لا حلول في الأفق.. فهل “قفلت” دومينو الوطن؟!
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

يرافق رعب الهزيمة لاعبو الدومينو التي تشتهر بها مصر العربية، ويصل الرعب درجات القسوة من ان “تقفل” اللعبة، فعندها يتوقف المتنافسون عن الحراك ولا يستطيعون الإقدام على إضافة أي جديد للشكل الهندسي المرسوم، وعندها يجب البدء من جديد ورسم خطط مستحدثة غايتها الفوز وتجنب الخسارة، وقد “تقفل” اللعبة بحرفية لاعب تجنباً لخسارة مرعبة أو من لديه مجموع أقل، ولا يختلف حال الدومينو في المقاهي عن دومينو السياسية والإقتصاد والرياضة التي تُلعب على الطاولات الفاخرة في قصور الحُكم والقرار والفنادق، فالهدف دوماً أن يبقى الأمل وأن تستمر اللعبة أو العمل حتى النهاية لعل اللاعبين العابثين يجدون حلول، وإلا فسيتم البدء من جديد بلاعبين مختلفين يحملون لقب وزراء وقد يتطور الوضع لنجد أيضاً نواب جدد، فحين “تُقفل” يتوقف العمل والإنتاج والصراع.

 

 

وتعتبر الدول أن الركود والتوقف عن الدوران يشكلان قمة الهزيمة والفشل والشلل، كونها تُشير إلى أن منظومة العمل السياسي الاقتصادي فاشلة من بابها لمحرابها، وهذا يعني أننا بحاجة لفكر جديد وطرق تتناسب مع متطلبات العصر، كما نحتاج لقوى صاعدة جديدة بدل تلك التي دمرت السياسيات الوطنية بجهل أو بخبث، فأوقفت عجلة الدوران عند نهاية العمر الإفتراضي لقيادات كانت هي العبء الأبرز ومن صنعت الألم والوجع، ومن هنا سنعود لنظريات التجريب للبحث عن الطريق السليم كون إكمال مسيرة السابقين ضرب من الجنون، كونها “قفلت” ليكون الحل بنهج جديد ينبذ المحسوبية والجهوية والفئوية ويستغل القدرات الوطنية لأجيال الشباب لتتولى الإدارة في شتى شؤون الوطن، وفي مقدمتها الأحزاب التي تحمل لقب المخلوع الأول من الفكر الشعبي لسيطرة شخصيات محددة على قرارها منذ سنوات، بعد أن “قفلت” الأحزاب على ذاتها وتحولت لمراكز تنظير دون اكتشاف حلول.

 

وفي ظل الظرف الراهن بوجود فكر حكومي قاصر ورؤيا برلمانية ضعيفة، وهروب رأس المال للخارج بطرق مبرمجة، وتراجع رأس المال عن المغامرة في سوق ضعيف كما تسببت الأحداث العسكرية في الدول المُحيطة في إغلاق نصف الطرق التجارية، والقرارات الحكومية المحلية غير المسؤولة في إغلاق بقية الطريق بفضل قوانين متغيرة متنحية، سواء في الضرائب وارتفاع أسعار الطاقة ليشعر رأس المال بأنه قادم للمغامرة وليس للإستثمار فيرفع أصحاب رأس المال شعار ” الهروب طريق الأمان”، وهذا الأمر جعلنا نخاف أن يُطل علينا مسؤول حكومي ويقول: أيها الشعب العظيم لقد “قفلت”.

 

وقبل أن يحل هذا اليوم على صاحب القرار محاسبة السلطتين التنفيذية والتشريعية على كل قرار حمل استخفاف بمستقبل الوطن، حتى يدرك الوزراء والنواب أن عملهم هو تكليف لحماية الشعب ومن يفشل يجد الجزاء المناسب تطبيقاً للمقولة ” الجزاء من جنس العمل”، فإن عملوا خيراً فلهم جزء من هذا الخير وإن صنعوا شراً بالوطن فعليهم الشر كله، لذا يحتاج عمل السلطتين التشريعية والتنفيذية لوقفة تأمل ونقاط قياس ومحاسبة قبل الاستمرار في طريق لا ضوء فيه، ولا نسمع إلا أصوات تسير في الظلام وكل يجتهد في الإشارة لوجهة غير  معلومة، لنشعر بأننا أمام لوحة الهولندي بيتر بروغل والتي تحمل مسمى “أعمى يقود عُميان”، فهل “قفلت” أم علينا انتظار المزيد من القهر لقرارات أردنيون ينفذون أوامر البنك الدولي ولا يجرؤون على التفكير السليم ..؟!

 

 

آخر الكلام:

من أمن الحساب تاجر بمستقبل الوطن.

زر الذهاب إلى الأعلى