الأردنية زين الجيلاني تترك هندسة البرمجيات لتقوم بتصميم وبيع قطع أثاث لها طابع من التراث الأردني
النشرة الدولية –
في كل صباح وبعزم قوي تبدأ النجارة زين الجيلاني عملها في القبو الذي حولته إلى ورشة عمل تتردد فيها أصوات نشر الأخشاب ودقها وتشكيلها.
وبذلك الجهد، تحيي زين (29 عاما) شغفها الفني والحرفي يوميا وهي مغطاة بالغبار ونشارة الخشب، إذ تقوم بتصميم وبيع قطع أثاث لها طابع من التراث الأردني لزبائنها في أنحاء العاصمة عمان.
وتقول عن حبها للعمل بيديها “أنا أحب الخشب.. وكنت أحب أن أكون نجارة، فمنذ صغري كنت أحب صناعة الأشياء من الخشب”. مضيفة، إن الأمر لم يكن يسيرا في الحرفة التي يهيمن عليها الرجال.
وتضيف “إن أكبر بائع خشب في عمان يرفض أن يبيعني الخشب منذ ثلاث سنوات وإلى اليوم، وفي كل مرة أقصده لشراء المواد الأولية لصناعة أثاثي كان ينصحني بأن أذهب وأشتغل أي مهنة تصلح بالبنات”.
وتعلمت زين النجارة عبر مشاهدة مقاطع فيديو على يوتيوب ثم التدرب في ورشة نجارة لعدة أشهر.
وأسست للمرة الأولى ورشتها الخاصة في قبو منزل عائلتها في مارس 2020 بما تزامن مع فرض السلطات لإغلاق في أنحاء البلاد لمكافحة جائحة فايروس كورونا المستجد.
لكن وبشغف وحب تتحدث عن توقها لهذا العمل، قائلة “كنت أكره أن أرى قطع أثاث تقليدية مرمية في الحاوية أو كدس النفايات.. أتساءل لماذا الواحد منا يرمي قطعة ثمينة ليشتري بدلها قطعة جديدة يكون خشبها غير جيد؟ مثل هذه الأشياء دفعتني لأحب النجارة”.
ويعد هذا تحولا في مسيرة زين المهنية التي درست لتكون مهندسة برمجيات.
وقالت “مبدئيا هندسة البرمجيات ليس لها دخل في مهنتي اليوم.. فالنجارة وهندسة البرمجيات شيئان بعيدان عن بعضهما.. أحب البرمجة لكنني أحب النجارة أكثر”.
وسريعا، تحول عمل زين الصغير إلى عمل مربح، إذ تطلع الكثير من زبائنها لكسر الأنماط التقليدية التي تعيب دخول النساء في مجالات عمل الرجال.
وتقول سارة جابر وهي زبونة لديها “هذا غريب عن ثقافتنا.. أن تعمل بنت بالنجارة شيء جميل بالنسبة إلي، لذلك أشجعها وأشجع كل فتاة على أن تعمل ما تريد لكي نخرج من صقلفة العيب والتمييز بين الرجل والمرأة”.