دجاج عمرو خالد وفندق الإنتركونتننتال
بقلم: أحمد الصراف
النشرة الدولية –
كنت في رحلة عمل وسياحة في أواخر السبعينيات للأردن، مع بعض رفاقي المهتمين بقطاع الفنادق في الكويت.
عند عودتنا مساء من حفل العشاء، وفي بهو فندق الكونتننتال الذي كنا نقيم فيه، طلبت من أصحابي التمعن للحظة في المفارقة التي تضمنتها لوحة مواقيت الصلاة الموضوعة عالياً فوق مكتب الاستقبال. وقلت لهم بأن ارتفاع اللوحة يعني الحاجة لسلم مرتفع وموظف يقوم يومياً بمهمة تغيير مواقيت الصلاة عليها. ولفتّ نظرهم إلى أن تحت المواقيت كتبت الجملة التالية بأحرف ثابتة لا تتغير:
خدمة الصلاة كل أحد 9 – 11 صباحاً
ولأن من معي كانوا من المهتمين بتكلفة بناء الفنادق وتشغيلها، فبالتالي فكّروا في المساحة المخصصة لحفظ السلم الحديدي العالي في ردهة الفندق، ولجزء من راتب الموظف الذي يقوم يومياً بعملية تغيير المواقيت.
من واقع تجارب الشعوب، ولأي دين انتموا، يظهر جلياً أن زيادة الجرعة الدينية لا تخلق مجتمعات أفضل. فتكوين الإنسان السوي والمواطن الصالح لا يكون أبداً بإغراقه في القضايا الدينية وجعله تابعاً، فليس هدف الدولة خلق مواطن متدين، بل خلق مواطن متعلم قادر على العمل والإنتاج، ومن ثم دفع الضرائب للدولة، والتي من دونها لا يمكن أن تستمر في تقديم خدماتها، مع استثناء 4 أو 5 من هذه القاعدة في العالم أجمع. وبالتالي أي توقف عن العمل اليدوي والفكري أو الصناعي أو الزراعي يعني ضياع عشرات ملايين ساعات العمل الثمينة.
لهذا اهتم الكثيرون بالتبعات الإيجابية لقرار السعودية السماح للمحال التجارية، والمصانع ومئات آلاف المصالح، بالاستمرار في عملها في أوقات الصلاة، وعلى من يود أداءها القيام بذلك، دون تعطيل العمل، الذي يعتبر أيضاً في حكم العبادة. فقد تستمر هذه الدولة الريعية أو تلك في تحمل رفاهية عدم تعطيل الأعمال لساعات طويلة، طالما بقيت آبار النفط تضخ ملايين براميل البترول يومياً، ولكن هل بإمكانها الاستمرار في ذلك للأبد؟ وبالتالي لماذا لا نستعد لذلك اليوم بدلاً من أن تفاجئنا الظروف، ونصبح في خبر كان؟
استضافت قناة العربية قبل أيام الداعية المصري «عمرو خالد».
أحرج المقدم ضيفه عندما سأله عن سبب قبوله الظهور في دعاية تجارية سخيفة، ذكر فيها أن تناول «فراخ» من علامة تجارية محددة يساعد على بلوغ درجة أعلى من الروحانية؟
فرد عمرو خالد بكل استهتار بأنه قام بذلك من أجل «الفلوس»، فهو بحاجة للصرف على جهوده الدعوية!!
وهذا يعني أنه يقوم صباحا بالترويج «للفراخ» من خلال إعلان تجاري غير صحيح، ليستطيع، بالمال الذي كسبه من الإعلان، في هدايتهم … مساءً!
وهذا يشبه ما تقوم به بعض جمعيات الإسلام السياسي التي تدير عشرات الجمعيات الخيرية، وتقوم باستقطاع نسب عالية من كل تبرع، وتحتفظ بها لنفسها، بحجة أن «هداية الناس ومساعدتهم» تتطلب ذلك.