جمعية تساعد الفنانين في لبنان بدلاً عن الدولة!
النشرة الدولية –
لبنان 24 – جويل تامر –
ليس خافياً على أحد مدى اهمال الدولة للمواطن اللبناني في كل المجالات وطوابير الذّل شاهد على ذلك. لا دولة في لبنان بكلّ بساطة، الجمعيات أخذت مكانها وأصبحت تؤمن احتياجات المواطنين الى حدّ اننا أصبحنا نعيش على المساعدات.
الذّل لم يوفّر أحداً وطال جميع فئات المجتمع ومن أبرز الفئات المهمشة منذ فترة طويلة هم الفنانون الذين يقدمون للوطن أجمل سنين عمرهم ويرفعون اسمه عالياً ،وعندما يحتاجون الى سرير المستشفى يخذلهم الوطن.
إلا أنّ للمبادرات الفردية الدور الأبرز في سدّ هذه الفجوة الهائلة، وتجربة جمعية “اتجاهات ثقافة مستقلة” في هذا المجال جديرة بالتقدير.
جمعية “اتجاهات ثقافة مستقلة” موجّهة لدعم الفنانين المستقلين في كل المجالات والتخصصات بالإضافة الى الباحثين الذين يعملون على ملف الفنون ومدى ارتباطها بالتغيير الحاصل على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
هذه الجمعية تعمل كمؤسسة وسيطة اذ تقدّم خدمات مختلفة ومتنوعة للفنانين لإنتاج مشاريعهم الفنية سواء كانت إنتاجية (production) أو تطوير مهاراتهم وخبراتهم أو اذا كانت على علاقة باستقرارهم النفسي خاصة في هذه الظروف الصعبة التي يمّر فيها لبنان والمنطقة العربية.
كما تركّز الجمعية في نطاق علمها على التقنيين (الإضاءة، الصوت…) الذين يعملون في المجال الفني لأنها تعتبرهم من الفئات المهمشة والمظلومة، فاذا لم يعمل الفنانون بالتالي هم ايضا لن يعملوا.
منذ سنتين بدأت “اتجاهات” العمل على برنامج لحماية الفنانين، انعكس من خلال مبادرة للجمعية تحت اسم “يحيى الفنّ” Art Lives بالشراكة مع مؤسسة Action for Hope ومؤسسة “مفردات” موجّهة لدعم الفنانين الذين يواجهون ظروفاً صعبة نتيجة وباء “كورونا”. تقدّم المبادرة دعماً مادياً لمساعدة الفنانين في ظروفهم المعيشية أو الصحية. المبادرة مستمّرة وتحترم الخصوصية التامة للفانين ويتمّ تقديم الطلبات والردّ عليها بسريّة تامة. والهدف منها التذكير أن المؤسسات تحتاج الى الفنانين وليس العكس لأنهم ان لم ينتجوا لا معنى لوجود الجمعيات.
وبعد انفجار بيروت، تمّ اطلاق نسخة خاصة من Art Lives Beirut هدفها تقديم مساعدة إضافية للفنانين والتقنيين الذين تضرروا من الانفجار كما قدّمت دعما لمجموعة من الأشخاص ضمن هذا الخط.
مع مؤسسات أخرى مثل “المورد الثقافي” وآفاق” لديهم برنامج “صندوق تضامن بيروت”، حاولت “اتجاهات” توفير نظام تكاملي للعمل مع جمعيات أخرى لمواجهة الخطر الكبير الذي يُهدد القطاع الثقافي المستقل.
أهمية هذا القطاع في لبنان ينبع من كون العمل الإقليمي في المنطقة ينفذ من لبنان، لأن لبنان لعب دوراً تاريخيا في دعم هذا الإنتاج، فالفنانون الذين كانوا يخافون على حريتهم كانوا ينتقلون الى لبنان، البيئة منفتحة والجمهور معتاد على الأفكار الجديدة والقوانين كانت الى حدّ ما مرنة. أما اليوم فنشهد قمعاً للحريات، وتهديدات وتشديداً على الرقابة وغياب الحماية للفنان، ونتيجة الانهيار الاقتصادي الحاصل هناك خطر أن نخسر رأس مال مهّم للوطن وهم الفنانون وحرية التعبير الفكري.
إشارة الى أن لدى الجمعية مجموعة برامج ومنها:
“منح الفنون” الذي يقدم منحا إنتاجية للفنانين ومشاريعهم سواء كانوا موجودين في لبنان أو في المنطقة العربية أو أوروبا، ويتمّ تقييم الفنان بتراكم أعماله فاذا توقف عن الإنتاج فان استمرار مسيرته المهنية ليس مضمونا ، لذا تُقدّم الجمعية دعماً سنوياً للباحثين لإنتاج أوراق بحثية وتطوير مهاراتهم البحثية.
برنامج “مهارات” لتطوير خبرات الفنانين في قطاع الـperforming arts بفنون الأداء بالمسرح وفنون العرض في لبنان بشكل أساسي.
برنامج “مينا” الذي أطلق في مجموعة من المدن منها بيروت، القاهرة، الخرطوم، وهو منصة لتقديم انتاجات فنية متنوعة، كما يتضّمن حضور أفلام، تقديم عروض، حفلا موسيقي، ندوات ونقاشات حول قدرة الفنون والثقافة على لعب دور في مواجهة الكارثة التي يواجهها لبنان والمنطقة العربية.