الأندية الاردنية تصرخ .. ما لنا ولترف الإحتراف
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
الإحتراف مصطلح غزا العالم العربي وضرب العديد من الأندية في مقتل، ولم يقوى على التعامل معه عدا تلك الأندية التي تملك رصيد هائل من الجماهير والمشاريع والداعمين القادرين على ضخ المال دون حساب، وفي هذا التصنيف تظهر فرق الأهلي والزمالك في مصر والترجي التونسي، ونجت أيضا الأندية التي قامت الدول بدعمها كما حصل في الخليج العربي حيث تعتبر الرياضة مظهر هام في حياة المجتمع، فقدمت السعودية وقطر والإمارات دعماً مالياً ضخماً لأنديتها، للتعاقد مع نجوم من الصف الأول عربيا والثاني عالمياً، فيما عانت العديد من الدول من اللجوء إلى ترف الإحتراف وبالذات الأردن التي لا تقدم دعماً سخياً للأندية ولا يوجد داعمين حقيقين ولا شركاء رئيسين للأندية.
وبالتالي تسبب مصطلح الإحتراف وتطبيقه إلى تقسيم الأندية مالياً إلى طابقين أحدهما يملك المال الوفير وقادر على خطف نجوم الفرق الصغيرة، وأندية تقف على حافة الهاوية بسبب تراكم الديون كما يحصل حالياً مع الأندية الاردنية التي تعتبر الأفقر بين الدول التي لجأت لترف الإحتراف، وبدلاً من أن تتقاسم الأندية المال بنسب منطقية توفر المنافسة القوية، وهو ما يؤدي إلى زيادة الحضور الجماهيري ورفع قمة عقود الرعاية والإعلان، قامت أندية بالسيطرة على روافد المال الشحيحة لتزداد الأندية الغنية غناً والفقيرة فقراَ، لتنقسم الاندية على الصعيد العربي بين الغني جداً والمهدد بالإفلاس وبالذات في الدول التي لا تملك رفاهية المال لتنفقه على رفاهية إحتراف كرة القدم.
لقد عانت الأندية الاردنية أكثر من غيرها من تطبيق الاحتراف لتصبح في خطر شامل، بل ان عدد كبير منها لا يملك إدارات حقيقية إنما لجان مؤقتة تشرف على إدارة شؤونه، كما أن اصحاب المال أصبحوا يتهربون من تولي إدارة الأندية كونها ستشكل عبئاً مالياً عليهم بسبب تراجع مداخيل الإعلانات والرعايات، لذا فقد أوقفت بعض الأندية التعاقد مع لاعبين محترفين أو محليين برواتب كبيرة، ليصبح الفارق الفني في الاردن واضحا بين من يملك المال ومن لا يملكه، فالوحدات والسلط يعتبران الأفضل مالياً لذا فقد تعاقدا مع لاعبين على سوية عالية، ورغم ذلك فإن الديون تطارد الفريقين المتنافسين على لقب الدوري.
ويبدو ان العديد من المهتمين بالشأن الكروي الاردني يعتبرون ان اتحاد اللعبة قد تعجل في فرض الإحتراف على الأندية، دون أن يوفر لهم المال عبر الحكومة والخبرات الإدارية عبر وزارة الشباب والإتحادات القارية، لنجد أن نقص المال والخبرات يعصف بالأندية، التي تهتف سوياً:” ما لنا وللإحتراف”، والتي كان عليها أن تجد طرق أفضل واسهل من تطبيق الإحتراف لحماية لاعبيها من الهروب كما حصل سابقاً، كما عليها التعامل باحترافية واحترام متبادل كون نقص الثقة بين الإدارات تسبب في ظهور لاعبين يحصلون على رواتب مرتفعة نظير مردود فني ضعيف، وهو ما يُشير إلى وجود خلل في هذه التعاقدات والتي يعتقد البعض أن فيها شبهة فساد.
إن الأندية الاردنية والعديد من المصرية والسورية والتونسية لا تحتاج لتطبيق الاحتراف الذي يعتبر رفاهية لا تحتاجها وترف ليس في وقته، لذا يحتاج مفهوم الإحتراف إلى إعادة دراسته وضبطه من جديد بطرق تحمي الأندية من الإنهيار والإفلاس وتحدد قيمة عقود اللاعبين بسقف محدد وتقوم بتطبيق اللعب المالي النظيف، وهنا سنجد ان البعض منها سيلجأ لصناعة اللاعبين والحصول على المال الوفير بدلاً من هدر المال دون بصيرة.