البواق والبغال الحردة!
بقلم: فادي غانم
النشرة الدولية –
الثأئر
تشكلت الحكومة؟ لم تُشكّل!!!
لا تنازل عن الصلاحيات، لا تنازل عن حقوق الطائفة! الدولار ارتفع! هبط الدولار؟ عبيت بنزين؟ عطاك البنك الف دولار بسعر ٣٩٠٠ ليرة (يعني فعلياً ٢٠٠ دولار وسرق الباقي) ؟ عطيوك بطاقة تمويلية ؟؟؟
هذا حال المواطن اللبناني اليوم يُذكرني بقصة حدثت للجيش العثماني المهزوم اذبان الحرب العالمية الأولى.
يُقال عندما إنهزمت الدولة العثمانية في مصر مقابل الجيش الإنكليزي والأسترالي، إنسحبت قواتها بدايةً إلى فلسطين، ثم تعرّضت لهزيمة أُخرى في معركة بئر السبع (١٩١٧)، فإنسحبت قوّاتها إلى لبنان ، بغية إنتقالها الكلّي إلى تركيا، وما أن وصلت القافلة المنقولة على البغال إلى جبال لبنان حتى حردت البغال ولم تقوى على التقد بسبب التعب وقلة الطعام، فجلس قائد الفرقة يفكر في طريقة لجعل البغال تتقدّم ، لكنه فشل وبقيت محاولاته دون جدوى . فتقدّم منه بوّاق الفرقة وعرض عليه بأن يقوم هو بمحاولة ما ليجعل البغال تتقدم، وبعد كلام طويل وافق قائد الفرقة لأنه لم يكن لديه أي حل آخر.
عندها تقدّم بوّاق الفرقة مسافة إلى الأمام من البغال المتوقفة، وأطلق بوق الطعام، فأسرعت البغال وتقدمت مسافة لكي تأكل، لكن لم يكن هناك شيء للأكل، ثم بعدها أطلق بوقاً ثانياً للشرب، فأسرعت البغال لتشرب، ولتجد أيضاً أنه ليس هناك شيء للشرب، وأكمل البوّاق على هذا المنوال من بوق أكل الى بوق شرب، من جبال لبنان حتى تركيا، حيث وصلت البغال دون أن تشرب أو تأكل أي شيء…”
وهذا هو حالنا اليوم مع بواق “السلطة”… كل يوم تطلق بوقاً جديداً والمواطن «بيصدّق وبيمشي». يوماً بوق المعونات الغذائية، ويوماً بوق الدواء وتقديم خدمات طبية، ويوماً بوق البطاقة التمويلية (الانتخابية)، وبعده بوق توزيع المازوت ، وثم بوق النفير الطائفي وحماية الحقوق، وهكذا دواليك، إلى ان تصل قافلة الشعب إلى الانتخابات النيابية الموعودة، منهكة جائعة عطشى، فتنقاد بسهولة إلى راعيها حيث يشاء وكيفما يشاء.
وربما الى ما بعد بعد جهنم …
توصلوا بالسلامة!!!!!