إلى هؤلاء. .”أنتم عار على الوطن”
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

يُريدون منا أن نصمت ونغلق أفواهنا ونكسر أقلامنا، يُريدوننا منافقين من طراز رفيع، فهم يبحثون على أن نكون أتباع لهم، فنسالم من يسالمون ونحارب من يحاربون، يُريدون أن نقتبس التاريخ من أمجادهم والمستقبل من شعاع فكرهم، يأمرون دون أن يطلبوا لأن علينا أن نفهم ما يجول في عقولهم المتبلدة ونعرف مغازي نظراتهم الوقحة، يُريدوننا أن نتسابق لنصافحهم ونقبل أيديهم ونرفع أيادينا بالدعاء على منافسيهم وبالثناء على جهودهم، وصلوا مرحلة جنون العظمة رغم قزامتهم وارتفعوا فوق الآخرين رغم وضاعة فكرهم.

 

يعتقدون أنهم أصحاب الرؤى والفكر والنهج القويم ومن يجب أن تأتيهم المناصب صاغرة ذليلة، ويجثوا الشعب على ركبتيه حتى يرتضوا إدارته، فهم يعتقدون ويتوهمون بأن الوطن دونهم لا شيء، وأن المؤسسات التي مزقوها بجهلهم وحولوها لمستعمرات من الفساد الوطيفي ستنهار ان تركوها، وذهب ببعضهم الحمق إلى الإعتقاد بأننا سنعود لنسكن الكهوف ونأكل اللحم دون طهي ونعود لعصر الانسان الأول إن ابتعدوا عن المناصب، يتوهمون ويعتقدون ويظنون وان بعض الظن إثم بأنهم يفهمون، وهذا أكبر الآثام في تاريخ الوطن.

 

هذا المرض لا يقتصر على فئة معينة، فانتقل من عِليةِ القوم لصغار الموظفين، الذين وجدوا أنفسم في مواقع المسؤولية لأسباب غير قانونية وأخرى ليست أخلاقية، فيتوهمون كمن جاء بهم أنهم سيعلون البنيان ويرتقون بحياة الإنسان، وطبعاً يحققون الإنجاز والإعجاز فيعلون بنيان بيوتهم ويرتقون من منصب لآخر مدمرين مؤسسات الدولة، كما يُطورون الموظفين ومن يسير في ركبهم ويجعلونهم يتطورون من عبد إلى عبد متقدم فعبد مقرب فيما هم يسعون لهذه الدرجات من العبودية عند أسيادهم الذين ليسوا من أسياد الوطن وليسوا بحجمة بل اسياد أنفسهم النهابين لوطن الخيرات.

 

هؤلاء جميعاً يتنكرون لمن هم افضل منهم ولمعارفهم، فيغلقون الهواتف في وجوههم حتى يصنعوا لأنفسهم هالة قوية، ويجعلون الوصول اليهم شبه مستحيل لمنح أنفسهم صورة بأنهم متميزون، وعندما نُشاهد وضع الوطن ندرك أنهم مجرد أكوام من الفاسدين ناقصي الفكر والخبرات ينهبون الوطن بكل اركانه، فالوظائف والمناصب لمن يُريدون والأموال توزع كما يشاؤون والقرارات تسير في ركبهم حيث يكونون, لذا لا يتركون للشعب نقيرا، ولو قدر لهم الحصول على دماء الشعب وبيعه لما رفضوا، فهم نوع متحور جديد ومتطور من “دروكولا”.

 

لجميع من يشك بنفسه من هؤلاء السياسيين والوزراء والنواب والأعيان واقتصاديين ومثقفين ورياضيين وإداريين، ومن يشكون بأنفسهم بأنهن نهبوا حق الآخرين وصعدوا على أكتاف من هم أكفا منهم، أقول لهم جميعا:”أنتم عار متنحي على جدران الوطن” الذي سيظل شامخاً فيما أنتم زائلون وجهلكم سينتهي وستشرق شمس الحرية والمعرفة لتزيل ضباب حقدكم على أهلكم، وسيعود الوطن أخضر ينعم الجميع بخيراته فيما أنتم ستتوارون وتصبحون ذكرى سيئة ليقول لكم الجميع:” أنتم عار على وطن النشامى”.

_ _ _ _ _ _ _

  • لا أقصد شخص بذاته إلى من شك بذاته فهو أدرى بفساده من الجميع، وبالتالي هو يتهم نفسه ويكشف فساده للجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button