يا بيّاع التين خبّرني هالقد تيناتك بيخوفوا؟!

النشرة الدولية –

الثأئر – الخوري كامل يوسف كامل”

يا بيّاع التين خبّرني هالقد تيناتك بيخوفوا؟! شو قولك هنّي سبب مشاكلنا؟! يعني تيناتك وصّلونا ع جهنّم؟! وقطعوا المازوت والبنزين والكهربا والدوا؟!!… ونزعوا الضمير وهريوا الاخلاق ونشّفوا المحبة من عروق الوطن؟!!

خبّرني شو سر قوتك ومحبتك؟ رغم كل الاصوات اللي حواليك كنت هادي وعم تضبضب التينات وكأنن جواهر مرصعة بالالماس، ورغم كل الاصوات النشاذ اللي فيها أطنان من الكراهية بسمتك كانت أقوى ..

هالقد بيعزّوا عليك هالتينات؟! ما بدّك ينتزعوا ويروح عليك الموسم ويضيع تعب السنة؟ ما بدّك ترجع عالبيت من دون غلّة؟ بهاللحظة بشو كنت عم تفكّر؟ أكيد بولادك ما هيك؟ الاولاد بيكسروا الضهر كرمال هيك مرّقت الظرف الصعب بهالبسمة وانتصرت!!!

بتعرف يا ريتك يا بيّاع التين كنت محلّ هالمسؤولين، عالقليلة كنّا نمنا مرتاحين ومش خايفين من البكرا ولا من اللي بعدو.. لأنو اللي بيعرف يكون أمين عالتينات بيقدر يكون أمين عالوطن!!!

خلّيني إحلم إنو إنت الحاكم! ليش لأ؟! ما كل شي وصلنالوا متل الحلم!! بعتقد بعهدك ما بيوصل التضخم لحدود ال ٤٠٠ بالمية لانّك بتعرف قيمة القرش وقديش صعبة ع ربّ العيلة يرجع عالبيت من دون المونة!!

بعهدك ما بيموت شبّ متل فراس المصري ابن ال ٢٤ سنة ع محطة البنزين لإنو ما عبّا أكتر من المسموح بوقت الشحّ والتقنين..

بتعرف حلو نحلم شو رح نخسر! هيك هيك الحالة صعبة وعم نعيش الانهيار بكل أنواعوا والاصعب إنو السبب لا حرب ولا كارثة طبيعية ولا وباء ولا عدوان خارجي، إنما حكومتنا وحكّامنا وأزلامن وصّلونا لهون..حتّى الحرب الأهلية وملايين اللاجئين والعدوان الإسرائيلي وكل الاغتيالات ما قدروا يخرّبوا البلد متل حكّامنا!!

يا زلمي ما خلّوا أزمة بالعالم تسبقنا، يعني بتقول أزمة اليونان ب ٢٠٠٨؟ وينك وين؟! بتقول أزمة الأرجنتين ب ٢٠٠١؟ عن جد وينك وين؟! أو أزمة التشيلي سنة ١٩٢٦ أو الازمة العالمية وانهيار البورصة سنة ١٩٢٩؟

لو كنت إنت المسؤول وهالقد حريص عالوطن متل حرصك ع هالتينات ما كان صار إنفجار المرفأ ولا راح أكتر من ٢٠٠ شهيد و٧٠٠٠ جريح وتهجير ٣٠٠ ألف لبناني من بيوتن وخسارة أكتر من ١٥ مليار دولار عالقليلة بالعاصمة بيروت…

إذا إنت من التين عامل مصلحة شريفة ونضيفة يعني بعهدك ما رح يكون أكتر من نص الشعب بلا شغل وتحت خط الفقر والحد الادنى للأجور ٣٥ دولار وإنو طاولة أغلبية الناس فضيت من اللحمة والسمك والدجاج… حتى قائد الجيش خبّرنا إنو العسكر بلا أكل!!! ويمكن اضطرت القيادة تعمل رحلات جوية بالهليكوبتر مقابل ١٥٠ دولار لتستمر بخدمة الوطن ويضل في شرف وتضحية ووفاء…

يا عم ما تقول عم إمزح وحياتك عم بحكي جدّ.. شو رأيك إنو اللبناني لمن يرجع من الغربة صار يعبّي الشنطة بندول وإسبرين وبخاخات الربو ودوا الضغط والسكري والسرطان وحليب الاطفال؟!! وكلّن فوق بيقولوا ما خصنا!! وكل مسؤول بيقول مش أنا؟!! بس إنت وقفت بقلب العاصفة بكل هدوء وروية وحكمة ومحبة وعرفت تخلّص حالك والتينات من المشكل!! معقول ما تلاقى حدا متلك؟!!! معقول كلّ اللي فوق مخصصين بمخططات “بونزي” و”مكيافيلي” وبارعين بكل أشكال الاحتيال النقدي والمالي والطائفي والمذهبي ولا واحد منّن تخصص متلك بمدرسة الشرف وحافظ عالبلد بكل حكمة وقوة وحب… متل ما حافظت إنت عالتينات؟!!

بيّاع التين ما ببيع الوطن!!!

بكل محبة وإحترام وتقدير لبسمتك الحلوة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى