رح خبركن عن ابن ضيعتي… رح خبركن القصة متل ما هيي
النشرة الدولية –
كتبت الإعلامية لارا سليمان نون على الرابط فيسبوك
رح خبركن عن ابن ضيعتي… رح خبركن القصة متل ما هيي…
هيدا شاب عشريني مشمشاني عايش بسلام بضيعة بعيدة ٥ دقايق عن مار شربل…
هيدا شاب تعلّم وفتح مطعم مع أهلو بالضيعة… وكان كل ليلة يرجع عالبيت يكون خيّو الشهيد دجو راجع من خدمتو بفوج الاطفاء… ياكلوا سوا وينام على تخت حدو بنفس الغرفة المتواضعة… ويحلمو سوا…
هيدا شاب كان يستقبلني بالمطعم استقبال الملوك… ياخد ولادي ويجبلن الحصان… ويبرم فيهن بكل الأرض… ويضحك من قلبو… ما فرقانة معو زعيم… شايف الدني بقلب ابن ضيعة عندو نخوة ما إلها حدود…
هيدا شاب فجأة قالولوا خيّك مفقود… يمكن اشلاء… يمكن بالبحر… يمكن بالردم… روح احمول وجعك ونبّش عالباقي من خيّك… وأوعا ترجع عالبيت فاضي… أهلك ناطرين!
هيدا شاب نهار حلقتو مع مارسيل غانم بتعرفو وين كان؟ كان ببرادات مستشفى رفيق الحريري… عم يقلب الجثث المكبوبة فوق بعضها ليلمح عين خيّو أو إجر خيّو أو ضفر إجرو…
هيدا شاب قالّي يا لارا ريحة الموتى واصلة لموقف السيارة… عم خيِّب أمل أهلي… ما عم لاقي دجو…
هيدا شاب راح عالمرفأ يشيل الردم بإيدو بركي لمس إيد خيّو تحت التراب… وكل ما شاف الجرافات عم تحفر يحس قلبو عم ينحفر من جوا… شقفة من قلبو سكت فيها النبض تحت التراب…
ولما سكت صوت الجرافات ركض يسأل ليه؟ ليه وقفتو؟ قالولو جايي صاحب الفخامة والمعالي والسيادة يتصوّر هون…
والدمعة كرجت جوا… جوات قلب ابن الضيعة… وانتقل من مرحلة ابن الضيعة لمرحلة خي الشهيد بهاللحظة… وبلش المشوار…
مشوار ما بقى شوف فيه ضحكتو… ما بقى شوف فيه حصان مربوط بمطعم الضيعة… مشوار شاب مضيّع شقفة منو… والحرامي السارق عم يترندح قدامو وبرقبتو معلق أشلاء خيو ل وليام…
وبهالمشوار… هونيك بالضيعة في بَي… نهار بالمقبرة ونهار عالطريق عم يصرخ إبني التاني منو فدا مقابركن المتنقلة…
وفي إم… دفنت ابنها مرتين… واذا قررت تعيش… عايشة كرمال ابنها وليام ونانسي…
بهالمشوار… اذا شي نهار ضيّعتو وليام… تعو لهون حد كنيسة مار يوسف… في مدافن عايشة… وفي شاب برقبتو في صليب كبير… قاعد عم يدردش مع خيّو… هون بتلاقوه… هون خدوه اعتقلوه… هون اضربوه…
واذا ما لقيتوه بالمدفن بيكون قاعد حد حيط بيت خيّو الشهيد يلّي بعد ما خلص… هونيك قلّو بيّو من كم يوم: يا وليام هيدا البيت رح يبقى لوقت انت تتزوج وتجيب دجو زغير عهالدني… وهيك بيبقى البيت إلو… ومنحققلو حلمو يا بيي…
ايه بعد في اب عم يحلم… بعد في بيت ناطر دجو الزغير…
فإذا شي نهار ضيّعتو هالعيلة… ضيّعتوهن… حد المدافن بتلاقوهن… مش حاملين سلاح… مش حاملين عصا… حاملين مسابح وعم يتجسسوا على أهل السما…
هونيك بتلاقوا ابن ضيعتي… اعتقلوه!