بجرأته المعهودة.. العاهل الأردني يضع النقاط على الحروف… هل سيبقى العالم يتفرج أم سيسارع لإيجاد حلول تنقذ لبنان من مغبة الحروب الطائفية والأخطر حروب الجوع ونقص العلاج؟

النشرة الدولية –

صالح الراشد

بصراحته المعهودة وجرأته في التعامل مع الأحداث، تحدث العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين عما آل إلية الحال في الأردن لقناة ” CNN” الأمريكية، وهذه الطريقة هي التي تجعل الملك اقرب واقرب إلى قلوب الاردنيين، ولم يقف الملك خلف الكلمات الرنانة والتي تحمل العديد من المعاني ، فجاء حديثه كالشمس في كبد السماء لا تخفى إلا على كل ضرير، ورفض الملك توجيه التهم حول قضية الفتنة لأي جهة خارجية، وأكد انه شأن داخلي لكنه مخيب للآمال، وبالتالي رفض زج الاردن في خلافات مع دول شقيقة، كون توجيه الإتهامات لن يعود بالفائدة على الاردن، وهذا ذكاء كبير من الملك الذي استطاع أن يجمع حوله الجميع ولم يقم ببناء العداءات بل أعطى الجميع فرصة لتناسي أخطائهم بحق الاردن والعمل على بناء علاقات سوية قائمة على تبادل العمل المشترك، وظهرت رسالة الأردن العربية الباحثة عن وحدة الشعوب والقرار وأنها رسالة عظيمة تجمع ولا تفرق.

درس للمستقبل

وحول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أكد العاهل الأردني، أن ما حصل خلال الاسابيع الماضية شكل صحوة للجانبين من عواقب عدم التقدم للأمام، وهذه رسالة تحمل العديد من المضامين الهامة وأن الأمان الذي يبحث عنه الكيان لا يمكن أن يحصل إلا من خلال المحادثات والوصول إلى السلام المشترك الذي يرضي الطرفين، وبالتالي على الصهاينة أن يتنبهوا لهذه الرسالة كون الداخل قابل للإنفجار، وهذا بحد ذاته قد يشكل نهاية دولتهم، كما ان الضغط المتواصل على الشعب الفلسطيني سيجعل الحياة والموت يتساويان عند الفلسطينين، وبالتالي ستكون حرب شعواء لا رابح فيها، لذا فإن ممارسة القهر والعقوبات الجماعية لن تؤتي بثمار الأمان والسلام، وأن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لجلب السلام والأمان للمنطقة، وعلى الصهاينة أن يعوا الدرس جيداً كون التكنولوجيا الجديدة في الحروب لا تجعل اي منطقة تنعم بالأمان بفضل الصواريخ إلا عبر بوابة المحادثات الجادة والصادقة، وهذا يعني ان على بينت أن يتخلى عن حلمه بالدولة الصهيونية مع العلم أنه ليس بالرجل المناسب لمرحلة السلام.

الأردن هو الاردن

وأكد الملك ان الاردن هو الاردن، وهذا يعني أنه لن يكون مركزاً للاجئين وبالذات الذين يبحث الكيان الصهيوني عن تهجيرهم من فلسطين صوب الأردن، فالأردن يضم العديد من الأعراق فيما الفلسطينيون يريدون ارضهم وبلادهم ورفع راياتهم فوق بيوتهم ومؤسساتهم، كما أن القدس لا يمكن أن تكون تحت سيطرة الصهاينة كونها مدينة للعالم أجمع وبالذات اصحاب الرسالات السماوية، ولم تكن حكراً لديانة واحدة مدى التاريخ، لذا فإن لها تعامل خاص ولن تخرج من الوصاية الهاشمية كونها الأقدر على إدارتها والحفاظ عليها، لذا فالأردن حدد الخطوط الحمراء في التعامل مع قضايا التهجير وحل الدولتين.

العلاقات مع أميركا

وبين الملك ان المرحوم باذن الملك الحسين قد علمه احترام منصب الرئيس الأمريكي وهذا لا يقتصر على الولايات المتحدة لوحدها، وهذا أمر جعل العلاقة الأردنية الأمريكية سلسة لتكون المباحثات والصورة الأردنية هامة وناصعة في البيت الأبيض ومبنية على التفاهم والإحترام المتبادل، وبالذات مع الرئيس بايدن كونها علاقة قديمة مع الملك وولي العهد، وهذا يعني ان هناك تفاهم أردني أمريكي لكن وباء كورونا قد يغير الخطط المطروحة.

لبنان في خطر

وتطرق الملك لقضية لبنان وما يحصل في هذا البلد العربي من أزمات إقتصادية، وبالتالي كان السؤال الأهم، ماذا سيفعل العالم في حال وصول الأزمة إلى مراحل متقدمة وصعبة؟، فهل سيبقى العالم يتفرج أم سيسارع لإيجاد حلول تنقذ لبنان من مغبة الحروب الطائفية والأخطر حروب الجوع ونقص العلاج؟، وعندها لن تكون المنطقة بأمان كون كل جهة لها من يقف معها، وبالتالي سيصبح الوضع أصعب والإنزلاق صوب الهاوية اسهل، وربما نقول ربما تقوم دول محددة في الإقليم بصناعة المعوقات لعدم سيطرة اللبنانيين على بلادهم، لتصبح الفرصة سانحة لهذه الدول للسيطرة على لبنان وحصتها في غاز المتوسط، وعندها فقط سيصحوا اللبنانيين وهم يبكون دماً وتصبح الدولة التي تبيض ذهباً وغازاً لمن يتحكم في من يحكمها من لبنانيين، لذا على العالم أن يتحرك مسرعاً حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة، وبالتالي فإن رسالة الملك جاءت في وقتها المناسب لضمان الهدوء النسبي في المنطقة قبل أن يتفجر الوضع بصورة يعجز الجميع عن السيطرة عليها.

استغلال الأوضاع الداخلية

ووضح الملك نقاط هامة في أهداف البعض بالبحث عن الشعبوية من خلال طرح مظالم الناس لتحقيق أجندات شخصية وبطريقة لا تعود بالفائدة على الوطن، وأصل الاشياء أن لا يتم طرح المشاكل بصورة علنية إلا إذا امتلك من يطرحها الحلول المناسبة، إذ ربما يكون الوضع الحالي هو الحل الوحيد، وبالتالي بدلاً من البحث عما يسعد ويريح الشعب يتم زيادة الإحتقان، ويظهر هذا الأمر جلياً عند العديد من رجال السياسة والإقتصاد والإعلام، حين يعقدون المشاكل بطروحاتهم، وهنا يجب على من يستمع إليهم أن يسألهم عن الحلول، فالأخطاء يشاهدها الجميع فيما الحلول يصنعها المختصون والعباقرة، والمحير أن البعض يحاول القفز فوق قضايا الناس مبعدين أنفسهم عن تحمل مسؤولية البحث عن حلول.

 

وبين الملك عبدالله الثاني بن الحسين أنه كان يسعى لحل قضية الفتنة بهدوء لكن التسجيلات جعلت القضية تُظهر للعلن.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى