فيديو… حوار ل “11” متدرباً في برنامج الجوهر مع السفيرة نبيلة الملاء
النشرة الدولية –
انطلقت الورشة الأولى من الموسم الثاني لبرنامج الجوهر، الذي تقدمه «لابا» بالتعاون مع لوياك العربية، للتدريب على مهارات الحوار الإعلامي، وكيفية إعداد وتقديم حلقة حوار كاملة للمهتمين بمجال التقديم التلفزيوني. واختتمت هذه الورشة التي استمرت 5 أيام وبدأت مع الإعلامي اللبناني زافين قيومجيان، وتناولت البحث عن المعلومات، وصياغة الأسئلة، بلقاء السفيرة نبيلة الملا، التي حاورها 11 متدرباً من الكويت ولبنان والبحرين، وأجابت عن أسئلتهم مستعرضة شريطاً حافلاً من الذكريات المتعلقة بعملها وأسرتها ونشأتها الأولى، وأهم الشخصيات التي أثرت بها، والتحديات التي تواجه الشباب، وبخاصة المرأة، وأوجه اختلاف الجيل الحالي عمن سبقوه… وإلى تفاصيل اللقاء:
المشارك أحمد الخالدي
- بعد العمل الدبلوماسي أصبحتِ محاضرة في الجامعة الأميركية، لماذا لم تدخلي المعترك النيابي؟
– الحياة النيابية ليست سهلة، والمعترك الدبلوماسي تعرف أين جذوره. أما المعترك النيابي، فيجب أن تعرف قاعدتك الانتخابية. هذا السؤال كان يراودني، لكنني أعلم أنه ليس بمجالي، وبصراحة ليس لدي ثقة في العمل النيابي الآن، فلا توجد لدينا ثقافة برلمانية.
- في شهر 1 / 2013 في الاتحاد الأوروبي حدث نقاش، وعرضتِ وقتها عرضا مختصرا عن التجربة البرلمانية في الكويت، وذكرتِ أن مجلس الأمة الكويتي كان وما زال نابضاً بالنشاط مفتوحاً على جميع المواضيع، فكيف ترين مجلس الأمة الآن؟
– هذا السؤال صعب، والإشاعات الآن أصبحت تؤثر بشكل كبير على عملنا. عندما ذهبت لهم راجت إشاعة أيضا أن البرلمان الأوروبي طلب استدعائي بخصوص المغردين، وهذا غير صحيح. أنا ذهبت لأدافع عن الكويت، ولعرض تجربتنا البرلمانية للعالم، حيث إنني لا أرضى بنشر غسيلنا إلى الخارج، وما ذكرته آنذاك صحيح، بأن جميع الأمور مسموح بطرحها في مجلس الأمة الكويتي.
- لكنك ذكرتِ حينها أنه مفتوح على جميع المواضيع، هل لا يزال كذلك؟
– ذكِّرني بهذا السؤال وسوف أجيبك عنه بكل حُرية سنة 2023، لأنني أريد استيعاب ما يجري في الكويت الآن، وأنا أتمنى أن يكون هناك وعي وحوار راقٍ لخدمة الشعب.
المشاركة فاطمة الملا
- سأعود إلى الغزو العراقي، ما أكثر موقف أثر فيك بتلك الفترة؟
– سأذكر شيئا للمرة الأولى، أنا علمت بالغزو العراقي من برنامج نايت لاين، الذي كان يُعرض بعد الأخبار مباشرة، لأنني كنت مطمئنة بعد مشاورات الوفدين الكويتي والعراقي، وكنت في إجازة قبل المفاوضات، وقطعتها وذهبت إلى المكتب، وأكملت الإجازة بعد المفاوضات. عندما شاهدت البرنامج كنت أعتقد أنني أحلم، واتصلت بمكتبنا، وأخبروني بآخر الأحداث، والتحقت بهم، والحمد لله نجحنا في إصدار القرار من مجلس الأمن.
- خلال هذه الأزمة شاهدتِ حجم الدمار والمعاناة التي خلفها العدوان في تلك الفترة، هل تعتقدين أنه سيأتي يوم تلتئم هذه الجراح؟
– الجراح دائما تبقى، لكن يجب أن نتخطاها. كانت النظرة أيضاً لدى القيادة أننا نتخطى هذه الأمور من أجل الجيرة ونتسامى على الألم.
