متاهات تطبيقاتنا.. وتخبّطاتنا المستمرة
بقلم: أسرار جوهر حيات
النشرة الدولية –
أعتقد، كما كثيرين غيري، أننا ندير أزمة كورونا بكل تداعياتها الصحية والإدارية والتنظيمية الأخرى، بسياسة التجربة والخطأ، نقر خطة ما، أو نهجاً معيناً، نطبقه، وغالباً من دون دراسة، ثم نكتشف عدم جداوه، ولعل تطبيق أو منصة مسافر خير مثال على ما عاناه المواطن الكويتي من غباء التقنية الذكية!
ورغم أن تحسين خدمات منصة كويت مسافر يُعد خطوة محمودة، فإنها مازالت دون الطموح، فدلت على ثقافة الهروب من الاعتذار وعدم جرأة الاعتراف بالخطأ التي باتت راسخة ليدنا، وهنا تكمن مشكلتنا.
ولا يبدو ملف التطبيقات الإلكترونية التي ظهرت وتكاثرت وفرخت خلال أزمة كورونا (وكأننا فجأة اكتشفنا التقنيات الحديثة) مقتصرة على منصة كويت مسافر، فلدينا كم هائل من التطبيقات، بعضها يؤدي الغرض ذاته، ولكن بطرق مختلفة، كتطبيقي مناعة وهويتي وشلونك وغيرها! فعن أي ذكاء إلكتروني نتحدث إن كان عنوانه فعلياً وعملياً «شرباكة» ومتاهة تطبيقات؟!
ورغم أن مجلس الوزراء مشكوراً قام مؤخراً بتكليف وزير الدولة لشؤون الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالتنسيق مع كل الجهات الحكومية لاتخاذ الإجراءات اللازمة نحو إيجاد إطار تنظيمي موحد للتطبيقات الالكترونية الحكومية، فإن هذا التكليف جاء بعد عام ونيّف من العمل بتطبيقات صعبت الإجراءات ولم تسهلها، أي أن هذه الإجراءات بالأساس تؤكد أننا نتبع أسلوب ونهج التجربة والخطأ، وغالباً ما يكتشف الخطأ المغردون والجمهور!
ولا أدري لماذا كنا بحاجة لفيروس كورونا حتى نكتشف أن هناك تطبيقات ذكية وإجراءات إلكترونية، وغيرها من التسهيلات في المعاملات، حتى نتجه باتجاهها، فلماذا لم تكن لدينا تطبيقات تسهل معاملاتنا قبل ظهور الأزمة الصحية؟! أين الحكومة الرقمية التي طالما نسمع عنها ولا نراها؟! ولماذا ليس لدينا قاعدة بيانات واحدة للجهات لتسهل استرجاع المعلومات! خاصة أن لا ميزانية تنقصنا ولا كوادر بشرية! بينما مازلنا نطبع أوراق المعاملات الحكومية في أكشاك خارجية ثم نقدمها للجهة في الموعد الذي حجزناه عبر الموقع الإلكتروني!
ولا يبدو نهج التجربة والخطأ على التطبيقات فقط، بل يمتد ليشمل حتى القرارات الحاسمة التي أصبحت تتخذ في أزمة كورونا، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، قرارات مجلس الوزراء بشأن الحضانات، مرة تفتح وأخرى تغلق ثم تفتح وتغلق وهكذا.
ناهيك عن البيانات الرسمية التي تخرج من الجهات وينتظرها المواطنون والمقيمون، كونها تؤثر على حياتهم بشكل مباشر، إنها تخرج بصياغة ركيكة، وأحياناً غير مباشرة، وكأن من صاغها لا يريد أن يوصل المعلومة بشكل مباشر وسلس لرجل الشارع العادي، فحتى البيانات الحكومية أصبحت بحاجة إلى بيانات توضيحية، هذا فضلاً عن ناطق رسمي للحكومة، يخرج بمؤتمر مباشر على الهواء.. ولا يملك المعلومات الكافية ليجيب الصحافيين بشكل متكامل، بينما مازلنا لا نعرف لماذا لا يخرج الوزراء أنفسهم ليشرحوا لنا ماهية قراراتهم؟!