محكمة يابانية تقضي بسجن أميركيَين اثنين في عملية تهريب كارلوس غصن 24 و20 شهراً
النشرة الدولية –
قضت محكمة في طوكيو الاثنين، بسجن أميركيَين أحدهما لعامين والآخر لعام وثمانية أشهر، على خلفية مساعدة الرئيس السابق لتحالف رينو نيسان كارلوس غصن على الفرار من اليابان أواخر العام 2019.
ويٌحاكم مايكل تايلور (60 عاماً) الذي دين بالعقوبة الأشدّ، وابنه بيتر تايلور (28 عاماً)، يُمنذ الشهر الماضي في طوكيو في هذه القضية المدوّية التي هزّت اليابان.
كانت الشرطة الأميركية أوقفت مايكل تايلور وابنه بيتر في مايو 2020 قرب بوستون (شمال شرق الولايات المتحدة)، بموجب مذكرة توقيف أصدرتها اليابان.
وبعدما استنفدا كل الالتماسات الممكنة، سلما في مارس الماضي إلى اليابان لمحاكمتهما. وهما يواجهان عقوبة تصل إلى السجن ثلاثة أعوام، بحسب وكالة “فرانس برس”.
وفي جلسة 24 يونيو الماضي، اعترف تايلور ونجله أمام محكمة في طوكيو بتهمة مساعدة الرئيس التنفيذي السابق لشركة “نيسان” بشكل غير قانوني على الفرار من اليابان في نهاية عام 2019 مختبئا في صندوق وعلى متن طائرة خاصة، بحسب ما نقلته “رويترز” عن وكالة أنباء “كيودو”.
وقال تيلور الأب: “أنا نادم بشدة على أفعالي وأعتذر بصدق عن التسبب في متاعب للنظام القضائي والشعب الياباني”. ورد تيلور بالإيجاب عندما سأله ممثل الادعاء إن كان يعتقد أن غصن كان ينبغي أن يظل في اليابان.
وأضاف الابن بيتر للقضاة “قضيت أكثر من 400 يوم في السجن وكان لدي الكثير من الوقت للتفكير. أتحمل المسؤولية كاملة وأعبر عن ندمي الشديد على أفعالي”.
يذكر أنه صباح 31 ديسمبر 2019، تلقت اليابان خبر هروب كارلوس غضن، أشهر المتهمين لديها، إلى لبنان. وكان الرئيس السابق لشركتي نيسان ورينو وتحالفهما لصناعة السيارات، ممنوعا من مغادرة البلاد بعدما أُفرج عنه بكفالة، بانتظار محاكمته بتهم اختلاس أموال.
قبل يومين من الفرار، غادر رجل الأعمال الفرنسي اللبناني البرازيلي بهدوء منزله في طوكيو متوجها إلى أوساكا (غرب) في قطار فائق السرعة معتمرا قلنسوة وقناعا ونظارتين لتجنب التعرف إليه.
وتم التعرف على الرجلين اللذين رافقاه وسافرا معه مساء في طائرة خاصة من مطار أوساكا، من خلال مشاهد كاميرات المراقبة وهما مايكل تايلور وجورج أنطوان زايك، وهو رجل من أصل لبناني لا يزال متواريا عن الأنظار.
انتحلا صفة موسيقيين وتمكنا من تحميل أمتعتهما بدون تمريرها عبر التفتيش الأمني، إذ إنه كان مسموحا بذلك في اليابان لركاب الطائرات الخاصة. يعتقد المحققون أن كارلوس غصن اختبأ في صندوق كبير مخصص لمعدات صوتية كانت فيه ثقوب صغيرة ليتمكن من التنفّس.
وانتقل الرجال الثلاثة إلى اسطنبول من حيث استقل غصن طائرة أخرى إلى لبنان الذي لم يغادره مذاك.
كان بيتر تايلور في طوكيو قبل عملية الفرار والتقى غصن مرات عدة في اليابان في الأشهر السابقة. وغادر بعدها البلاد بمفرده في طائرة متوجهاً إلى الصين.
وجاء في مستند للمدعين الأميركيين أن فرار غصن هو “إحدى عمليات الهروب الأكثر وقاحة والمدبرة بأفضل الطرق في التاريخ الحديث”.
وغصن مستهدف حالياً بمذكرة توقيف في اليابان مع طلب توقيفه من جانب الشرطة الجنائية الدولية (الانتربول)، إلا أنه لا يزال بعيد المنال في لبنان الذي لا يسلّم مواطنيه.
يقول غصن إنه “لم يفر من العدالة” إنما أراد “الهروب من الظلم” في اليابان. وقد بقي متكتما حول ظروف هروبه “لحماية الأشخاص الذين جازفوا” في مساعدته. إلا أنه أكد أنه لم يورط أفرادا من عائلته في الأمر.
وبحسب المدعين العامين في اليابان، فقد حصل تيلور وابنه على 1.3 مليون دولار نظير خدماتهما و500 ألف دولار أخرى كأتعاب قانونية.