العلاقات الأردنية المغربية.. الذكرى 22 لتربع جلالة الملك محمد السادس على العرش
بقلم: د.دانيلا عدنان محمد القرعان
النشرة الدولية –
تتسم العلاقة بين المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المغربية بالتطابق والتوافق حول جميع القضايا الإقليمية والعربية والدولية، وتنفرد العلاقات الأردنية المغربية بحالة خاصة من الانسجام والتعاون والتنسيق المشترك وتشابه الكثير من التفاصيل تحديدا تلك الخاصة بالشأن الإصلاحي والتنمية الاقتصادية، مؤطرة بعلاقة استثنائية أخوية تربط صاحبي الجلالة الملك عبدالله الثاني بأخيه الملك محمد السادس. وقد بدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ استقلال المغرب في عام 1956، وافتتحت أول سفارة للأردن في المغرب في عام 1959.
ويؤكد الأردن دعمه للوحدة الترابية للمملكة المغربية. وعلى مستوى التعاون في مجال الاستثمار افتتح رئيس الوزراء المغربي أكاديمية الطيران المغربية الخاصة بتاريخ 20 أيلول 2018 وهي استثمار أردني مغربي بإدارة أكاديمية الطيران الملكية الأردنية. ووقعت بين البلدين الكثير من المبادرات والاتفاقيات الثنائية ومذكرات التفاهم وبرامج تنفيذية ومحاضر شملت: التجارة، التعاون الاقتصادي والصناعي والتقني، تشجيع الاستثمارات وحمايتها، وتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي، التعاون الإداري من أجل التطبيق الصحيح للتشريع الجمركي، والمواصفات والمقاييس وشهادات المطابقة والمراقبة الإجبارية للجودة والاعتماد، وتبادل الاعتراف بالشهادات الأهلية البحرية. ولم تبتعد العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين عن أعلى درجات التنسيق والتعاون المشترك في كافة المجالات وفي مقدمتها السياسية ومكافحة الإرهاب.
وتتميز العلاقات بين البلدين بالتشاور المستمر والمثمر والتنسيق الدائم بين قائدي البلدين، صاحبي الجلالة الملك عبدالله الثاني والملك محمد السادس، حيال القضايا العربية والإقليمية والدولية وتطابق وجهات النظر في كثير من تلك القضايا. وعلى إثر أحداث الكركارات في نوفبر 2020، أشاد صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بالقرارات التي أمر بها جلالة الملك محمد السادس، لإعادة تأمين انسياب الحركة المدنية والتجارية في هذه المنطقة. كما هنأ جلالته سابقا على نجاح تلك العملية وإعادة فتح المعبر أمام المرور الآمن للأشخاص والبضائع من المملكة المغربية إلى الدول الإفريقية جنوب الصحراء، وقد عبر جلالة الملك بهذه المناسبة عن رغبة المملكة الأردنية الهاشمية في فتح قنصلية عامة لها بمدينة العيون. وتجسد المملكة الأردنية هذه الرغبة لتضاف قنصليتها إلى القنصليات العامة التي بادرت مجموعة من الدول الشقيقة والصديقة بافتتاحها في مدينتي العيون والداخلة.
وتعتبر هذه المواقف الأردنية التضامنية والمؤيدة لقضايا المغرب العادلة، امتدادا لما دأب عليه هذا البلد الشقيق، حيث سبق للمغفور له جلالة الملك الحسين أن وجه رسالة إلى المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراهما، أكد فيها «دعم وتأييد المغرب في سائر الظروف والأحوال للوصول إلى الحق المغربي المشـروع والثابت في استرجاع صحرائه»، وقرر إرسال وفد أردني مهم للمشاركة في المسيرة الخضراء سنة 1975.
وفي سياق سياسة التضامن بين البلدين، ودعما لجهود الأردن في مواجهة أعباء استقبال اللاجئين السوريين، أمر صاحب الجلالة الملك محمد السادس بإقامة مستشفى عسكري ميداني في مخيم الزعتري بالأردن في عام2012. وارتقى البلدان بعلاقاتهما الثنائية من المستوى التقليدي إلى علاقات استراتيجية متعددة الجوانب تشمل إقامة مشاريع ملموسة في مجالات محددة كالطاقة المتجددة والزراعة والسياحة، إضافة إلى تبادل الخبرات في مجالات التأهيل المهني في التخصصات المرتبطة بقطاعات السياحة والصناعات الغذائية والبناء والأشغال العامة وإدارة الموارد المائية، وذلك تنفيذا لما ورد في البيان المشترك الصادر عقب زيارة العمل والصداقة التي قام بها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين إلى المغرب، يومي 27 و28 مارس 2019.
وينتظم التعاون المغربي الأردني في إطار اللجنة العليا المشتركة كآلية رئيسية يترأسها رئيسا حكومتي البلدين. وقد انعقدت آخر دورة لهذه اللجنة (الدورة الخامسة) بالرباط يومي 21 و22 أبريل 2016، وتوجت بالتوقيع على 16 نص قانوني ما بين اتفاق ومذكرة تفاهم وبرنامج تنفيذي، لتعزيز التعاون في مجالات مختلفة، خاصة التعليم العالي والصناعة والتجارة والبيئة والمياه.
وفي هذه المناسبة العطرة نتقدم الى المملكة المغربية وقائدها جلالة الملك محمد السادس والى أبناء الشعب المغربي بالتهنئة بالذكرى 22 لعيد العرش المجيد وتخليد الذكرى لتربع جلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين.