الخليفي يستعيد مجد الفرسان الثلاثة
النشرة الدولية –
صالح الراشد –
عاد عبق التاريخ لباريس التي سحرت العالم بفرسانها الثلاثة من أوسع الأبواب، عاد بجهود ناصر الخليفي رئيس نادي باريس سان جيرمان الذي أعاد باريس إلى قرنين وثلاث عقود من الزمن، ليكتب رواية “الفرسان الثلاثة” من جديد، لكن بقالب مختلف وسلاح آخر ونسبة مشاهدة أعلى، فالخليفي حطم الارقام القياسية للرواية التي ألفها ألكسندر دوما حين استبدل آراميس بالبرازيلي نيمار وآتوس بالاسباني راموس وبروتس بالفرنسي مبابي، فيما حل الارجنتيني ميسي في الرواية الجديد مكان البطل الخارق دارتنيان، الخاروقون في رواية دوما كتبوا التاريخ ليشد الرئيس الفرنسي جاك شيراك بعمل آلكسندر بعد قرنين من وفاته، وكأني به يُعيد مقولته لكن بطريقة مختلفة ويخاطب الخليفي وفرسانه، كما خاطب قبلهم الفرسان الثلاثة ودارتنيان والمؤلف آلكسندر ” نحن معل يا خليفي نمتطي صهوة الملاعب، نزور جميع ملاعب فرسنا وأوروبا ونحن نحلم ونحلم”، ليكبر الحُلم ويكبر حتى يتحول إلى حقيقة في قادم الايام.
فالخليفي استعاد المكانة التاريخية لاستاد حديقة الأمراء الفرنسي، حين تواجد فيه بليلة واحدة العديد من أمراء كرة القدم الذي يتابعون لقاء باريس سان جيرمان وسترسبورغ في الدوري الفرنسي، ففي المنصة الرئيسية تواجد الأمير الارجنتيني ميسي القادم لكتابة تاريخ جديد مع النادي الباريسي، وبجواره جلس الأمير البرازيلي نيمار النجم الساطع في سماء برشلونة منذ سنوات وحضر لباريس وابدع، وإلى جوارهما الأمير الإسباني راموس صانع مجد الملكي الإسباني ريال مدريد والذي غادره غاضباً، وفي أرض الميدان تألق كما لم يفعل من قبل الأمير الفرنسي مبابي حين تلاعب بالكرة وبالمنافس كما يشاء وكأنه يرسل رسالة للأمراء في المنصة تقول: ” أنتظركم حتى يكتمل عقد النجوم التي ستضيء سماء باريس بالألقاب وروعة الآداء”.
البسمات تنقلت من أرض الملعب إلى المنصة مع كل هدف تراقص في شباك فريق ستراسبورغ، الذي لم يعرف كيف يتعامل مع فريق مليء بالنجوم ويفتقد ثلاثة أقمار ينتظرون المجد الفرنسي، وقيادة الفريق صوب الحلم الأوروبي بالظفر بدوري أبطال أوروبا، وهو ما يصبوا إليه ناصر الخليفي جامع الأمراء من شتى بقاع الأرض ليصنع عقد من النجوم، ولم تؤثر أهداف ستراسبورغ في معنويات الفريق الذي يحفظ رواية آلكسندر عن ظهر قلب ويريد أن يجعل العالم أسير لجمال رواية المجد الكروي مع الخليفي.
الباريسي حقق الإنجاز الأصعب من صفقات الإنتقال وتشكيل عقد النجوم، حين انهمرت الأموال على النادي من كل حدب وصوب، وارتفعت نسبة مشاهدة الفريق في فرنسا وأصبح النادي الأكثر متابعة من عشاق اللعبة في جميع القارات، ليحصد قيمة الصفقات خلال أشهر قليلة، وهنا يرفض أنصار فريق الفرسان الباحثون عن المجد الأوروبي، ويرفض مشجعوا فريق الأمراء في شتى بقاع العالم التعادل أو الخسارة حيث اكتملت الصفوف في شتى الخطوط، ولم يتبقى على الخليفي وأمراء باريس إلا الفوز بالبطولات، رافعين الشعار الفرنسي المعروف “الجميع من أجل الفرد والفرد من أجل الجميع”.