أحمد القصبي يقدّم «الأطلس البيئي لجزيرة فيلكا»

النشرة الدولية –

الجريدة الكويتية – حمزة عليان  –

أصدر مركز البحوث كتاباً جديداً بعنوان “الأطلس البيئي لجزيرة فيلكا”، للباحث والكاتب د. أحمد القصبي.

الكتاب عبارة عن أطلس لجزيرة فيلكا، تلك الجزيرة الجميلة، التي كانت على مدى عقود منتجعاً “لأهالي الكويت وشيوخها”، لجمال شواطئها، وطيب هوائها.

تعرَّض سكان الجزيرة للتهجير على يد الاحتلال العراقي عام 1990، والذي أدى إلى تخريب كثير من البيوت، وتحويل الجزيرة إلى ثكنة عسكرية.

الكتاب الصادر حديثاً عن مركز البحوث والدراسات الكويتية يقدّم عملا ميدانيا، مختلف الجوانب، عن الطبيعة التي تتميز بها الجزيرة، وبرؤية علمية لمستقبلها، ويدعو إلى المحافظة على مكوناتها الحضارية والبيئية، بل يطالب بتحويلها إلى منطقة تراث عالمي برعاية منظمة يونسكو.

وضع الباحث والكاتب د. القصبي، والذي يعمل بوزارة التربية في الكويت، مشروعه هذا أمام أصحاب القرار والقائم على مسألة التخطيط البيئي، للمساعدة على فهم المكونات البيئية للجزيرة، على أمل أن تنال ما تستحقه، كي يضمن الاستدامة لجميع النظم البيئية.

المنهج المتبع

اعتمد المؤلف المنهج الموضوعي القائم على الوصف والتحليل والتركيب لكفاءة الجوانب الطبيعية والبشرية، وتشمل: المناخ، الجيولوجيا، الرواسب السطحية والتربة، الجيومورفولجيا، والعمران والسكان، والمستقبل العمراني، بشكل هرمي يغطي جميع جوانب التحليل البيئي للجزيرة، للوقوف على مظاهر التنوع البيئي والجغرافي الفريد.

ولتحقيق هذا الغرض استند إلى الأسلوب “الكارتوغرافي” القائم على تحليل الخرائط الطوبوغرافية والجيولوجية والصور الجوية والمرئيات الفضائية، واستند إلى الدراسة الميدانية التي تمت على ثلاث مراحل، ثم جمع الباحث عينات من الرواسب بلغ عددها 34 عينة، تم تحليلها ميكانيكيا وكيميائيا. واستخدمت الدراسة نظم المعلومات الجغرافية، وأتبعها بمرحلة أسماها “مرحلة ترقيم الظاهرات”، ومن ثم “ضبط وتصحيح الخرائط والمرئيات الفضائية”، بعدها تأتي مرحلة إدخال البيانات وتحليلها، وصولاً إلى النتائج.

خصص الباحث للمناخ مساحة لا بأس بها، استعرض فيها أحوال الطقس، ودرجات الحرارة والرطوبة، وحالة التبخر والرياح والأمطار. ودرس الخصائص المناخية للجزيرة بشكل علمي، وقاس عليها استنتاجاته، واختار الفترة الزمنية 12 سنة (2007 – 2019).

وفي الفصل الخاص بالجيولوجيا، تناول التكوينات الجيولوجية، ومنها “الدبدبة” والرواسب السبخة والساحلية والرمال الشاطئية والحصى.

بعدها انتقل في الفصل الرابع إلى الرواسب السطحية والتربة، ثم إلى الجيوفولوجيا، وهي حلقة الوصل بين العوامل الطبيعية والبشرية المكونة لبيئة جزيرة فيلكا.

وتحدَّث عن النحت البحري، والأرصفة البحرية، والرؤوس البحرية، والخلجات البحرية، وكذلك الألسنة البحرية، ومسطحات المد والجزر.

وفي الفصل السادس (النبات الطبيعي والحياة الحيوانية) صور جوية رائعة وممتعة، كما في بقية الفصول، باعتبار مادة الكتاب تعتمد على الخريطة الملونة والصور الملونة. وكان المصور فهد الهندال فناناً في التقاط مشاهد تغني العين والقلب.

أما الفصل السابع، فكان محوره “السكن والعمران”، وصور البيوت القديمة في “قرية الزور” غرب الجزيرة، ولقطات جوية للميناء القديم والمنطقة العمرانية.

وقد أفرد فصلاً للمواقع الأثرية، احتوى على صفحات كاملة بالخرائط والصور والمواقع (الخضر – تل – المتحف – القصور – القرينية).

وأخيرا فصل “النمذجة العمرانية البيئية”، المرتبطة بالتخطيط العمراني الصحيح وفقاً لأهداف التنمية المستدامة، مع استعراض خطط عمرانية للجزيرة منذ عام 1964 حتى عام 2001، وأخرى من عام 1996 إلى عام 2005.

اقترحت الدراسة، استناداً إلى سنوات من العمل المكتبي والميداني المكثف للمؤلف، عدة توصيات للمُضي قُدماً في عملية التخطيط لجزيرة فيلكا كوجهة سياحية بيئية، هي:

1 – استخدام وسائل نقل بالطاقة الشمسية، كالمترو مثلاً.

2 – منع المركبات من إنشاء ممرات عشوائية في الدروب الصحراوية.

3 – إنشاء منطقتين للتنوع البيولوجي “دوحة الخضر” شمال غرب الجزيرة، و”السبخات” شرقي الجزيرة بين العوازم والصباحية.

4 – بناء طريق بطول الساحل يحيط بالجزيرة وطريقين يقطعان الجزيرة من الشمال إلى الجنوب.

5 – حماية المناطق الطبيعية، والتي تُعد نادرة في الدولة وإرثا ثقافيا وبيئياً، مثل: السبخات والمواقع الأثرية والكثبان الساحلية والشعاب المرجانية ومسطحات المد والجُزر.

في نهاية الكتاب، أورد الباحث ثلاثة فهارس موضوعية؛ الأول فهرس الأشكال وعددها 828 شكلاً، ثم فهرس الصور وعددها 39 صورة، وفهرس الجداول وعددها أربعة جداول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى