صور «لوياك لبنان»: حملة انهضي يا بيروت تختتم عامها الأول… بتأهيل 173 بيتاً وترميم دار للأيتام تؤوي 220 طفلاً

النشرة الدولية –

عملت حملة «انهضي يا بيروت» التي أطلقتها «لوياك لبنان» طوال عام كامل منذ اندلاع أزمة انفجار مرفأ بيروت، على تقديم الدعم لأسر المتضررين، فتمكنت من تأهيل 173 بيتاً ودار للأيتام تؤوي 220 طفلاً. وتضع الحملة خطة شاملة ومتنوعة لعام 2021-2022 ستستفيد منها أعداد كبيرة من المجتمع البيروتي المتضرر من الانفجار، مع توقعات بأن يتجاوز العدد الألفين، مع التركيز على الأسر الأكثر احتياجاً في المناطق القريبة من المرفأ، حيث يتجاوز نشاط الحملة عملية تأهيل المباني إلى توزيع المؤن الغذائية على الأقل 3 مرات سنويًا، وتوزيع الملابس والأدوية على الأسر التي تشملها الإعانات، والتي تتجاوز 400 أسرة. وتأتي جهود الحملة المستمرة نتيجة مشاركة وتعاون ودعم من شركة الغانم انترناشونال، ومؤسسة لوياك الكويت، وأكاديمية لوياك للفنون الأدائية «لابا»، برئاسة فارعة السقاف، فضلا عن الشركاء الأفراد من الكويت.

أنهت حملة “#انهضي_يا_بيروت” عامها الأول بإنجازات لافتة بعضها مادية ملموسة كترميم المنازل والمنشآت، وتوزيع المؤن والاحتياجات الضرورية، وأخرى معنوية تتعلق بالدعم النفسي.

وفي لقاء معها، قالت الرئيسة التنفيذية لـ “لوياك لبنان” نادية أحمد، إن “انفجار مرفأ بيروت يعد ثاني أضخم انفجار عالمي بعد تشرنوبل، فحجم الكارثة التي خلفها هائل، إذ بلغت الوفيات ما يزيد على 205، وتجاوز عدد المصابين 6500، وزاد عدد النازحين على 300 ألف، إضافة إلى الدمار الذي لحق بالمنشآت والمؤسسات العامة والخاصة والبنية التحتية للمرفأ والمباني القريبة منه”، مستدركة “ورغم كل اجتهاداتنا مازال الاحتياج كبيرا، وواجبنا الإنساني يحتم علينا الاستجابة للمناشدات التي مازالت تأتينا من المتضررين كل يوم بسبب تخلف الجهات التي وعدتهم بإصلاح بيوتهم عن الالتزام بوعودها”.

سمعة طيبة

يُذكَر أن جمعية لوياك استطاعت أن تحقق سمعة طيبة في المجتمع اللبناني كمؤسسة مجتمع مدني ذات مصداقية عالية، فهي وعدت والتزمت بما وعدت به، بل تجاوزته بكثير، إذ بلغ عدد البيوت التي تم تأهيلها حتى الآن 173 وحدة، رغم أن “لوياك” كانت قد وعدت بترميم 110 وحدات.

وأضافت أحمد: “أنجزنا الكثير هذا العام، وعدد المستفيدين حتى الآن تجاوز الألف، ولدينا خطة شاملة ومتنوعة لعام 2021-2022 ستستفيد منها أعداد كبيرة من المجتمع البيروتي المتضرر من الانفجار، ونتوقع أن يتجاوز العدد الألفين”.

وفي ختام حديثها، وجهت أحمد شكرها إلى كل من شركة الغانم انترناشونال ومجلس الأعمال اللبناني قائلة: “لولا شركاؤنا الذين استجابوا في وقت قياسي لخطتنا لما استطعنا أن نحقق ما حققناه، خصوصا شركة الغانم انترناشونال التي لم تكتف بالدعم المادي، لكن وفرت أيضا الدعم الفني، ولا يفوتني أن أشكر لوياك الكويت وأكاديمية لوياك للفنون الأدائية (لابا) برئاسة فارعة السقاف، على تجاوبهم السريع بالدعم المادي والمعنوي، وكل الشركاء الأفراد في الكويت الذين انضموا إلينا لدعم الحملة”.

تأهيل البيوت

من جهتها، شرحت مديرة العمليات ضحى فرج تفاصيل أعمال تأهيل البيوت، قائلة: “توجهنا للأسر الأكثر احتياجاً في المناطق القريبة من المرفأ كالكرنتينا، وراس النبع، وجعيتاوي، وبرج حمود بالإضافة إلى مار مخايل والأشرفيه، وحرصنا على تفقد الحالات جيدا، ولم يكن الأمر بالنسبة لنا مجرد إصلاح باب وشباك مكسور أو رقم عابر، بعض الحالات كانت تتطلب بناء جديدا، كنا حريصين على تأهيل البيوت لتكون في أفضل حال يسر سكناها، والأسر التي تعرفنا عليها أصبحت جزءا من عائلة لوياك ومسؤولياتنا تجهاههم تجاوزت الترميم”.

وعن المشاريع المستجدة، قالت: “لاحظنا أن بعض الحضانات ودور الأيتام التي تدمرت لم تجد من يهتم بها، ورغم أنها لم تكن ضمن خطتنا فإننا استشعرنا الحاجة الملحة لتأهيل مبنى دار للأيتام (العزارية) بأسرع وقت ممكن، لأن الأطفال موزعون في أماكن متفرقة بشكل مؤقت منذ الانفجار، والوضع بات يستدعي التدخل السريع فأخذنا على عاتقنا مسؤولية المشروع الذي يعتبر أكبر مشروع ترميم والأكثر تكلفة، وذلك بعد موافقة الإدارة في لوياك الكويت بالطبع التي قدرت مشكورة الحالة الحرجة، وبدأنا الترميم في 8 يوليو الماضي، وسننتهي منه قبل نهاية أغسطس الجاري، والمبنى يؤوي 220 طفلا”.

المؤن الغذائية

وتجاوز نشاط الحملة تأهيل المباني إلى توزيع المؤن الغذائية على الأقل ثلاث مرات سنويا، وتوزيع الملابس والأدوية على مجتمع المتضررين، وتشمل الإعانات الموزعة أكثر من 400 أسرة.

بالتوازي مع تقديم الدعم المادي لأفراد الأسر المتضررة، تقدم “لوياك” الدعم المعنوي والنفسي بعدة أوجه، مثل توفير مساحة فنية آمنة للشباب والأطفال من خلال برامج وأنشطة فنية عبر المسرح والفنون الأدائية والتشكيلية يعبرون من خلالها عن آلامهم وغضبهم.

ومن ضمن تلك الأنشطة التي تسعى إلى تقديم الدعم النفسي لأهالي الضحايا والمتضررين مجموعة من الأعمال المسرحية التي قدمتها “لوياك” يومي 29 و30 يوليو الماضي على خشبة مسرح “هاكوب در ملكونيان” في برج حمّود بمناسبة ذكرى الانفجار، والتي تألفت من مسرحية “هون” التي تعكس قصصا واقعية وتجارب خاصة مر بها الناجون أنفسهم، وتضمنت تسجيلات صوتية ومحادثات واقعية، ولوحة “كن” الفنية، المستوحاة من قصيدة “مديح الظل العالي” لمحمود درويش وحبّه الكبير لبيروت والسلام.

واسم “كن” مستوحى من قول ماجدة الرومي “إما أن تكون أو تكون”، وأكملت اللوحة الفنية أداءها في مختلف مناطق بيروت ضمن جولة كتحية حب وإجلال لضحايا انفجار مرفأ بيروت. وقدمت “كن” أيضا في ساحة الشهداء ودرج الفن في الجميزة وعدد من المواقع، وذلك في 31 يوليو الماضي.

ويتابع متطوعو “انهضي يا بيروت”، بعد سنة كاملة من العمل الدؤوب، تخصيص وقتهم وجهدهم لهذه الحملة التي یعود نجاحها بشكل كبير إلى مجموعة القيم والرسالة التي تؤمن بها وتمارسها “لوياك” بتمكين الشباب، وتوفير العمل الذي تسوده روح الأسرة الواحدة والعمل الجماعي، مما ضاعف من مثابرتهم واندفاعهم وزاد من أعدادهم.

وبدورها، قالت رئيسة غرفة العمليات أليسار عزّام: “لقد أكسبتني سنة عمل واحدة في لوياك ما تجاوز في ثراء التجربة وثقة الإدارة كل مجموع السنوات التي عشتها وكل أعوامي الدراسية، وتشجيعهم لنا يدفعنا إلى مزيد من العمل والإبداع”.

وأضافت عزّام: “العمل لم ينتهِ بعد، وسنتابعه في البيوت المتضررة التي يعجز سكّانها عن إصلاحها، فمرور سنة على الانفجار لا يعني أن العمل قد انتهى، أو أن المجتمع قد تخطّى الصدمة، وستتابع الحملة بإعادة ترميم البيوت وتأهيلها إلى أن تنهض بيروت من تحت الردم أقوى مما كانت عليه سابقا”.

نادية أحمد: الحملة مستمرة لأن الحاجة للدعم ما زالت كبيرة والمناشدات التي تصل إلينا تدفعنا للتحرك السريع

ضحى فرج: مسؤوليتنا المجتمعية تجاه أهالي الضحايا والمتضررين تدفعنا لتوسيع نطاق خدماتنا تجاههم

أليسار عزام: الخبرة التي اكتسبتها خلال هذا العام تعادل عمري وكل أعوامي الدراسية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى