ناديا رشاد: قادرون على أن نصبح أفضل والحلول ليست مستحيلة… الجيل الجديد قادرة على قيادة الرياضة وشكراً للجيل القديم
النشرة الدولية –
ميديا نيوز – صالح الراشد –
انتهت المشاركة الأردنية في دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو بحصد بطلنا في لعبة التايكواندو صالح الشرباتي الميدالية الفضية وبرونزية لبطل الكراتية عبدالرحمن صوافطة، فيما خسر بقية اللاعبين في أدوار مختلفة وكان لاعبو الملاكمة أميز الخاسرين، واعتبر الكثيرون أن المشاركة جاءت دون الطموح بعد أن حققنا الذهب عن طريق أحمد أبو غوش في دورة الألعاب الأولمبية السابقة، “إنفوسبورت بلس” التقت نجمة كرة الطاولة المشاركة في دورة ألعاب برشلونة للحديث عن المشاركة الأولمبية وعن هموم الرياضة الاردنية وطرق تطورها والنهضة بها لتصبح قادرة على المنافسة الشمولية على جميع الصعد العربية والقارية والدولية، ليكون لنا مع النجمعة الأبرز في عالم كرة الطاولة الأردنية اللقاء التالي:
المشاركة في طوكيو
وحول المشاركة في أولمبياد طوكيو قالت: ان الأردن تضم حاليا خامات رياضية مؤهلة للمنافسة في اقوى البطولات، وما ينقص هؤلاء اللاعبين واللاعبات لإعتلاء منصات التتويج الخبرة والتدريب العلمي المبني على قياس مستويات اللاعبين ومدى تطورهم من مرحلة لأخرى، وبيان الفترة الزمنية المناسبة التي تمكن اللاعبين من المنافسة قاريا ودولياً.
وفي الأولمبياد ظهر بشكل واضح ان الرياضات التي تعتمد على المركز الرياضية الخاصة تختلف كليا عن تلك التي تعتمد على الأندية غير الربحية والتي تحتاج لجهود كبيرة من الإتحادات، وهذا يعني ان الإنجازات تتحق للمراكز الخاصة ومدربيهم كونهم يسعون لتحقيق الربح المالي من خلال الرياضة وهذا أمر مشروع ومعمول به في شتى دول العالم، لذا تكون جدية اللاعبين أعلى ورغبتهم في الظهور أكثر، فيما الاتحادات تساعد في عملية الصقل وتوفير المنافسات، وظهر هذا الأمر جليا في لعبة التايكواندو التي حصدت ذهبية في دورة ريوداجانيرو وفضية في دورة طوكيو والكراتية التي توجت ببرونز طوكيو في وزت تحت 67.
الضعف الإداري
ونوهت ناديا رشاد أن الضعف في الإتحادات يكمن في العقلية الإدارية التي تقودها بالاستمرار بذات الطريقة منذ سنوات طويلة، لذا لا نجد لاعبين يتأهلون من خلال المنافسات إلا في ألعاب فردية محددة فيما البقية يتأهلون بالبطاقة البيضاء التي تمنحها اللجنة الأولمبية الدولية، وهذا يُشير إلى ضعف سياسات اللجنة الأولمبية وتنصلها من واجبها في الإرتقاء الشمولي بالألعاب، ولو قامت بهذا الدور لأصبحت اتحاداتنا ممثلة في غالبيتها في الدورة الأولمبية، مما يعني أننا بحاجة إلى مراجعة شاملة بعد دورة طوكيو وعدم الإختباء خلف فضية صالح الشرباتي وبرونزية عبدالرحمن المصاطفة كما اختبأت اللجنة منذ اربع سنوات وراء ذهبية أحمد أبو غوش وتغزلت بالإنجاز ولم تمارس عملها بذات القوة.
والغريب ان اللجان الأولمبية في الأردن تقزمت وتحولت إلى لجان مؤقتة، مما يُشير إلى عدم جدية العاملين في اللجنة الأولمبية على جعل الاتحادات تعمل بحرية من خلال خبرات في ذات اللعبة.
تجاوز المعوقات
ان تجاوز المعوقات ليس سحراً وليس مطلب مستحيل، بل يمكن تحقيقه بسهولة في حال الإعتماد على الخبرات الحقيقية المختصة كل في مجال لعبتها، لأن أهل مكة أدرى بشعابها، لكن المعضلة في الإتحادات الأردنية أننا نشاهد أشخاص يتولون إدارة إتحادات لألعاب لا يعرفون عنها شيء كون تخصصهم في ألعاب غيرها، لكن اللجنة الأولمبية تعمل على طريقة ملء الشواغر على طريقة بعض المؤسسات التي تراجعت في آداء عملها، وبالتالي ستتراجع الرياضة الأردنية أكثر وأكثر في ظل سيطرة البعض على القرار.
من هم المسيطرون على الرياضة
وأكدت ناديا رشاد أن المسيطرين على الألعاب الرياضة لا يتغيرون بل ثابتون منذ سنوات طوال، ويتم التأكيد على وجودهم بعد كل فشل، والأصل أن يتم إبعادهم واستقدام من هم أفضل منهم، وبالذات في مركز القرار حيث هناك مجموعة باقية منذ زمن ويعملون على البقاء لفترات اطول معتمدين على تغير نظام اللجنة الأولمبية بعد كل دورة، وهؤلاء غير مهتمين بمستقبل الألعاب الرياضية التي تشكل الصورة الحضارية لعديد الدول، ولدينا في الأردن العديد من أصحاب الخبرات الذين غادروا للخارج بعد أن أوصدت الأبواب أمامهم وتعين أشخص بلا خيرات كرؤساء على الخبراء.
