في غزة باص للسينما يزرع الفرحة في قلوب الأطفال تمكن قرابة 28 ألف شخص من مشاهدة الأفلام
النشرة الدولية –
تأكل مجموعة من الأطفال الفلسطينيين الفشار، وهم جالسون في “باص السينما” الجديد في قطاع غزة يستمتعون بعرض فيلم رسوم متحركة، في تجربة نادرة لأطفال القطاع.
ويشتغل باص السينما بالطاقة الشمسية، حيث يمكن لفريق العمل تشغيله وعرض الأفلام دون الحاجة إلى تيار كهربائي في ظل أزمة الكهرباء، بالإضافة إلى أنه يمكن أن يصل إلى كافة مناطق قطاع غزة. وهو مجهز بمصعد لذوي الإعاقة الحركية ويتسع لأكثر من 60 مشاهدا، كي يبث في نفوس أطفال غزة حب السينما.
وقال محمود الهرباوي، منسق مشروع باص السينما، إنه “تم تصميم باص السينما بتفاهم وتوافق بين فريق المؤسسة والفريق المصمم والمنفذ من خبراء ومهندسين، بعد وصول الباص كما أي باص من الخارج، وهنا في القطاع جرى تنفيذه بالكامل”.
وأشار إلى أنه جرى تنفيذ فكرة “الهيدروليك” التي تقوم على توسيع الباص مترًا من كل اتجاه، وتوفير طاقة شمسية لتشغيله ومصعد لذوي الإعاقة الحركية وأجهزة إنذار وأمان للأطفال وكاميرات مراقبة وباب أمان خلفي في حالات الطوارئ وأجهزة تكييف.
وأضاف “باص السينما مجهز بشاشة عرض داخلية وشاشة عرض خارجية. العرض الداخلي يتسع لعدد 60 من الحضور من الأطفال أو الشباب أو الطلائع وثلاثة من ذوي الإعاقة الحركية”، يعني ما معدله 63 راكبا.
ويمكن أن يشاهد أضعاف هذا العدد الفيلم خارج الحافلة. وأوضح الهرباوي ذلك بقوله “العرض الخارجي هو عبارة عن شاشة بروجكتور خارجية، تأخذ أكثر من مستوى في العرض، إذ يمكن أن يكون المستوى عاليا جدا إذا كان عدد الحضور أكبر وإذا كانت هناك مساحة تكفي لحضور 500 شخص خارج الباص”.
كانت دور السينما مزدهرة في قطاع غزة خلال خمسينات القرن الماضي قبل أن تتعرض للإحراق حين اندلعت شرارة الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987.وجرى إصلاحها وإعادة افتتاحها بعد ذلك لكنها تعرضت للحرق مجددا بعد بضع سنوات في 1996 وسط موجة جديدة من التوتر السياسي.
ويضطر سكان غزة، الذين لم تتح لهم فرصة مغادرة القطاع منذ ذلك الحين، إلى الاستمتاع بمشاهدة الأفلام عبر التلفزيون من منازلهم.
ولاقت فكرة الباص استحسان وإعجاب الكثيرين، فيما تمكن قرابة 28 ألف شخص من مشاهدة الأفلام التي يعرضها الطاقم من داخل الحافلة، وذلك بفضل مشاركة الباص في مبادرات ورحلات وأيام ثقافية في مختلف مناطق القطاع. وقالت الطفلة ليان صافي (11 عاما) “الفيلم كان حلوا جدا وهذه أول مرة أحضر فيها سينما في الباص، أحببت الفيلم لما فيه من مغامرات حلوة”.
وقال الطفل جاسر حسونة (13 عاما) “هذه السينما حلوة كثيرا. أتمنى أن تكون لدينا سينما كما سينما الباص نشاهد فيها أفلاما. هذه أول مرة أحضر فيها سينما حلوة بهذا الشكل ومشوقة عن الحب”.
وأوضح الهرباوي أن مشروع باص السينما، الممول من الاتحاد الأوروبي وأطلقته “جمعية إنقاذ المستقبل الشبابي” المحلية، يهدف إلى عرض أفلام سينمائية في ظل عدم وجود سينما متحركة أو ثابتة في قطاع غزة، مؤكدًا أن الأفلام هادفة، ومنها ما يدعو إلى نبذ العنف والتسامح وتعزيز القيم الأخلاقية لدى مختلف الشرائح خاصة الأطفال.
ونوه إلى أن باص السينما حقق نجاحا كبيرًا وحظي بإعجاب الكثيرين، ويخرج باستمرار للمشاركة في أنشطة ومبادرات ومخيمات، ويقدم عروضًا مميزة وسلسلة من الأفلام الثقافية التوعوية الجميلة.