- ذكرتِ في مقابلة أن إرجاع الأراضي الكويتية كان برغبة من الدول الكبرى، وأن الحادثة لو وقعت الآن، لكان يصعب أن يتكرر هذا الاتفاق، لماذا تشكَّل هذا الرأي لديك؟
– هذا صحيح، لأن كل أزمة إقليمية ودولية يجب أن تنظر لها في وقتها. كان هناك توافق آنذاك بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأميركية. أما الآن، فمصالح الدول تغيَّرت، وصعب أن يكون هناك توافق في بعض الأمور.
المشاركة منوه العجمي
- ما المعوقات، التي واجهتكِ خلال عملك الدبلوماسي خارج الكويت؟
– لا أذكرها لأنني تخطيتها، لكنها كانت كثيرة بصراحة.
- ما هي نصيحتك للمرأة الكويتية التي تود في العمل في وزارة الخارجية الكويتية؟
– تأكدي أن هذه رغبتك، ويجب أن تعرفي إمكاناتك.
المشاركة نبيلة عرب
- كيف استطعتِ التغلب على التحديات السياسية والاجتماعية؟
– حياتي العملية كانت صعبة، لكنها عفوية، وقد أكون محظوظة أيضاً لأن الزمن والأهل ساعداني، وساعدني أيضاً الشيخ صباح الأحمد رحمه الله بنظرته الأبوية، وهو من شجعني على الالتحاق بالوفد الدائم في نيويورك عام 1978 وشغفي أيضاً كان مهماً، لأنه كان الحافز لي، وحتى الآن بعد التقاعد مازلت أتابع الأحداث الدولية واللقاءات الصحافية المهمة.
- برأيك كيف ساهم الحراك في نيل المرأة الكويتية حقوقها؟
– كانت تجربة حراك طويلة ومازالت مستمرة، وعلى سبيل المثال كان هناك حراك في القانون أيضاً، وقبل فترة بسيطة رأينا أول مرافعة لوكيلة نيابة كويتية في المحكمة، فالحراك مستمر وحقق ويحقق أهدافه ويحاول أن يتغلب على المصاعب.
المشاركة ريم أسد
- المرأة الكويتية بحاجة إلى من ينصرها، هل ستدعمين المرأة الكويتية في المستقبل؟
– أنا لا أصلح أن أكون نائبة، ولا أحب أن أكون في الواجهة، لكن بالخلف موجودة، ويجب أن أنوه بأن العمل بهدوء يحقق نتائج جيدة.
- ما التحديات التي تواجهها المرأة الكويتية من وجهة نظرك؟
– كل التحديات، المرأة ليست فقط بالكويت إنما في كل مكان، ورأيتها في كثير من الدول العالم، فالغضب موجود، والتفرقة موجودة، وأعتقد أن هذه ظاهرة اجتماعية عامة في الكويت وخارجها، وهو مثل الفيروس الذي نواجهه الآن.
- هل تعتقدين أن هذه التحديات ستنتهي؟
– يعتمد هذا على همتهن، ونصيحتي الاستمرار في العمل.
المشاركة عفاف العوضي
- ذكرتِ في هذا اللقاء احتواء عائلتك لك، لديّ فضول لأسألك عن نشأتك وأهلك وعن طفولتك، وما الذي تحبين أن تذكريه لنا من هذا الجزء من حياتك؟
– نشأت في عائلة كبيرة نوعاً ما، كنا عشرة، خمسة أولاد وخمس فتيات، وكنت أصغر الفتيات، وهو موقع صعب قليلاً والكل يأمرني (اعملي هذا واعملي هذا..) وعمّات أيضاً في نفس المنزل ونفس النشأة، فكان هناك الكثير من الناس على راسي.
- من الشخص الذي تشعرين أنك أخذتِ من صفاته أكثر الأم أم الأب؟ وماهي الصفة التي شعرتِ أنها ساعدتك في صقل ذاتك؟
– لا أستطيع أن أحكم لأنني تربيت والكثير من الناس كانوا من حولي فإحدى أخواتي كانت دائماً تحرص على أن أقرأ الكتب وتأتي وتسألني عن الكتاب والكاتب، فجعلتني أستوعب أهمية الثقافة العربية والأجنبية، يعني أنا أذكر في سن مبكرة جعلتني أقرأ وتسألني، قرأت دوستويفسكي وتولستوي وغيرهما، وأقول لها إنني لست مستوعبة، لكنني قرأتهم ولم أكن حتى مراهقة بعد، كنت في بداية مراهقتي.
- لو كان هناك قانون تستطيعين تشريعه ومن الضروري أن يلتزم به كلل الناس به فماذا سيكون هذا القانون؟ ولمَ؟
– قانون المعرفة، العلم أولاً، العلم ثانياً، والعلم ثالثاً، وهي مسيرة لا تنتهي ولا تقتصر على أن أعلم كيف أقرأ وكيف أكتب، أنا أقرأ حتى أستوعب وأقرأ حتى أقرأ المزيد، بالنسبة لي هذا الموضوع مهم جداً.
- سؤالي الأخير لك، قلتِ في أحد اللقاءات «التأخير في الاعتذار مكلف»، ممَ تعتذر نبيلة اليوم؟
– أعتذر من ربي إذا قصّرت، هذا إعتذاري الأكبر، ولكن لا أندم على أي شيء عملته، لكنني أعتذر إذا عملت غلطة ولم أكن واعية بها.
المشاركة ساشا مراد
- بحكم مهنتك كسفيرة للكويت، فمن الطبيعي أنك استكشفتِ ثقافات متنوعة وتعاملتِ مع مجتمعات مختلفة في أكثر من 12 دولة أثناء العمل والعيش في الخارج، ما أكثر بلد أعجبك بين كل البلاد التي زرتيها؟
– في العمل بوظيفة مثل وظيفتي أو أي وظيفة أخرى يوجد ميزانان وهما ميزان الحياة المهنية وميزان الحياة الشخصية، والمكان الذي رأيت فيه نوعاً من التوازن الأقرب هو كان في فيينا حيث كانت الحياة العملية والشخصية نوعاً ما متوازنتين.
- بالنسبة للقضايا التي شاركت بها في المؤتمرات والندوات، سواء كانت قضايا الحروب، المرأة، التنمية وحقوق الإنسان، ما أكثر قضية كانت قريبة إلى قلبك أو كنت مهتمة بها شخصياً وأعطيتِها وقتاً أكثر من غيرها؟
– أكثر قضية مازال لدي اهتمام بها هي «الحد من التسلّح»، كان اهتمامي منذ البداية بهذه القضية، وعندما أنجزت أطروحتي في الجامعة الأميركية في بيروت كان موضوعها «إنشاء منطقة خالية الأسلحة النووية في الشرق الأوسط»، وهذا الأمر كان قبل بدء الموضوع في الأمم المتحدة.
المشاركة هبة نور الدين
- خلال بحثنا وتحضيرنا لهذه المقابلة لفتتنا لقاءاتك مع العديد من الشخصيات المؤثرة سواء في الكويت أو في الأمم المتحدة أو حتى في العالم أجمع، أخبرينا عن أبرز ثلاث شخصيات التقيت بها أثّرت بك وتركت انطباعاً قوياً لديك؟
– سأعدد لك أهم الشخصيات لكن ليس بالترتيب، من أهم الشخصيات نلسون مانديلا لأنه كان رمزاً للكفاح من أجل حقوق الإنسان في جنوب إفريقيا، أيضاً رئيس جمهورية ناميبيا الأسبق سام نوجوما، لأننا كنا نناصر قضية استقلال ناميبيا.
- هل هناك شخصية ثالثة أثّرت بك؟
– نعم، أنا دائماً أذكر أستاذي الفاضل في الجامعة الأميركية في بيروت، إنه د. وليد الخالدي.
- مثلما تركت الشخصيات التي تم ذكرها تأثيراً وانطباعاً، ما الانطباع الذي تسعى السفيرة نبيلة الملا إلى تركه أينما حلّت؟
– أحب أن يكون انطباعاً متواضعاً، لكن كبيراً بالأمل في أن الشباب الذين أتكلم معهم وأحاورهم يستوعبون أن المسيرة طويلة، ويمكن أن تكون صعبة، ولكن من الضروري أن يكون لديهم شغف بالحياة.
المشاركة سهير رفاعي
- سعادة السفيرة أريد أن أقوم معك باسترجاع شريط الذكريات المتعلقة بمدينة بيروت، ما أكثر شيء تستذكرينه من هذه المدينة؟
– الحوار الثقافي كان دائما موجوداً في الأنحاء كلها في الجامعة الأميركية في بيروت، مطعم فيصل حيث ترين كبار الشخصيات، وكان مسموحاً أن يذهب الشخص ويتحاور ويتكلم معهم ويستمع لهم، يعني نحن كنا صغاراً فننظر إليهم بإعجاب ونسمع للآخرين.
- سعادة السفيرة، الموضوع الراهن في لبنان، كدبلوماسية برأيك ماذا يجب على الدبلوماسيين اللبنانيين فعله لإعادة إحياء العلاقات التي قُطعت بطريقة مباشرة أو غير مباشرة مع الدول الصديقة؟
– الموضوع لا يتعلق بالدبلوماسيين، الموضوع يتعلق بمن هو في موضع الإدارة والحكومة.
الدبلوماسيون يتّبعون الإرشادات والتوجيهات من المسؤول في الموقع الرئيسي، فالدبلوماسي ليس بشخصية حرّة في أن يعمل ما يرغب، فالأصل يرجع إلى الحكم نفسه، هو الذي يصلح نفسه.
المشارك عبدالله المدفعي
- يا زينة ذكريني لي غيّبتني بحور وبشوق ناديني يمكن الدنيا تدور… أهلاً وسهلاً بك سعادة السفيرة على متن خطوط طيران الخليج المتجهة إلى البحرين… أول سؤال سيكون: ما الخواطر التي تشعرين بها عندما تسمعين بالبحرين؟
– أهل البحرين أهلي وأتمنى زيارتها مرة ثانية.
- لو خيروك أن تختاري إحدى الدول الخليجية لتمثلي الكويت فيها، فأي دولة ستختارين؟
– أنا تقاعدت الآن وكل الدول العربية لها ميزة، لكنني سأقول لك عن دولة واحدة تجرأت أنا حين كنا في حوار مع الشيخ صباح الأحمد رحمه الله وقال: «أنا عندي بعض المواقع الشاغرة ومحتاجة سفراء هناك»، فقلت: طويل العمر، ما يخالف أنا أرضى أروح لبنان، فقال لي: إلا أنت ما تروحين لها.
- بما أننا اقتربنا للبحرين، رابطة حزام الأمان… السؤال الأخير الآن، بدأنا الهبوط التدريجي للسؤال الأخير، حملتِ حقيبتين سعادة السفيرة، الأولى هي الحقيبة الدبلوماسية، فماذا عن حقيبة القلب،كم مرة طرق الحب قلبك؟
-كل يوم، كل يوم، عندما أراكم أحبائي، طبعاً لا نستطيع العيش دون الحب، حب الآخرين والأولاد الموجودين عندنا فالحمدلله، أنعم الله عليَّ بأشخاص أرى الحب في عيونهم، وأنا أبادلهم الحب دائما.
المشاركة جنان نبعة
- قلتِ في المقابلة خلال حوارك مع زميلتي فاطمة أنك تؤمنين بأن الحياة يجب أن تمضي وستمضي، وخصوصاً في ظل الجائحة، وأنه يجب أن نتطلع إلى كيفية تخطيها، أخبريني أكثر كيف استطعت انت أن تتخطي هذه الجائحة، لاسيما في ظل تغيير القواعد الاجتماعية، وأهمها لبس قناع الوجه.
-لبس الكمامة ليس بالأمر الجديد، أنا عندي إحدى بناتنا دائمًا كانت تقول: «خالتي يجب عليك أن تلبسي الكمامة» في أيام عادية، هذا الكلام أي قبل الجائحة، وكانت دائماً تتذمر من التلوث في لندن، فكانت طول الوقت تلبس الكمامة عندما نخرج من المنزل، ففكرة الكمامة لم تكن شيئا غريباً علي.
- بالحديث عن تجربتك مع الطلاب، أخبرينا أكثر في ظل خبرتك مع الطلبة والتفاعل والتواصل، برأيك ما الفرق بين جيل الصحيفة وجيل التيكتوك؟
– إذا أردت أن أكون قاسية، فإنني أعتقد أن الجيل الحالي نوعاً ما بليد، وأصبحت المعلومة لديهم نوعاً ما سطحية وهزيلة ومختصرة، وإذا كانت بصيغة تويتر يكون أفضل، هذا ما يزعجني قليلا بالنسبة لثقافتنا اليوم.
- بالحديث عن الأدوات التي تساعد الشباب للثقافة أخبريني ما رأيك بما تقدمه لابا؟
– فتح الآفاق ومنح الشباب الفرصة لكي يعلموا أن هناك مساحة أكبر من المساحة التي يعرفونها، وهذا مهم في أن يصبح لدى الانسان هذه الثقافة العامة والتواصل، لأنني دائماً أقول إننا ليس فقط في الكويت، وليس فقط في بيروت وليس فقط في عمّان، يجب أن يكون هناك هذا التواصل والاحتواء، أن نرى شباب اليوم يحتوي بعضهم بعضاً، وهذه ميزة، ففي المستقبل إن شاء الله ترون بعضاً في أعمالكم القادمة.