المحروقات الإيرانية ستوزع على كامل الأراضي اللبنانية
بقلم: عزة الحاج حسن
النشرة الدولية –
المدن – عزة الحاج حسن
من المقرر أن تُبحر خلال ساعات قليلة سفينة محمّلة بالمازوت (أو الديزل) من إيران إلى لبنان، حسب ما أكد أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله اليوم، وهي السفينة الأولى. وهي قطعاً أنها لن تكون الوحيدة بل تتبعها سفن أخرى، كما قال. أما وقد أكد نصرالله استيراد المحروقات من إيران، ومن بعده أكد نواب حزب الله، ومنهم النائب حسن فضل الله أن استيراد النفط من إيران يحل مشكلة النفط والكهرباء وسعر صرف الليرة في البلاد، فذلك يعني أن الكميات الواردة من إيران لن تقتصر على المازوت بل ستتعداها إلى البنزين، وربما الفيول أويل.
ريثما تتشكل الحكومة؟
وبعيداً من حيثيات مسألة استيراد المحروقات من إيران بواسطة حزب سياسي محسوب عليها، وليس عبر قنوات الدولة اللبنانية، وبصرف النظر عن أبعاد قضية المحروقات الإيرانية ودورها في رسم السياسات المحلية في المرحلة المقبلة، لا بد من الاعتراف بتعطش السوق اللبنانية للمحروقات، خصوصاً المازوت، نظراً لما لهذه المادة الحيوية من ضرورة في تشغيل المؤسسات الاستشفائية والغذائية والمصانع ومولدات الطاقة وغير ذلك، فهل ستشكّل عملية استيراد المحروقات من إيران حلاً وإن مرحلياً لأزمة المحروقات في لبنان ريثما تتشكل الحكومة ويوضع الملف على سكته الصحيحة؟
وماذا عن تفاصيل استيراد المحروقات الإيرانية، ماذا عن الكميات الموعودة، وكيف تحدد أسعارها، وهل سيتم توزيعها على كامل الاراضي اللبنانية، أم انها ستطال مناطق محددة أو ربما بيئة حزب الله فحسب؟
الكميات والأسعار
أسئلة كثيرة تدور حول ملف المحروقات الإيرانية التي يبدو أنها سلكت مسارها إلى لبنان. ويجيب عنها مصدر من حزب الله في حديث إلى “المدن” أن قرار شحن المحروقات من إيران إلى لبنان قرار جدي، وقد انطلقت الباخرة الأولى وهي محملة بمادة المازوت. أما عن الكميات المنوي استيرادها أو بالأحرى التي تنوي إيران توريدها إلى لبنان، فبحسب المصدر، هي كميات محدّدة من قبل الحكومة الإيرانية لكن لم يفصح عنها.
وفي ما خص آلية الأسعار التي سيتم توزيع أو بيع المحروقات وفقها، يوضح المصدر أن مسألة الأسعار لم يتم تحديدها بعد، لكن قطعاً لن تتسرب منها أي كميات إلى السوق السوداء، مع الإشارة إلى أن الباخرة الأولى التي انطلقت محملة بمادة المازوت فقط، على أن تتبعها بواخر أخرى محملة بمادتي البنزين والمازوت، نظراً للحاجة الماسة للمازوت في المرافق الحيوية في البلد.
أما لجهة وجهة المحروقات الإيرانية، وهو سؤال يتردد على السنة الجميع، وأين توزع، وهل في مناطق محددة تضم بيئة حزب الله، أم على كامل الأراضي اللبنانية؟ فيأتي الجواب حاسماً على لسان المصدر بأن توزيع المحروقات الإيرانية سيتم على كامل الأراضي اللبناينة وليس لبيئة محددة، إذ “لا يمكن تغذية مناطق دون أخرى. فالسوق مفتوحة بصرف النظر عن اي شركة ستحصل على المحروقات قبل سواها. وفي النهاية سيتم إفادة كافة المناطق والمؤسسات”. ويقول المصدر، مشدداً على أن الأولوية في توزيع المازوت بداية ستكون لذوي الحاجة الماسة للمادة الحيوية ولهم الأولوية على الجميع، أي المستشفيات والأفران ومعامل الأدوية وبعض المولدات في المناطق الأكثر حاجة وغيرها من المؤسسات والمرافق الحيوية.
متى يصل المازوت الإيراني؟
بالإستناد إلى تأكيد السيد نصرالله بأن باخرة المحروقات الإيرانية ستنطلق خلال ساعات أو ربما تكون قد انطلقت، فإنها وفق مصدر من غرفة الملاحة البحرية في حديث إلى “المدن” ستستلزم تقنياً وقتاً للوصول إلى لبنان يتراوح بين 12 و15 يوماً حسب سرعة إبحار الباخرة. ويؤكد المصدر أن الباخرة الإيرانية تقنياً عليها المرور عبر قناة السويس، ولا عوائق أمامها في أي من مفاصل إبحارها، “إذا ما استثنينا الجانب السياسي وربما الأمني”، مرجحاً أن يتم تفريغ الباخرة بعد عبورها البحر الأبيض المتوسط في الموانئ السورية، قبل إعادة نقل بضائعها عبر البر إلى لبنان. وهذا في حال أراد الجانب الإيراني تجنيب لبنان تداعيات خرق العقوبات الأميركية.
ليست هبة إيرانية
وتجدر الإشارة إلى أن وكالة “نور النيوز”، المقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، نقلت خبراً عن مصادرها، أنه خلافا لتكهنات وشكوك بعض المتحيزين والمعارضين، فإن شحنات الوقود التي أرسلتها إيران إلى لبنان، والتي أعلنها السيد حسن نصر الله اليوم، ليست هبة ولا مدفوعة الثمن من الحكومة اللبنانية، بل اشتراها بالكامل مجموعة من رجال الأعمال الشيعة اللبنانيين.