العرب والأكراد.. وحقائق الأمور!!
بقلم: صالح القلاب
النشرة الدولية –
حتى لو أنّ الثلاثة الرئيسيّين، رئيس الدولة العراقية ورئيس الوزراء ووزير الخارجية، أكراداً أحدهم “فيليٌّ” فإنّ هذا لا يعني ألّا تكون لهؤلاء دولتهم القومية المستقلة طالما إنّ للعرب كل هذه الدول المنضوية في الجامعة العربية وبعضها لا يزيد عدد سكانها عن عشرات الألوف أي لا يشكل أكثر من عدد حارة صغيرة من حارات القاهرة أو من حارات الرياض أو حارات الجزائر العاصمة أو حارات بغداد أو حارات الرباط ..و”اللهم زد وبارك”!!.
إنه من حق أكراد العراق كمواطنيين عراقيين أن يشغلوا المواقع الرئيسية في بلاد الرافدين طالما أنهم واصلوا تقديم الشهداء الأبرار مثلهم مثل العرب ومثل باقي الأقليات القومية لكن المشكلة تكمن في أنّ الملّا مصطفى البارزاني، رحمه الله، كان قد أعلن ومعه قاضي محمد بدعم من الإتحاد السوفياتي قيام دولة مهاباد في عام 1946، التي لم “تعش” إلا لأحد عشر شهراً وحيث تم إعدام رئيسها في 31 مارس عام 1947 في ساحة عامة في مدينة مهاباد التي تمت إستعادتها من قبل الدولة الإيرانية.
وحقيقةً أن المشكلة التي حالت دون أن يقيم أكراد العراق دولتهم المستقلة هي أنّ الدول التي يشكل فيها أبناء هذه الأمة الكردية أعداداً فاعلة ورئيسية ومن بينها إيران وتركيا، والبعض يقول وسوريا، بقيت تقاوم هذا التوجه الكردي وبقيت ترفض أن تكون هناك دولة وطنية وقومية لأكراد العراق خوفاً من أن تنتقل هذه “العدوى” إلى أكرادها الذين بقوا وبخاصة أكراد الوطن العربي يلعبون أدواراً رئيسية في الدفاع ضد الغزو الصليبي وضد الحملات وضد الأستعمار الغربي.
وهنا فإنّ ما تجدر الإشارة إليه هو أنّ الأكراد بقوا ولا زالوا يلعبون أدواراً رئيسية في الدفاع عن “أوطانهم” العربية وأنهم قد قدموا أفواجاً متلاحقة من الشهداء دفاعاً عن فلسطين إن سابقاَ وإن لاحقاً وحتى الآن وحيث أنّ هناك من برز منهم حتى في الأحزاب القومية العربية وبخاصة في حزب البعث إن قبل وإن بعد سيطرته على الحكم في سوريا مثل محمود الأيوبي وغيره ثم وإنّ هناك من برز منهم في المقاومة الفلسطينية وإن سابقا وإن لاحقا .. وحتى الأن !!.
وهكذا فإنه بإستثناء اكراد العراق فإنّ هؤلاء كانوا ولا زالوا يشكلون جزءا رئيسيا من نسيج هذه الأمة العربية وأنّ كثيرين منهم قد برزوا كقياديين حتى في الأحزاب القومية العربية واحتلوا مواقع قيادية في معظم دول وأقطار الوطن العربي لكن هذا يجب ألّا يحول دون أن يكون لهؤلاء دولتهم المستقلة في شماليّ العراق والمشكلة هنا تكمن في أنّ بعض الدول وفي مقدمتها ايران تخشى من أن تنتقل هذه “العدوى” إليها إنْ حقّق الأكراد العراقيون ما يسعون إليه.. والمعروف في هذا المجال أنّ الايرانيين غير مرتاحين لأن يبرز ثلاثة من هؤلاء كقيادةٍ عراقيةٍ في بلد كان عربيا ولا يزال عربيا ورفع ذات يوم بات بعيدا شعار : “أمة عربية واحدة” !!.