أصحاب الدولة والمعالي والسعادة .. هذا وطن وليس مزرعة
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

يشعرون أنهم فوق الجميع وفوق الوطن، وقد يصل بهم الغرور للإعتقاد أنهم الوطن، لذا يُسيطرون على كل شيء ويملكون كل شيء، فابن دولته مدير شركة كبرى، وابن دولة الآخر رئيس مؤسسة أكبر، وابنة دولة الثالث تتنقل في المناصب أسهل من تنقلها في حديقة منزلها، أما ابن دولته فهو مستشار رغم أنه لم يخلع حفاظات الفكر والرأي عن رأسه وآخر ملحق في سفارة، وابن معاليه سفير وحتى لا يغار ابن معالي الآخر فقد تم تعين إبنه أمين عام، وهنا اضطرب إبن ثالث المعالي وهو أصلاً غاضب كون رقم سيارة صديقة أجمل من رقم سيارته ومنذ فترة يحاولون تهدئته، لذا فقد تم تعينيه  بمنصب في شركة خاصة ليمارس فيها حمقه، ليسير على درب من سبقوه من أبناء أصحاب الدولة والمعالي والسعادة.

 

هذا لا يحصل في الوطن العربي بل في دولة بعيدة محاصرة من جهة الغرب بالأعداء الساديين ، ومن شرقها حيث تبزغ الشمس يتربص القادم من عمق التاريخ بحثاً عن أمجاد لن تعود، وفي دولة الحدود الشمالية ينتشر القتل والموت واللجوء، ليبقى الأمل في الجنوب حيث لا تلجأ الطيور كون الصحراء قاسية ولا مجال لإقامة مخيمات للجوء، لكن من يُديرون اللعبة ويتقاسمون المناصب والمغانم لا يأبهون فمع كل منهم جواز سفر أجنبي وقد حجز تذكرة السفر مسبقا.

 

تُرى وهو السؤال الذي يخطر في بال جميع مواطني الدولة وجيرانها، تُرى نعم تُرى من يُعيين هؤلاء؟، ولماذا الأنظار تراهم بوضوح فيما هي قاصرة عن غيرهم؟، فهل يملك هؤلاء إشعاع خاص ورثوه عن آبائهم أو أن جمال نبي الله يوسف يشع من وجوههم؟،  وهل وجوه بقية الشعب مقفهرة مُظلمةٌ لا تُضيء لذا يراهم أحد في الليل فهم لا يرتادون ملاهي الأغنياء، وفي النهار يتوارون خجلاً من هموم الدين فلا تهبط عيون عِليَةِ القوم لتراهم، فظلوا مغيبين كون أصواتهم لا تعلوا وليس لهم مكبرات للصوت برتبة دولة ومعالي وسعادة.

 

التعيين،  قمة الظلم في وطن يعاني فيه في الأغنياء من التخمة والفقراء من النقمة، فمن لا سند له سيعيش حياته في غُمه، فالمناصب ليست لذوي الهمه بل لكل من له قريب يجلس على القمة، فالكراسي معدودة ولأهل الواسطة محجوزة، ولا يحق لأبناء عامة الشعب أن يحلموا بالأمل والفرح، فالكوابيس تُطاردهم لأن التعيين في المناصب العليا حكرٌ للقادمين من السماء أما أبناء الأرض فيكفيهم فخراً أنهم سيُدفنون في أحشائها.

 

آخر الكلام

 

لأصحاب الدولة أنتم أقل شئناً من الدولة التي لا يمكن أن تكون مزرعتكم حتى وإن زادت حلقات الظُلم والظلام، ولأصحاب المعالي فإن الإرتقاء للعُلى يكون بالعمل وليس بالتوريث ونهب المقدرات كون هذا يجعل من فاعليها أصحاب الدونية وهذا موقعكم في النهاية، ولأصحاب السعادة فقد سرقتم السعادة من الشعب وحولتوها إلى ألقاب تناسب مقاسكم لعلكم تكذبون على الشعب الذي سيسعد في النهاية بالخلاص منكم ومن كذبكم ونفاقكم بحب الوطن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى