تدعونا أنفسنا إلى خلوة
بقلم: آسيا توايتي
آسيا توايتي
النشرة الدولية –
كثيرا ما تدعونا أنفسنا إلى خلوة ذاتية لا يدخل فيها ثالث و كأن رسائل كثيرة جاءتنا عاجلا و لا بد من قراءتها و الرد عليها كلها في أقرب وقت ..لا وقت لدينا للتفكير ، لدينا مسائل عالقة و علينا تقديم الحل في كل منها…و في انتظار معجزة تحدد نوعية الرد و أساليبه، تغمرنا الوحدة …
من سيعيننا و من سيرد علينا و على من سنرد أولا …
لا سبب لدينا للرفض و لا أسباب للقبول …هل نحن مهووسون أم لمجرد حبنا لهذه الاغنية الطريفة ندندن …
حرية ، حرية ، حرية …
يردد والدي هذه الكلمات و يؤكد دائما «مافماش خير مالحرية »!
أما أنا فأستخدم الريشة القديمة لأكتب و أستعير أوراقا من رف خاص بجدي و لا تستجيب لي القريحة ، لأنني لست حرة !
إستفقت على صوت إذاعي ينطق يزلزل ركودي و يدعوني لأنطلق …
أرتدي مسرعة حذائي الرياضي و فعلا أبدأ بالسير …
و أردد :
لا أستحق…
ربطة عنق رجالية
أنا أنثى !
أستحق السير وحدي
كإنسية
أنا أبكي …
بلى كفي
لا روح بين الأزواج
تستحق أن ترثى ..
أنا أنثى …
أستحق أكثر …
أن أبقى حرة …
يأتيني أبي في المنام ، يمسح أدمعي و يقول…
و يغني « ألا انهض و سر في سبيل الحياة …فمن نام لم تنظره الحياة !»