نحن لسنا بخير.. والمطلوب عبور آمن للأزمات..!!
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
الوطن ليس بخير ومن يروج بأننا على الطريق القويم واهم سقيم، فما يحصل موجع ومؤلم ويُشير إلى وجود اختلالات إقتصادية إجتماعية ثقافية ليست وليدة الصدفة، فخلال فترة محدودة تنقل المواطنون بين كوارث في القرار السياسي والاقتصادي لم تخطر ببالهم، ومصائب جمة كلها بسبب عدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، لتتوالى الأحداث المؤلمة والتي توقعنا على إثرها تَغَير في الشكل الحكومي أو إقالة الحكومة، فما يجري من تسيب وانحلال وقتل وتهاون بأرواح المواطنين كان ثمار فشل إدارة المؤسسات العامة، وعدم امتلاك الحكومات المتتالية إستراتيجيات ثقافية إعلامية إقتصادية للنهوض بالوطن، وإصرارها على نشر الضباب للعمل بالخفاء، لذا لم تُشرق شمس التغيير والنهضة بعد.؟
فالحكومات ليست بريئة مما حصل ويحصل في الوطن، فهي الذراع التنفيذي لحماية الشعب حتى من نفسه، والحماية الأفضل تتمثل بعدم وقوع الجريمة والكوارث، وليس القدرة على معاقبة المجرم بعد الحدث المؤلم، لذا تاه المواطنون وأصابهم الإحباط والرعب وهم يتابعون مسلسل متواصل من الاحداث الكارثية في عصر الحكومة الحالية، وهنا قد يقول أحدهم أنها حوادث فردية سببها الجهل والعصبية والتسرع، فما شأن الحكومة في هذه الأفعال البشعة؟، وطبعاً لن أختلف مع أصحاب هذا الفكر بفردية الحوادث، لكننا نعلم إن من أمِنَ العقوبة أساء الأدب وتمادي في غيه وتنمر على الآخرين، ومن شعر بالفراغ بسبب البطالة والنفقات المتزايدة سيقترب من الانفجار، ومن يبحث عن المال السريع لا يهمه حياة المواطنين فيقدم رفاهيته الشخصية على احتياجات الوطن، وفي جميع القضايا التي أرقت المجتمع اكتفت الحكومة بلعب دور المراقب ولم تصل لعمق القضية والأسباب، فقد كان عليها أن تُشكل فِرقاً فاعلة لدراسة الأسباب التي أدت إلى انتشار روح الجريمة والاستهتار بالمجتمع، للوصول إلى حلول جوهرية للحد من الاختلالات المتزايدة، لكن الحكومة كغيرها من الحكومات استفادت من هذه القضايا بإشغال الرأي العام وتمرير اتفاقية الغاز ثم مبادي الطاقة مقابل الماء وأخيراً البوابة القديمة الجديدة.
ونشعر ان الحكومة تدفعنا بقوة صوب الجدار الصهيوني ليكون الحل لإخراج المواطن الأردني من مآزقه المتعددة، ويبدو ان المعاناة ستستمر لحين الانتهاء الكُلي من المشاريع المشتركة في الغاز بالشمال والطاقة مقابل المياة ومشروع نيوم الذي ستكون مساحات من الاراضي الأردنية جزء منه وأخيراً بوابة الأردن، ويروجون لأن الحياة ستكون أفضل للمواطنين بعد التطبيع الشامل مع الصهاينة بشراكات عربية ليكون القادم كما وصفوه بالأجمل الذي لم يأتي بعد، وعندها سيغادر الطاقم الوزاري ويأتي غيره لإكمال بقية المهمة.
وظننا والظن في هذا العصر إثم كبير، بأن جيش الموظفين في مؤسسات الدولة قادر على صياغة إستراتيجية لحماية المجتمع بثقافة الممكن المبنية على الحوار، وإلهام الشعب لطرق تساعدهم في عبور الأزمات الحالية التي تؤرق الجميع باقل الخسائر الممكنة للنجاة بالوطن والمواطن، وللحق هذا أمر ليس بالمستحيل اذا توفرت الرغبات، وندرك أن المواطنين الإيجابيين سيواجهون الصعاب في ظل التنمر الذي تمارسه الحكومة على الشعب، بفضل تعاملها بسياسة العصى التي أظهرتها للشعب بقاراتها الأخيرة، وبالذات حين إعلان قرار رفع أسعار المشتقات النفطية بتولى الإعلان عنه من خلال وزارة غير معنية، وكان على الحكومة أن تعهد الأمر لوزارات مختصة تعمل على إظهار أنها تتخذ القرار وهي مجبرة على ذلك، ليشعر المواطن أنه يواجه حكومة غير معنية باستقرار المواطنين، وسبب ذلك أن الفريق الوزاري بجميع أعضائه يشعرون أنهم فوق الشعب فكراً وعلماً ومعرفةً، وأن العلم انتهى تحت أقدامهم ليقتل هؤلاء عنوة لغة الحوار، لذا على الحكومة أن تُسارع للجلوس مع مفكرين وفلاسفة والاستماع إليهم لعل فريقها الوزاري يعدل من سلوكه، ويصبح قادر على بناء ثقافة الحوار ونشرها في مجتمع أصبح في غالبيته أسير الفكر الأحادي، أقول لعل..!!
آخر الكلام:
لا يوجد كلمات أخيرة في قضايا أوجاع الوطن، ولكن تبقى كلمات قصيدة “نشيد الصعاليك” للشاعر الاردني الكبير حيدر محمود النبراس الذي يشعرنا بخطورة ما يجري وتقصير القائمين على خدمة الوطن، حين قال:
لا يخجلون، وقد باعو شواربنا
من ان يبيعوا اللحى، في أي دكان!
فليس يردعهم شيٌْ، وليس لهم
همّ سوى جمعِ أموال، وأعوان