروع إلاه إغريقي صغير، كون الآلهة العربية موزعة على غيرهم من الوزراء والنواب والأعيان، لذا وبسبب ثقافة المحاضرين والعاملين في الجامعات كان يجب علهيم التحول صوب التاريخ الإغريقي للغوص فيها واستخراج أوديت، أبولو، أثينا، بوسايدون، هيدس وهيرا، ويقوم كل منهم باختيار صورة الإله الذي يتواكب ويتلائم من شخصيته، وفي مجمل القول يمنع مناقشتهم في قراراتهم وهم معصومون عن اي خطيئة.
القصة بسيطة والتنمر كبير
لن أخوض في قضية الطالبة المتفوقة في كلية التربية الرياضية الدميسي، والتي كان يجب أن تتخرج من زملائها وزميلاتها في نهاية الفصل الحالي، لكن بسبب حادث حصل معها في مسبح جامعة عمان الأهلية “وكان من الممكن أن يحدث لأي طالب وطالبة” حيث كانت تتلقى حصة لكليتها من الجامعة الأردنية لعدم جهوزية مسابح جامعتها، حيث قفزت في الماء فأصيبت “وهنا لن أدخل هنا في الحوار الأفلاطوني الدائر بأنها رجلها كُسرت أو أصيب برضوض في القدم وأنها قفزت من ثلاثة أمتار أو نصف متر”، لكن أياً كان السبب فقد تم وضع قدميها الإثنتين في الجبس، وتم تغير الجبس على قدميها ثلاث مرات بعد معاينتها من قبل أطباء معروفين في مستشفى الحسين في السلط ومستشفى الجامعة الاردنية في عمان، وهذا يعني أن هناك إصابة مؤثرة تمنع الدميسي من إكمال الفصل الدراسي، لكن ولسبب غير معروف فقد وقفت إدارة الكلية مع العاملين فيها بوجه طالبه لا تُطالب إلا بحق بسيط، وكان من الممكن احتواء القصة بسهولة، لكن لغة التنمر وانصر أخاك ظالماً أو مظلوماً كانت اللغة السائدة مع فهم خاطيء للحديث النبوي حول نصرة الأخ.
تغريدة الدميسي
ورغم ذلك لم تتحرك كلية التربية الرياضية رسمياً أو لنقل أنها تأخرت كثيراً في إتخاذ القرار، رغم الإشارات الصادرة عنها بأنها تريد أن تجعل الطالبة الدميسي تقوم بتقديم الفصل على أساس “غير مكتمل”، وأخبروا الجميع بذلك وهو حل مقبول، لكن الكتاب الذي عرضته الجامعة لم يكن يحمل توقيع عميد الكلية، وبالتالي هو مجرد ورقة لا تُقدم ولا تٌؤخر وحبر على ورق، لتقوم الدميسي بنشر قصتها عبر صفحتها على “الفيسبوك” وقالت في منشورها: “المضحك المبكي او المخزي، انا كطالبة خريجة معدلي امتياز بالجامعة الأم #الجامعة_الاردنية.. يوم السبت الموافق ٢٩/٥ في محاضرة السباحة لم يتم تنويه من قبل المنقذين بوجود عتبة داخل الماءالذي تسبب بكسور في القدمين اضافة الى تمزقات اثناء النط من ارتفاع ٣ متر، اضافة الى ان تم طلب الاسعاف من قبل المنقذة لان الدكتورة رفضت خوفا من تحمل المسؤولية، لانه المسبح لجامعة عمان الاهلية ويوم سبت المسبح خارج الجامعة بيوم عطلة .
وتم نقلي لمستشفى السلط حيث تم وضع الجبصين على كلتا القدمين نتيجة الكسور علما ان الطوارىء رفضت اعطاء تقرير طبي نظرا انه غير مصرح لهم ، (لما طلبت من الدكتورة تكتب تقرير او كتاب للدكاترة اني انصبت بالمحاضرة على شوف عينها كان ردها كالتالي :- ما شفت اشي انا )، علما اني قد داومت اثناء اصابتي على الكرسي المتحرك واني قدمت جميع الامتحانات النظرية النهائية واعمال الفصل ان فترة استشفاء قدمي قد طالت نتيجة قدومي اليومي للجامعة ان اصابتي قد زادت نظرا ان المدة الزمنية المحددة لامتحانات الميد والعملي كانت في نفس الاسبوع بناء على قرار الجامعة لجميع الطلاب نتيجة للكسر وتمزقات لم اقدم الامتحانات العملية حيث تم اعطاءِ تقرير طبي، أتفاجأ اثناء تسليم التقرير الطبي ورجوعي للمنزل ان دكتورة المادة التي انصبت اثناء محاضرتها علما اني اخذ معها مادتين انها لم تقبل التقرير و رسوبي بالمادتين !!!
#بديحقياناخريجةمعدلي_امتياز، انا انكسرت بمحاضرتها “.
تنمر مسبوق
هذا ما كتبته الدميسي بالحرف، فماذا كان رد الفعل؟، لقد كانت التوقعات أن تشكل كلية التربية الرياضية أو إدارة الجامعة لجنة تحقيق لمعرفة القصة وما جرى لطالبة متفوقة، على أساس أنها تملك المعرفة والمعلومة والقدرة على حل القضية بطريقة تحافظ فيها حقوق الطلبة والمدرسين وهيبة الجامعة، لكن أي من هذه الأمور لم تحصل، فالجامعة رفعت عقيرتها وأشهرت سيفها في وجهة الطالبة وتنمرت عليه بطريقة شاهدناها قبل ذلك مع البطل الذهبي الأولمبي أحمد أبو غوش، حين تم إسقاط فصله الدراسي كونه كان يمثل الأردن في بطولة عالمية واحتفالات بفوزه، ووضع إسم الأردن على خارطة العالم، لذا لم يتفاجأ أحد من قرار الجامعة بفصل تمارا الدميسي لمدة عام كاملة بقرار قطعي غير قابل للطعن..!! ، كون لغة التنمر التي يتم ممارستها في الجامعات على الطلبة تستمر من يوم ليوم ويعلوا صوتها دون أن يوقفها أحد، كما تم رفع قضية في المحاكم الاردنية بحق الطالبة على اعتبار أنها قامت بالتشهير بمدرسة المادة، ليتم طلبها من قبل الجرائم الإلكترونية والمدعي العام في حين رفضت المدرسة التنازل عن القضية.
الجامعات وجدت للحرية
لقد كانت الجامعات عبر التاريخ منابر للحرية والإستقلال في عصور الإستعمار، فثورة 1919 في مصر التي تسببت بطرد المستعمر البريطاني خرجت من قلب جامعة القاهرة وجامعة الأزهر، كما انتصرت العديد من الجامعات العربية لدولها وحملت لواء المواجهة كون هؤلاء تربوا على الحرية، فيما الجامعات الاردنية تسعى لتخريج أجيال خانعة لا تدافع عن حقها، لتكون المحصلة إنتشار المزيد من الفساد ولا يستطيع أحد أن يُشير لفاسد رغم أننا كدولة نعتبر من أكثر الدول التي يحمل أبنائها شهادات جامعية، لكن الجامعات نسيت أو تناست دورها الاساسي وهو صناعة جيل قادر على قول الحق والحوار والنقاش وبناء المستقبل على أسس سليمة قائمة على الحوار وحرية الراي، وان أولويات العمل الجامعي لا تنصب فقط على التعليم بل على صناعة الإنسان القادر على التعبير عن رأيه بحرية والقادر على إحداث التغيير في المجتمعات، وهذا أمر يحصل من خلال التعليم والتغذية الراجعة، لنجد ما حصل يتعارض مع هذا الفكر الذي تقوم على أساسه جامعات العالم، ليعتقد البعض اننا ما زلنا في عصر “الكتاتيب” حيث يحمل الشيخ العصا لضرب كل من يُخطيء، وبالتالي أصبح الكلام ممنوع في حاضرات الحرية في ظل وجود إدارات لا زالت تحتكم لنظام تأديب الطلبة صدر في عام 1999، مما يبين الصورة الحقيقية بأن الرسائل الملكية المطالبة بحرية التعبير لم تصل إلى أبوب الجامعة الأردنية وغيرها من الجامعات الرافضة لتعديل أي من أنظمتها القمعية.
مطالبة بالإعتذار.. والمحاكم هي الفصل
لقد ركز العاملون في كلية التربية الرياضية وشؤون الطلبة على أن تقوم الطالبة بالإعتذار بشكل علني قبل اي شيء، ودون تقديم وعود، حيث كانت الرسالة واضحة بأن عليك الإعتذار وأنك مخطئة دون أن نقدم لك وعد بحل القضية، وبالتالي هذا جزء من عملية تنمر كبرى تمارسها الجامعة ولا نشاهدها إلا في الشركات المتعبة والتي تقول لمن يعترض ” إدفع ثم اعترض”، وهذه شركات منتشرة في الأردن، ويبدو ان الجامعة الأردنية تسير على ذات الطريق، “اعتذر ثم نحدد ما نفعل”، وهو أمر رفضه أهل الطالبة وشعروا أنه إبتزاز، وبالتالي طالبوا من ابنتهم عدم الإعتذار كون القضية التي رفعتها المدرسة في المحاكم وقرار الفصل ممهور بتوقيع عميد شؤون الطلبة، وبالتالي سيكون القضاء هو الفصل في القضايا المتبادلة التي رفعتها المُحاضرة والتي قد ترفعها الطالبة بحق على المُدرسة وكلية التربية الرياضية والجامعة الاردنية، لتقدير خطورة الإصابة ومدى الضرر الذي قد تُلحقه بمستقبل الطالبة، إلا إذا تم احتواء القضية من بعض العقلانيين في الجامعة والأهل ونقول بعض لأن قضية بهذا الحجم ما كان لها أن تأخذ هذا الحيز الكبير في الإعلام لولا لغة التنمر التي تمت ممارستها بابشع الأشكال.