طـرْفِـي الذي شيَّعَ الدنيا على عجَلٍ خلفَ الشوارعِ ، ليتَ الله أعـمـاهُ

النشرة الدولية

د. يسرى البيطار

غرفة 19 –

 

الـعَـتـمُ يُدرِكُ ذاك الشّارعَ القاسـي

والروحُ تـرسُـمُ لِـي حُـلْـمًا لِألـقـاهُ

 

تعلو على يدِهِ الأطيارُ أرقُـبُـها

أضُـمُّ قلبي لكي بالسِّـرِّ أرعاهُ

 

أُسارِقُ السـمْعَ ماذا يُخبِـرُ الجُلَسَـا

وما يقولُ عن العشّاق إذْ تاهُـوا

 

تطولُ ساعةُ صبرٍ لا حدودَ لها

إلاّ بِـشَـوقٍ مِـن الأوتـار أدنـاهُ

 

وقلتُ أنزِلُ أستَـفـتي على مَهَـلٍ

عطرَ المساءِ وذاك النَّـجْـمَ أعلاهُ

 

هل بالطلولِ على الأوجاع مِن مَدَدٍ

على الشّـفاهِ إذا ما قَـبَّـلَت فـاهُ

 

ما كان حيًّـا ! فـذاكَ الطيف يشبهُهُ

فكيف أمسى لِـروحي الآن أشباهُ

 

هذا حطامي فلا دمعٌ يرمِّـمُـهُ

وكيف تُـحـيـي رفاتَ المَيْت أمواهُ

 

لجَـأتُ لِـلحائط الخلْـفِـيّ خَـبَّـأَني

مِمَّن هو الأمْـنُ، ثمّ الظّلمُ قَـسّـاهُ

 

بكلِّ ما صَبَّ ذاك الجرح مِن ألَـمٍ

في عمق قلب الجَوى ناديتُ أُمّاهُ

 

يا ليلةً وقفَ الطهرُ العظيمُ بها

يسامِحُ القهرَ لكنْ ، ألـفُ أَوّاهُ

 

طـرْفِـي الذي شيَّعَ الدنيا على عجَلٍ

خلفَ الشوارعِ ، ليتَ الله أعـمـاهُ

زر الذهاب إلى الأعلى