وزير الخارجية الأميركي: الكويت أظهرت حُسن القيادة في حلّ الأزمات الإقليمية والمحادثات النووية لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية والكرة في ملعب إيران

النشرة الدولية –

أكد وزير الخارجية ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي، الشيخ د.أحمد ناصر المحمد أن هناك توافقا وتطابقا للرؤى بين الكويت والولايات المتحدة الأميركية بالنسبة للقضايا الإقليمية والدولية، وذلك انطلاقا من إيمانهما بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وقال الشيخ د.أحمد الناصر في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عقد بمناسبة زيارته الرسمية للبلاد «تشرفنا بلقاء صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد واستمعنا أثناء لقاء سمو الأمير إلى توجيهات سموه بإيلاء العلاقات الكويتية – الأميركية كل العناية والاهتمام اللازمين».

ولفت الناصر إلى أهمية استذكار أن هذا العام يصادف ذكرى مرور 60 عاما على العلاقات الديبلوماسية بين البلدين الصديقين وكذلك مرور 30 عاما على تحرير الكويت، مبينا أن زيارة بلينكن للكويت – وهي الأولى له كوزير خارجية – تأتي قبل أيام معدودة من ذكرى الغزو العراقي الغاشم إذ تجلى بشكل واضح الموقف الأميركي الحازم والصلب في تحرير الكويت وعودة الشرعية لها.

وأضاف ان الدماء الكويتية والأميركية امتزجت في حرب تحرير الكويت، مستذكرا كذلك الدور القيادي للولايات المتحدة في قيادة 39 دولة حول العالم لتحرير الكويت ما يرسخ في أفئدة ووجدان وقلوب الكويتيين جميعا.

وأعرب الناصر عن امتنان الكويت قيادة وشعبا للرئيس الأميركي جو بايدن، مستعرضا مع الحضور الجوانب العديدة التي تربط بين البلدين في مختلف المجالات.

وأشار إلى التعاون في جميع المجالات بين البلدين الصديقين، مؤكدا على ضرورة إيلاء جولات الحوار الاستراتيجي الكويتي – الأميركي أهمية خاصة وتعزيزه فيما يتعلق بالعلاقات الاستراتيجية بينهما.

وأعرب الشيخ د.أحمد الناصر عن التطلع للجولة الخامسة من الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والكويت، مشيرا إلى ما يمر به البلدان والعالم من جائحة كورونا.

وبين أنه من المفيد تبادل الخبرات فيما يتعلق بمكافحة الجائحة وكل الجوانب المتعلقة باللقاحات والتطعيم وتوزيعها في العالم إذ تؤمن البلدان بأنه لا توجد أي دولة محصنة ما لم نكن جميعنا محصنين.

وعن تداعيات أزمة كورونا على الأمن الغذائي، أوضح الشيخ د. أحمد الناصر أن هناك تعاونا بين الكويت والولايات المتحدة في مجال الأمن الغذائي ومجال قضايا التعليم بين البلدين، معربا عن فخره بمستوى التعاون الثنائي في مجال التعليم، حيث يجد العديد من الطلاب الكويتيين في الولايات المتحدة وجهة مفضلة للدراسة،

وأشار إلى جوانب تناولها في مباحثاته مع بلينكن تتعلق بالذكاء الصناعي والأمن السيبراني وتضافر الجهود الدولية بهذا الصدد، منوها بدور الولايات المتحدة في مجال تحقيق الأمن السيبراني للكويت إلى جانب مناقشة العديد من القضايا الإقليمية والدولية.

وأشار إلى أن المحادثات مع نظيره الأميركي شملت العديد من الملفات والقضايا على الساحتين الإقليمية والدولية وهناك حالة من التطابق في الرؤى ووجهات النظر بين البلدين، وذلك في إطار القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وردا على سؤال يتعلق بموقف الكويت من التطبيع مع إسرائيل، أكد الناصر أن التطبيع قرار سيادي لدى الدول ولكل دولة سيادتها الخاصة في هذا الشأن.

وقال الكويت مع الكفاح الفلسطيني منذ أكثر من 73 عاما وعشنا فترة صعبة من خلال الاعتداءات على غزة، مشيرا إلى أن الحل الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي هو حل الدولتين.

وفي معرض رده على سؤال حول تخوف الكويت من عودة ما حدث قبل 30 عاما، شدد الناصر على ان الولايات المتحدة أثبتت التزامها بأمن الكويت والمنطقة مرارا وتكرارا ولدينا اتفاقية ثنائية مع الولايات المتحدة تتعلق بأمن واستقرار الكويت، لافتا إلى أن الكويت تدعم التحالف الدولي لمحاربة داعش دعما كبيرا.

ومن جهته، أعرب وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن عن فخر بلاده بقيادة التحالف لإعادة الشرعية وتحرير الكويت من براثن الغزو العراقي، لافتا الى انه شاهد فيديو لاستقبال الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش عقب تحرير الكويت.

وأكد بلينكن ان الولايات المتحدة ملتزمة بالوقوف مع حلفائها بالإضافة لتعاونها المستمر معهم في مجال مكافحة جائحة كورونا وتعزيز الأمن الإقليمي ورأب الانقسامات وشكر الكويت على دورها وجهودها الكبيرة في مبادرة كوفاكس لتوزيع اللقاحات حول العالم.

وأشاد بدور نظيره وزير الخارجية الشيخ د.أحمد الناصر في حل الأزمة الخليجية.

وقال بلينكن إن الكويت أظهرت حسن القيادة في حل الأزمات الإقليمية، مشيرا إلى شعور الولايات المتحدة الأميركية بالفخر بالصداقة مع الكويت وسيعها الدائم لتعزيزها على كافة المستويات.

وأكد بلينكن أن الصداقة بين البلدين تتعاظم نظرا لأحداث المنطقة، معربا عن اعتزازه بهذه الصداقة والشراكة والعمل على مواجهة التحديات معا.

وثمن جهود الكويت في ترسيخ دعائم حفظ السلم والأمن الدوليين في المنطقة، لافتا إلى أن الكويت شريك حيوي في إنهاء حرب اليمن.

وأشاد بالعلاقات الكويتية – الأميركية وما تحظى به الكويت من أهمية باعتبارها حليفا قويا من خارج (الناتو) ومضيف كريم للجنود الأميركيين مما يسمح لنا بالدفاع عن شركائنا في المنطقة.

وقال ان العلاقات التجارية تواصل النمو، حيث وصلت إلى ما يقارب 4 مليارات دولار ونسعى الى زيادة هذا الرقم، ونؤمن بأن الولايات المتحدة ستكون الشريك المفضل في المنطقة وعلينا ان ننظر الى جميع ما أنجزناه خلال السنوات الماضية لتقوية شراكاتنا وترسيخها.

وأشار إلى أن عدد الطلاب الكويتيين في الولايات المتحدة الأميركية وصل إلى ما يقارب 10 آلاف طالب «وهو ثالث أعلى رقم لأي دولة في المنطقة».

وبسؤاله حول رأي الإدارة الأميركية بما تقوم به ميليشيا الحوثي من ممارسات عدوانية تجاه المملكة العربية السعودية، أكد بلينكن أن الولايات المتحدة تركز بشكل حثيث على الديبلوماسية وجهود إنهاء الحرب والمعاناة.

وأضاف: «عينا مبعوثا خاصــا ليقــود جهودنـا الديبلوماسية لإنهاء الحرب في اليمن تيم ليدركنغ وهو يواصل العمل بشكل قوي»، مضيفا «يقع العبء على الحوثيين ليتواصلوا بشكل فعال ونية حسنة لإنهاء الحرب».

وأعرب عن تقديره لجهود المملكة العربية السعودية للدفع في هذا الاتجاه، مؤكدا الالتزام التام بالدفاع عن المملكة.

وقال إن «الحوثيين فشلوا في إظهار اهتمامهم بالعملية السلمية فكل دولة في المنطقة إضافة الى أميركا تحاول التحرك في هذا الاتجاه ونود أن نرى الحوثيين يتحركون بهذا الاتجاه أيضا».

ولفت الى ان الكويت شريك حيوي في جهودنا لإنهاء حرب اليمن ولتعزيز حل الدولتين، ونوه ان الكويت والولايات المتحدة تعملان معا لمساعدة العراق على ورفع قدراتها الأمنية والاستقرار وربط العراق في الشبكة الكهربائية لدول مجلس التعاون.

وبسؤال حول الاتفاق النووي الإيراني، قال: «أجرينا دورات متعددة من الحوارات والمفاوضات في فيينا بشكل غير مباشر، فقد رفض الإيرانيون التواصل بشكل مباشر»، مضيفا: «أظهرنا مع شركائنا الأوروبيين وروسيا والصين بشكل كامل الوضوح أن لدينا النية الحسنة للعودة الى الاتفاق النووي».

وذكر أن «الكرة الآن في ملعب إيران وحقيقة الأمر أن إيران هي التي يتوجب عليها إبداء النية الحسنة»، متابعا: «نحن ملتزمون بالديبلوماسية ولكن هذه الإجراءت لا يمكن ان تستمر إلى ما لا نهاية في مرحلة ما ستكون المكاسب التي نتجت عن الاتفاق النووي لا يمكن العودة لها إذا استمرت إيران في خرق القواعد الخاصة بالاتفاق النووي».

وعن المترجمين في أفغانستان أكد بلينكن ان الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة من قدمت لهم العون خلال 20 سنة ماضية، لذلك نعمل على تأمين تأشيرة هجرة خاصة لهم ونحن نعمل على نقلهم، وتمت مناقشة هذا الأمر ونعمل على مناقشته مع حلفاء آخرين، ونتوقع وصول أول دفعة لأميركا قريبا، وتحدثنا مع بعض الدول من أجل استضافتهم مؤقتا لحين استيفاء مراجعة أوراقهم الخاصة بهجرتهم للولايات المتحدة.

وبخصوص تقليص الولايات المتحدة لمنصات صواريخ الباتريوت، أكد ان هذا الأمر خاص بـ»الپنتاغون» ولكننا ملتزمون بوجودنا بالشرق الأوسط والكويت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى