طالبان إرهابية وستبقى إرهابية!!
بقلم: صالح القلاب
النشرة الدولية –
ليس جديداً أن يحصل في أفغانستان هذا الذي يحصل فهذا البلد الذي كان قد وصل إليه الإسكندر المقدوني فاتحاً وتناوب عليه المحتلون على مدى حقب التاريخ القديمة والجديدة يجب الّا يكون مستغرباً أن يحصل فيه هذا الذي يحصل وأن تسيطر عليه حركة طالبان للمرة الثانية بينما لا تزال القوات الامريكية تتواجد فيه بعد إحتلالٍ “شرعيٍ”!! على مدى عشرين عاماً وذلك في حين أنّ أيدٍ كثيرة ممتدةٍ نحوه وأنه حسب “التقديرات” المؤكدة سيشهد صراعاً ليس إقليمياً بل كونياً ودولياً طالما أنّ دولاً قريبة وبعيدة بقيت تمدُّ أيديها إليه على مدى التاريخ البعيد وفي هذه المرحلة التي ورثت الصراعات التاريخية كلها إن في الفترة السوفياتية وإن بعد ذلك وحيث أن الصين (الشيوعية) تحاول الآن أن تكون السبّاقة في هذا المجال.
هناك “عنوان” في التاريخ الأفغاني يقول: “أفغانستان مقبرةُ الإمبراطوريات” وحقيقةً أن هذا قد حصل مع دولٍ “غازيةٍ” متعددة وكثيرة إن في الماضي الذي بات بعيداً وإن في حقب التاريخ اللاحقة وحيث أنَّ حتى “الإمبراطورية”، التي لم تكن تغيب عن أملاكها الشمس بريطانيا العظمى، كانت قد احتلت هذا البلد في عام 1939 على اعتبار أنه يشكل ممراً نحو الهند وأن هذا قد تكرر لاحقاً مع الاتحاد السوفياتي وبالطبع مع الولايات المتحدة ومع محاولات دول أخرى من بينها حتى الصين.. وإيران وغيرها من الدول القريبة والبعيدة.
كان الاتحاد السوفياتي، بعد زوال الاستعمار البريطاني عن افغانستان، قد أرسل وحدات من جيشه الأحمر في عام 1929 الى هذا البلد لدعم حكم الملك أمان الله خان الذي كان يعتبر شيوعياً بدون “ماركسية – لينينية” والمعروف أنَ موسكو قد احتلت هذا البلد في عام 1979 احتلالاً عسكريا وحزبياً.. وكل شيء لعشرة أعوام متلاحقة خسرت خلالها، كما يقال، أكثر من خمسة عشر ألفا من جيشها الأحمر قبل إنسحابها “الذليل” في عام 1988 الذي تبعه إنهيار نظام الحزب الشيوعي الذي كان على رأسه “الرفيق” بابراك كارمال وحيث ان هذا البلد قد دخل في فوضى عارمة وكانت تلك المرحلة مرحلة صراعات مدمرة ودامية بين فصائل “المجاهدين” كانت قد تطورت الى حرب أهلية دموية كانت حركة “طالبان” هذه ما غيرها قد التحقت بها في عام 1996 وخرجت منها مهزومة وها هاي تعود الى هذا البلد مجددا والواضح انها ستخرج منه مهزومة أيضاً وكما كانت عليه الامور في المرة السابقة.
ولعلّ الأخطر في هذا كله أن “طالبان” هذه قد حوّلت هذا البلد، الذي كان في العهد الملكي يستقطب أعداداً هائلة من “الوافدين” الأوروبيين غالبيتهم من الشبان الذين كانت تستهويهم المخدرات الرخيصة، الى قاعدة إرهابية تسرح فيها وتمرح تنظيمات الارهاب كلها من “القاعدة” الى جماعة بن لادن .. الى كل ما هبّ ودبّ، كما يقال، وحقيقةً ان هذا من المتوقع أنه سيتكرر مرة أخرى وعلى نحو أكثر دموية إذا بقيت الأمور تسير في هذا الاتجاه الذي باتت تسير فيه.
وهنا وفي النهاية، وحقيقةً انه لا نهاية لما بقي يجري في أفغانستان، فإنه مادام أن الإميركيين “سيهربون” من هذا البلد الذي قد رابطوا فيه عسكرياً لعقدين من الزمن و”أنفقوا” مليارات الدولارات فإن “طالبان” ومعها “القاعدة” والتنظيمات الإرهابية كلها ستعيث فيه “إرهاباً” وأنه سيتحوّل إلى قاعدةٍ إرهابيةٍ كونيةٍ وحيث أنه لا صحة لكل ما يقال عن أن هناك حركة “طالبانية” جديدة غير الحركة السابقة.. إذ أنه بات واضحا ومنذ البدايات أن “طالبان” هذه لن تكون إلا “طالبان” المعروفة وأنه لا مجال إطلاقاً إلَا بالقضاء عليها وهذا يتطلب ألّا يهرب الاميركيون ولا الدول المعنية الكبرى من مواجهة مبكرة مع هذا التنظيم الإرهابي المنطلق من عقاله والذي سيحوّل هذا البلد إلى قاعدة إرهابية وكما كانت عليه الأمور في فترات سابقة.