الحكومة ودورها
بينت رشاد ان الحكومات غير بريئة مما يحصل في الرياضة الأردنية كونها تتعامل معها كترف إجتماعي وليس من أولويات الحياة، وهذا انعكس على موازنة الإتحادات والتي اصبحت لا تكفي لإعداد لاعب واحد للمشاركة في بطولة كبرى، إضافة إلى أن الإتحادات لم تعمل على تسويق نفسها واستغلال نجومها في عملية الترويج والذي يصب المال في النهاية في رصيد الإتحاد ليصبح قادراً على القيام بعملة، وهذا يُثبت أن اللجنة الأولمبية والاتحادات لا يملكون إستراتيجية واضحة في التعامل مع الرياضة كمجال ترويجي، وهذا أمر زاد من رغبة الكثيرين للإبتعاد عن ممارسة الرياضة أو الإدارة، لتصبح الساحة فارغة أمام الباحثين عن مناصب تجعل صورهم تتصدر الصحف والمواقع.
أين الإهتمام بالقاعدة
وهنا قالت ناديا رشاد: للأسف ان الاهتمام تراجع في قواعد الألعاب بسبب جائحة كورونا ومنع التدريبات، وهو ما سيؤخر من ظهور جيل جديد قادر على التطور بشكل مناسب يمكنه من المنافسة، كما أن غالبية الإتحادات تبحث عن اللاعب الجاهز بدلاً من البحث عن اللاعب الموهوب والتركيز على زيادة قدراته، والسبب نقص الخبرات التدريبية واستعجال إدارات الإتحاد للنتائج التي لم تأتي كما يرغب المراقبون ولم تتوازى مع أحلام الشارع الرياضي الاردني، وأضافت ان هناك حاجة ماسة لإيجاد مراكز متطورة للتدريب تكفي جميع الألعاب وتعمل على مدار الساعة على أن تضم خبراء في مجال التدريب والإعداد والإدارة.
الحلول المستقبلية
وبينت رشاد أن الحلول متوفرة وأهمها البحث والإعتماد على الخامات المميزة في شتى الألعاب الفردية والجماعية، والتركيز الفعلي على قواعد الألعاب الرياضية وبزيادة دعمها لتبقى ترفد الألعاب بمواهب مبدعة، كما على الإتحادات الأبتعاد عن إختيار المدربين من خلال العلاقات والتركيز على الخبرات، وهذا أمر سيتوقف في حال تحديث قوانين اللجنة الأولمبية في تشكيل الإتحادات الرياضية بحيث تراعي وجود اصحاب الخبرات الفنية والتسويقية والإعلامية حتى تنجح المنظومة بشكل تكاملي، لكن اذا استمر تشكيل الإتحادات على طريقة ملء الشواغر بالتعيين فلن تتقدم الرياضة الاردنية، كما على الحكومة أن تغير نظرتها للرياضة وتتعامل معها على أنها نهج حياة يساهم في الإرتقاء الشمولي بالشباب.
أين مركز القوة للرياضة الأردنية؟
للحق وللإنصاف هنام مركزين للقوة في الرياضة الأردن يوجبان العمل عليهما وهما، الألعاب الفردية القتالية بالذات حيث أثبت لاعبو الأردن إمتلاكهم مواهب كبيرة في التايكواندو والكراتية والملاكمة والجوجستو، وبالتالي الترويج لهذه الألعاب ودعمها ودعم أبطالها حتى ندفع بالشباب لممارستها، وهناك الرياضات النسوية التي لا تحظى بأهمية في الدول العربية وبعض دول العالم وبالتالي نستطيع من خلال البحث عن المواهب والتدريب المتواصل أن نصنع جيل جديد من البطلات في الألعاب الفردية والجماعية، لكن مراكز القوة حتى تنمو تحتاج لمراكز قوى إدارية تقوم على العمل الدؤوب لخدمة الرياضة الأردنية من جيل لجيل، وعندها سنصل بقوة وبأكثر من لاعب وأكثر من لعبة.
ناديا رشاد في سطور
تعتبر نادية رشاد أيقونة كرة الطاولة الأردنية وحاملة العلم الاردني دورة برشلونة بعد أن تأهلت لها بإقتدار بعد مشاركتها في التصفيات الآسيوأولمبية ، لتنال وسام الملك الحسين بن طلال للتميز، وهي حاصلة على شهادة البكالوريس في التربية الرياضية وعملت مدربة في عدة مواقع، وكانت عضو الإتحاد الأردني لكرة الطاولة وتعمل في مجال التدريس حالياً، وابرز محطات حياتها الإبداعية:
- الميدالية الذهبية لبطولة الفردي في البطولة العربية التي جرت في مصر في العام 1988، وكان عمرها يومها “11” عام فقط.
- حصلت على البطولة العربية في الزوجي المختلط مع النجم الأبرز في كرة الطاولة الأردنية مروان ضياء في عام 1992.
- حصلت على الميدالية الفضية في البطولة العربية في الجزائر عام 1992.
- حصلت على فضية البطولة الدولية في قبرص عام 1993.
- ومحليا حصلت على بطولة المملكة في الفردي والزوجي مع اللاعبة آمنة الكيلاني والزوجي المختلط مع زياد أبو كركي
- قادت نادي عمان للفوز ببطولة الدوري النسوي الاردني “5” سنوات متتالية منذ عام 1988 ولغاية 1992.
- عضو مؤسس في رابطة اللاعبين الدوليين الاردنيين.
- قائدة كشفية منذ ربع قرن.
- المدير التنفيذي لنادي المرأة.
- عضو لجنة التسويق في إتحاد غرب آسيا
- عضو الإتحاد الاردني لكرة الطاولة.