طوابير اللبنانيين المحطات لن تنتهي.. الدعم يتوقف بعد 10 أيام؟!

النشرة الدولية –

المدن –  عزة الحاج حسن –

“متى تنتهي الطوابير أمام محطات المحروقات؟” هو السؤال الذي يتردد مئات المرات على ألسن معظم اللبنانيين يومياً. فأسعار البنزين والمازوت تضاعفت بفعل خفض نسبة الدعم، من 3900 ليرة للدولار إلى 8000 ليرة للدولار، وعمليات استيراد المحروقات مستمرة. أليس كل ذلك بالأسباب الكافية لتخفيف الضغط عن محطات المحروقات واستحصال المواطنين بسهولة على البنزين؟

الجواب على كل تلك الأسئلة يُختصر بأن لا شيء تغيّر أو سيتغيّر، ما لم يُقطع الطريق على تجار السوق السوداء والمحتكرين والمخزّنين. ولأن الفوضى المطلقة تعبث بسوق المحروقات، وسط علم وعجز القوى الأمنية عن ضبطها، فلا مخرج من هذه الدوامة قبل وقف الدعم كلياً عن المحروقات، فهل سيستمر الوضع حتى نهاية أيلول كما كان مقرراً؟

اتساع السوق السوداء

“طوابير السيارات أمام المحطات لن تختفي”. بهذه العبارة يحسم عضو نقابة أصحاب المحطات، جورج البراكس، الإجابة عن كل تلك التساؤلات. فإلى متى؟ يقول البراكس في حديثه إلى “المدن”، إن هناك الكثير من المحطات لا تزال مغلقة. وهو ما رفع مستوى الضغط على المحطات التي تقوم بتزويد المواطنين بالبنزين. أضف إلى أن هناك من بات يمتهن العمل بالسوق السوداء: “إذ يعمد كثر إلى تعبئة خزانات سياراتهم وتفريغها وتعبئتها من جديد يومياً، كما أن عبوات البنزين تُباع في بعض المناطق على الطرقات كأي منتج آخر”.

هذه الحال لا يمكن أن تُضبط من دون تكثيف عمليات تدخل القوى الأمنية والجيش ومنع كل تلك الممارسات. طبعاً، إلى جانب التشدد بالكشف على مستودعات المخزّنين والمحتكرين.

وقد علمت “المدن” أن العديد من محطات المحروقات التي تتسلم كميات من البنزين والمازوت، لا تزال حتى اللحظة مغلقة في وجه الزبائن، بذريعة تجنّبها وقوع حوادث أمنية. ويرى المصدر أن على الأجهزة الأمنية الكشف على المحطات المغلقة، للتحقق مما إذا كانت خزاناتها فارغة أو معبأة بالمحروقات، لإلزامها على فتح أبوابها أمام المواطنين، ما يمكن أن يخفف الضغط عن المحطات العاملة حالياً والتي تطول أمامها طوابير السيارات.

ويأسف المصدر لتشدد القوى الأمنية فقط مع المحطات التي تعمل ليل نهار على توزيع وبيع مخزونها، وإعطاء الأولوية للأطقم الطبية وسيارات الإسعاف وتوزيع الأدوية، في حين تتعمد محطات أخرى على الإغلاق ولا يتم التدقيق في ما إذا كان تخزّن المحروقات أم لا.

رصيد الدعم انتهى

أما إلى متى ستستمر عمليات بيع المحروقات بأسعار مدعومة على 8000 ليرة للدولار. فهذا الأمر رهن اتفاق جديد، قد تضطر السلطة السياسية ممثلة بحكومة تصريف الأعمال، والسلطة النقدية ممثلة بمصرف لبنان، للتوصل إليه في النصف الأول من شهر أيلول.

وبالعودة إلى الاتفاق الذي توصلت إليه السلطات المعنية منذ قرابة العشرة أيام، والقاضي بفرض تسوية مؤقتة، قوامها بيع مصرف لبنان الدولارات وفق سعر صرف المنصة، أي 16500 ليرة للدولار، في مقابل أن يتم تسعير المحروقات من قبل وزارة الطاقة على سعر صرف 8000 ليرة للدولار، على أن يُسجّل الفارق بين السعرين ديناً على الحكومة.. فإن هذا الإتفاق لن يستمر كما كان مقرراً له حتى نهاية شهر أيلول المقبل.

أما السبب، فهو أن الحد الأقصى المقرر للدعم حتى آخر أيلول يقدّر بـ225 مليون دولار، لتمويل قيمة الفرق بين سعر صرف الدولار وفقًا لمنصة الصيرفة، والسعر المعتمد بـ8000 آلاف ليرة للدولار. وليس لشراء البنزين والمازوت وحسب، بل أيضاً لشراء الغاز المنزلي وصيانة معامل الكهرباء. من هنا، يؤكد مصدر مواكب للملف في حديث إلى “المدن” بأن المبلغ المرصود للدعم قد انتهى. ولن يتم فتح اعتمادات جديدة من قبل مصرف لبنان لاستيراد المحروقات، وفق سعر المنصة. وبالتالي، فإن كمية المحروقات المتوفرة حالياً في الأسواق قد تكفي للاستهلاك على مدار أسبوع تقريباً أو 10 أيام، في حين أن أي شحنات جديدة ستكون على سعر صرف دولار السوق السوداء.

 

وفيما لو صحت هذه التقديرات فإن الدعم سيتوقف كلياً في الأسبوع الثاني من شهر أيلول، وليس في نهاية أيلول. أما الاستثناء الوحيد الذي يمكن له تمديد دعم المحروقات حتى نهاية أيلول، فمرتبط بإمكانية إبرام اتفاق جديد بين حكومة تصريف الأعمال ومصرف لبنان على توفير مبلغ مالي جديد للدعم حتى نهاية أيلول. وهذا أمر مستبعد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى