وظيفة المستشار.. ما بين الحروف والأفكار
بقلم: د. نرمين يوسف الحوطي
النشرة الدولية –
وظيفة المستشار بالأمس البعيد كانت نسبة حامليها قليلة، أما اليوم فأصبح الأغلبية يندرجون تحت مسمى «المستشار».. بالأمس القريب قرأنا عن أخبار حكومية بتقليص ذلك المسمى ووضع آلية لاختيار «المستشار» من حيث العمر والخبرة والشهادة والتخصص بجانب هذا سمعنا أيضا أن عدد المستشارين لكل جهة سيقلص! ولكن إلى الآن محلك سر.
الموضوع لا يقتصر فقط على الكويت بل قضية «المستشار» قضية عامة تضرب العديد من الجهات الحكومية والخاصة أيضا في الدول العربية.. منذ أسبوع قرأت مقالا للكاتب د.محمد عبدالله الخازم في جريدة الرياض تحت عنوان «وظيفة المستشار: المهام والسلبيات».. وفيه قام د.الخازم بالتحليل والتفكيك «للمستشار» ليخرج من هذا المقال بالمهام المفترض أن يقوم بها المستشار وأيضا السلبيات لهذا المسمى.. المقال عندما قرأته وجدت سطوره ترثي حالنا وأن قضية «المستشار» يعاني منها الكثير من الدول العربية.
يقول د.الخازم في افتتاحية مقاله: «من الوظائف المبجلة لدينا وظيفة المستشار، متفرغ أو غير متفرغ، خاص أو غير خاص، مستشار الوزارة أو مستشار الوزير، ورغم التبجيل الذي تحظى به، فإنها تبقى وظيفة مجهولة المعالم في كثير من القطاعات الحكومية وغير الحكومية، رغم أنه لا يخلو قطاع حكومي تقريبا دون أن يوجد به المستشار أو المستشارون، لا اعتراض ولا حسد، ولكنها الأسئلة التي نسأل فيها عن مهام المستشار، المفترضة، وكيف أصبحت وظيفة المستشار، لدى البعض، وسيلة لتحقيق أغراض متنوعة تتجاوز الهدف الموضوعي العملي والعلمي لإحداثها».
وبعد المقدمة والتعريف قام د.الخازم بالشرح المسهب للأهداف الرئيسة لعمل المستشار من خلال 3 نقاط رئيسة حول دور ووصف عمل «المستشار».. ومن ثم انتقل بنا إلى ما يجب وجوده من صفات في شخصية «المستشار» من خلال 6 محاور مفصله بإسهاب لمن يمنح مسمى «المستشار»… وبعد التحليل والتفكيك قام د.الخازم بالتساؤل الذي من خلاله طرح العديد من السلبيات، لذلك المسمى فيقول د.الخازم: ومع تقديرنا للاختلاف في الكفاءة والأمانة والإخلاص وطبيعة العمل من شخص إلى آخر، إلا أن ذلك لا يمنع من الإشارة هنا إلى بعض، ونؤكد على بعض، الظواهر السلبية في عمل ما يسمى بالمستشار في قطاعاتنا المختلفة، والتي منها عدم التفريق بين المستشار والسكرتير الخاص، عدم الوضوح في توظيف المستشار، هل يكون ممن يحملون الرؤية المهنية والعلمية المتميزة التي ستفيد العمل أم تتم مجاملة صديق أو قريب أو زميل بوضعه مستشارا.
ويقول أيضا د.محمد الخازم في مقاله: إن وظيفة المستشار تستخدم كذلك، لدى البعض، كعتبة لتعيين شخص غير مؤهل أو لا تنطبق عليه الشروط الوظيفية للعمل في وظيفة بذاتها، فعلى سبيل المثال يصعب إقناع الجهات العليا أو التوظيفية، بالموافقة على تعيين شخص ما، ليس لديه خبرات وتسلسل وظيفي في مراكز قيادية إدارية تسوغ توظيفه، ولكن المسؤول بذكائه يلجأ إلى وضع ذلك الشخص في منصب مستشار لعام أو عامين، توكل إليه تدريجيا العديد من اللجان والمهام التنفيذية، ومن ثم تقديم أوراقه للترقية إلى المنصب المراد على اعتباره صاحب خبرة متميزة في مجال العمل في تلك الإدارة.
مقال «وظيفة المستشار: المهام والسلبيات» للدكتور محمد عبدالله الخازم هو ليس بمقال، بل دراسة علمية وعملية من واقع وحاضر وجب على الهيئات، سواء أكانت حكومية أو خاصة، أن تقلص وتنتقي بمن تمنحه مسمى «المستشار» وهذا ما طالب به د.الخازم وناشد به في ختام مقاله الجهات التوظيفية والإدارية مطلوب منها وضع ضوابط أكثر في هذا المجال، تسهم في القضاء على الأهداف الخفية للتعيين والترقية على وظيفة «المستشار».
٭ مسك الختام: رسالة لمن يمتلك القرار.. حان الوقت بوضع قانون وتفعيله: بآلية كيفية اختيار المستشار.. وتقليص أعداد من هم تحت مسمى «المستشار».. وما هي أسباب تواجد المستشار.. والله من وراء القصد.