عندما يحاكي الماضي حاضرنا
بقلم: د. نرمين يوسف الحوطي
النشرة الدولية –
«بالمناسبة، المقال نشر قبل حوالي 20 سنة أو أكثر.. كنت وقتها طالب دكتوراه وأكتب مقالات مطولة لجريدة الرياض.. لكن يبدو أن الجريدة لا تضع تاريخ المقالات القديمة وتكتفي بذكر «قديم».. شكرا جريدة الرياض على إتاحته في الأرشيف».. د.محمد عبدالله الخازم.
تلك السطور كانت ختام حواري مع الدكتور الخازم بعد تواصلنا عبر «تويتر» بعدما قمت الأربعاء الماضي بنشر مقال «وظيفة المستشار.. ما بين الحروف والأفكار» ووعدته بأنني سأقوم بالتنويه وتصحيح المعلومة، حيث إنني كتبت أن المقال قمت بقراءته منذ أسبوع وهذا صحيح وكنت أعتقد أن المقال كتب في تلك الفترة، لكن المفاجأة أن المقال كتب منذ أكثر من عشرين عاما، وهنا نقول: عندما يحاكي الماضي حاضرنا.. ذلك هو الإبداع.
ليس فقط المقال ولا الروايات ولا المسرح إنما هي الفكرة سواء على الصعيد العلمي أو الأدبي، عندما يضعها مبدعها وهو يحاكي مستقبله وهو لا يعلم أنه سيرى هذا المستقبل وسيصبح في يوم ما حاضره، ذلك هو الإبداع بأنك تحذر وتدق ناقوس الخطر في ماضيك ليدوي في حاضر الآخرين.
كم من الكتّاب وبالأخص كتّاب المسرح وكتّاب المقال ناقشوا العديد من القضايا في الماضي، واليوم نقوم بأخذ ذلك الإرث لما يحتويه من قضايا نعيشها في حاضرنا فنقوم بإحياء تلك المسرحيات، ونستند لبعض المقالات لنسمع دوي الماضي الذي كان يحذر ولم يسمع وقتها ذلك الدوي وللأسف مازال الدوي قائما.
القضية لا تقتصر فقط على مقال «المستشارين» بل القضية بأن الماضي مازالت أجراسه تقرع من العديد من القضايا التي تحذر بوجود الخطر ! وما هي النتيجة.. مازلنا نسمع ذلك الدوي ونحن محلك سر.
٭ مسك الختام: «الأخطاء هي دروس في الحكمة.. فلا يمكن أن تغير الماضي.. ولكن مازال المستقبل تحت سيطرتك». هيودج وايت.