لستُ غيري

النشرة الدولية –

إينانة الصالح –

لستُ غيري

من توارى من رفاقي صيَّروني آخر الحمقى مجازاً

غابَ عنّي القلبُ

والوجه المُسجّى بانكساراتِ المرايا

صِرتُ ناياً

بي زفيرٌ شاهقٌ.. بي السَّقطُ أنَّاتُ

حبيباً في انتظارِ الحزن يلقاني الشَّتاتُ

***

«كنْ غزالاً في مهبِّ الحربِ إن دارَتْ رحاها، كي يُشاعَ السرُّ حرّاً،

لستَ تنجو إن تركْتَ الموتَ ينمو في ارتجافِكْ»

قالتِ الأمُّ التي ماتت سريعاً

قبل موتِ العاشقينَ العابرينَ الشهوة الأولى رصاصاً

علًّ تلقاهُم حياةُ

***

لستُ غيري

كم تُرى ناحَتْ مداميكُ الزَّنازينِ احتضاراً

إذ رأتْنا نحتوي الجرحَ في عمقِ الزوايا

بعدَنا من يقطفُ الأشلاءَ عن غصنِ الضحايا

بعدَنا من ينشرُ الأوطانَ جوعاً للجباهْ

يومَ أعيتنا الجباهُ

مذْ حنظلَتْ فينا فُتاتَ الحلمِ

آنَ الجوعُ أعياهُ الفُتاتُ

***

لستُ غيري

ها أنا ذا

غابَ لوني

وجهُ أمي

ثوبُها الكحليُّ مأخوذٌ

بروحِ الخبزِ والوِردِ المُعطَّرْ

لا صباحاتٍ لتُذكرْ

عاثرٌ حظُّ البيوتِ الـ (سقفُها) حربٌ

طريدٌ حضنُها

نعناعُ طينٍ حاربتْهُ العاتياتُ

***

لستُ غيري

عُدْتُ وحدي واستحالَتْ وحدتي:

أنْ كيفَ مائي صار نوحاً؟!

ربَّما دمعٌ قليلٌ

نشوةٌ صُغرى ويأتي ما تبقّى من وجودي

ملحُ وجهينا قُبيلَ الحربِ سكَّرْ

لستُ أكثر

بيدَ أنّي أكثرتني الأمنياتُ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى