دروز سوريا خارج سيطرة النظام والاتجاه لحكم ذاتي في السويداء
النشرة الدولية –
لبنان 24 – مصباح العلي –
تكوّن انطباع بأن الحرب السورية ستحط رحالها عند انتخاب الرئيس الأسد لولاية جديدة، غير ان جملة تطورات تدفع نحو الاعتقاد بأن الحل النهائي بعيد المنال ويستلزم ظروفا في الداخل والخارج لم تنضج بعد.
في الشمال، تدور حرب تصفيات فلول الجماعات المتشددة بعدما تحول ابو محمد الجولان من زعيم جبهة النصرة إلى شرطي يضبط محافظة الآداب الواقعة في عمق النفوذ التركي، وتفيد المعلومات عن نزوح آلاف المقاتلين الأجانب عن الأراضي السورية صوب أفغانستان كونها البلد المتاح لاستقبالهم.
بالمقابل، تدور مناوشات شرق نهر الفرات بين حلفاء الأمس، اي العشائر العربية والأكراد على أحقية أحكام السيطرة على مناطق داعش، هذا الصراع معطوف على دور متعاظم مصدره العشائر في غرب الأردن والتي لها امتدادات بين بر الشام وأرض الحجاز، اي عمق الخليج العربي ما يجعلها العروة الوثقى لمشروع يتجاوز البعد المحلي صوب الحسابات الاقليمية.
تبقى المنطقة الجنوبية التي التهبت فجأة جراء هجوم المليشيات الايرانية إلى محيط محافظة درعا والذي تكلل بهزيمة عسكرية نكراء جراء فقدان الغطاء الجوي الروسي ، وافادت مصادر في المعارضة السورية بأن هزيمة درعا أتت كإثبات على النزاع الدائر بين إيران وروسيا حول سبل التعامل مع سوريا بعد تثبيت نظام الأسد، مؤكدة بأن الصدام العسكري سيقع لا محالة خصوصا في ظل تكرار الرئيس بوتين دعوته الى سحب المليشيات الشيعية واستكمال خطوات تثبيت الأمن وعودة الاستقرار إلى سوريا.
في عز المعمة، دخلت الاقلية الدرزية على خط المطالبة بالإدارة الذاتية على غرار شرق وشمال سوريا واتباع نمط الأكراد، ففي السويداء التي بقيت طويلا خارج مناطق الصراع برز مؤخرا حزب اللواء السوري بزعامة مالك ابو خير كمشروع اعلان حكم ذاتي خاص بالدروز بما في ذلك تأسيس جناح عسكري باسم قوة مكافحة الإرهاب.
تجربة السويداء تستدعي التوقف عندها ، كون الدروز للمرة الأولى في سوريا يستعدون لخيارات ضد النظام السوري بل و يخوضون مواجهات مباشرة مع ظاهرة انفلات الأمن وسيطرة عصابات الشبيحة التابعة للنظام ، وهذا ما يعيد خلط الاوراق من جديد خصوصا ما يسمى استكمال بسط سيادة الدولة على كامل الاراضي السورية.